وفي مقدمة تلك الحركات منظمة بدر الظافرة.. وفي طليعة تلك الشخصيات اسرة الحكيم المجاهدة.. ومن ابرز تلك الشخصيات شهيد تحرير العراق محمد باقر الحكيم وشهيد الهم العراقي عبد العزيز الحكيم .
مع جل احترامنا وتقديرنا لكل الاسر العراقية المجاهدة وشهدائها الابرار - .-
وهذا ما اتفق عليه العراقيون جميعا وشاهده العالم بأسره وشهد به المؤالف والمخالف والعدو والصديق ، فمنظمة بدر لم تحقق حضورها وعزتها وتحديها لسلطة البعث الجائرة ولم تفرض وجودها العالمي والإقليمي والعراقي الا من خلال رموزها الافذاذ ... واضعي حجرها الأساس ومرسي قواعدها وحداة مسيرتها . وهذا ما لا يختلف عليه اثنان من داخل تنظيمات بدر ومن خارجها ، فقد اضفت الرمزية القيادية لشهيد المحراب محمد باقر الحكيم على هذه المنظمة شرعية اقرب ماتكون الى التقديس فضلا عن التوصيف السياسي والجهادي لما تمتعت به اسرة الحكيم المجاهدة من مكانة مرموقة في قلوب العراقيين كونها المرجعية الدينية الاشهر في مناهضة الظلم والطغيان ومقارعة الدكتاتورية والاستبداد .
وبعد استشهاده حمل الأمانة السيد عبد العزيز الحكيم فكان نعم الخلف لخير سلف .. فسار بها في ظروف لا تقل خطورة عن ظروف الجهاد السلبي ان لم تكن اخطر ، فكانت بدر البناء امتدادا لبدر الجهاد حتى وافته المنية ليرحل شهيدا مضمخا بغبار الجهاد مصارعا أسلحة المرض المزروع في أحشائه .
ومع هول الصدمة وشدة المحنة لم تكن جماهير بدر بيائسة الجنان ولا متضعضعة البنيان كون ساحتها لم تخل من رمزية القيادة المخلصة، فقافلة الحكيم قافلة الفداء والشموع. ان غاب منها فرقد هلت بدور تملأ الطلوع .. لم تتردد الجماهير لحظة في تسليم الراية لابنها البار عمار الحكيم لما عهدته فيه من علو الهمة وما خبرته فيه من قيادة حكيمة خلال العمل الجهادي قبل سقوط سلطة البعث وبعدها وما ورثه عن عمه وابيه الخالدين.
فانه محل احترام وترحاب الحركات السياسية والقيادات والشخصيات الوطنية المشاركة في العملية السياسية ، وكان له الدور البارز في مرحلة ترسيخ قواعد الديمقراطية والمشاركة الفاعلة والمؤثرة في اعادة اعمار العراق وحل النزاعات والخلافات بين الكتل وما زال كذلك وكان محط انظار القيادات العربية والعالمية بمناسبة وبغيرها .
وما يحز في النفس ان تنبري شخصيات وتتعالى اصوات متذرعة باعذار واهية لتفصل بدر عن المجلس وما ارادت سوى الاستئثار ولعب دور القيادة الجديدة مع انها اعرف بنفسها وحجمها قبل تشخيص كل العراقيين لها ، وشتان بين الثريا والثرى .
ان لرمزية القيادة الدور الاكبر في بناء ومسار ونجاح كل الثورات الشعبية والتنظيمات السياسية . والتأريخ القديم والمعاصر شاهدان ، وثورات الربيع العربي المسروقة اقرب دليل ، وتفكك حركات واحزاب معروفة دليل آخر .
فليعد المغرورون والمغرر بهم الى رشدهم ..
فبدر من دون الحكيم ليس بدرا .. فان اخذت البعض العزة بالاثم والخطأ والعناد فليبحثوا عن اسم آخر وارض اخرى والا فأنهم مقبلون على خسوف وظلام دامس ونهاية موجعة تتبعها لعنات التأريخ لتمزيقهم الصف وتضييعهم الفرصة.