الجوامع و المساجد ـــ حالها في ذلك حال الأسواق وأماكن العمل الأخرى ، زائدا المقاهي و الساحات و الشوارع و الأرصفة ، حيث يرتادها أناس عُزل ومسالمين ذهابا و إيابا لإنجاز أشغالهم وشؤونهم ، و بالتالي فأن تفجير هذه الأماكن و المواقع أو إطلاق الرصاص على الناس المتواجدين فيها تُعد و تُعتبر من أقذر الأفعال خسة و أبشع الجرائم جبنا و نذالة على الإطلاق ، يمكن أن يقدم عليها فاعل خسيس و جبان خرتيت ، لأن قتل أناس عُزل ليس من شيمة رجال شرفاء شجعان ولا من خصلة نبلاء فرسان ، ناهيك عن وجود حرمة و قدسية لهذه الأماكن سواء كأماكن عمل وكسب رزق ، أو مساجد وجوامع لإداء طقوس عبادة وخشوع ، و بالتالي فيجب أن تُحترم و تُصان و تُحمى ، و تُعفى من أي عمل سوء أو أذى ..
و لهذا فأيا كانوا أولئك الخراتيت الجبناء ، وإلى أي مكوّن أو طائفة انتموا وينتمون و الذين أطلقوا النار على المصلين في جامع مصعب بن عمير في ديالى وقتلوا و جرحوا منهم بالعشرات فأنهم بعملهم الخسيس هذا قد انحدروا إلى المستنقع الدموي لداعش و أضحوا مثلهم تماما :
أي مجرد قتلة و سفاكي دماء لدوافع انتقام طائفية و مذهبية فحسب ..
أما لماذا هم جبناء بالدرجة الأولى حسب اعتقادنا ، فأنه كان من الأجدر بهم ــ لو شاءوا الانتقام و الثأرلضحاياهم ـــ أن يتوجهوا إلى ناحية آمرلي المحاصرة من قبل مجرمي داعش ، أو إلى ناحية السعدية وضواحيها القريبة منهم جدا ، و حيث يتواجد داعش و يسيطر عليها ، حتى يقاتلوه هناك وجها لوجه ، و تحديدا ليقاتلوا داعش في ميادين القتال الضارية وحامية الوطيس ..