وتشير الأنباء الى نية روسيا الأنفتاح على العراق وارسال وفد يحضر لزيارة رئيس الوزراء السابق ( بوتن ) الى العراق بعد فوزه بالأنتخابات الرئاسية التي تقام في شهر مايس القادم .
وقد بدى موقف روسيا الداعمة لسوريا من خلال تصريحات وزير خارجيتها بعد ظهور نتائج التصويت التي اجرته الحكومة على الدستور .
وفي المقابل الولايات المتحدة الأمريكية ونتيجة الأحداث في سوريا قلقة من تسلم السلطة من قبل المتشددين الأسلامين وهي الدولة الملاصقة لإسرائيل .
وتركيا تشعر بالتوازنات الجديدة التي تفرض نفسها ومايتحتم عليها فعله لكي تثبت وجودها في هذه التوازنات.
لقد كانت أمريكا والاتحاد الأوربي يراهن على الواقع الذي يسير على الأرض وقد رسمت له سيناريو يشبه سيناريو ليبيا وكانت تعمل على اسقاط حمص بايدي الثوار السوريين كما هو الحال في ( بن غازي) الليبية لتصبح مأوى ومنطلقا لشن هجمات على الأجهزة العسكرية والأمنية السورية وتدعمها قوات تحالف دولية من خلال الدعم بالمال والسلاح والأسناد الجوي ولم يستطيعوا تحقيق ذلك والنظام لا زال يمسك الأرض في سوريا .
وفي الوضع الأقتصادي الصعب لا يوجد رغبة في ارسال قوات عسكرية الى سوريا حيث وجدت امريكا والدول المتحالفة معها صعوبة في الخروج من العراق ولا زالوا في حيرة ويبحثون عن مخرج من افغانستان ورغم محاولات امريكا والأتحاد الأوربي دعم الجيش السوري الحر لا زال يجد صعوبة في مسك الأرض.
ووجود قوة مثل روسيا والصين وايران يجعل التغيير في سوريا ليس باليسير.
نلاحظ ان هناك ضعف في الجبهة الفرنسية مع قرب الأنتخابات الرئاسية والتي جعلت من ساركوزي ينشغل في التحضيرات ويبتعد عن الدوخول بشكل مباشر فاعل في قرار الأتحاد الأوربي حيال سوريا .
ونلاحظ ايضا مرونة في الموقف الأوربي تجاه ايران حيث رحب الغرب بمبادرة ايران للحوار حول ملفها النووي رغم اعلانها انها استطاعت ان تخصب اليورانيوم بنسبة ( ٥٠% ) وهي نسبة كبيرة قياسا بالرقم السابق الذي طرحته ايران وهو(٢٠% ) وايران تحتاج الى تخصيب اليورانيوم بنسبة ٩٠% لتصبح قادرة على صناعة القنبلة الذرية.
وهناك تفاهمات روسية امريكية بخصوص قضية ليبيا لم تلتزم بها امريكا مما خلق ازمة ثقة بين الطرفين تسببت في لجوء روسيا الى الحلول البديلة التي تؤمن مصالحها في المنطقة .
ان روسيا والصين من الدول التي تمتلك اقتصادا قويا بسبب زيادة اسعار النفط يؤهلها لخوض معركة كبيرة قد تصل الى كسر العظم مع الأتحاد الأوربي وامريكا مما يصنع توازنات جديدة تكون ايران طرفا مهما بها .
ان مجربات الأحداث تؤكد الموقف في سوريا سوف لن ينتج عن تغيير كما خططت له امريكا والدول الأوربية وقد تؤدي الأحداث الى الضغط على المعارضة للدخول كشريك مع النظام السوري في الحكم وادارة البلاد وكذلك اضعاف النظام كي يرضى ان تكون المعارضة شريك له في الحكم وسوف تسوء الأمور بحيث لا يوجد منتصر في هذا الصراع وسيبقى الوضع الداخلي في سوريا مختلا حاله حال الوضع في مصر وتونس وليبيا .