:: آخر الأخبار ::
الأخبار فرنسا تمنح وسام الشرف الاعلى لنائب قائد العمليات المشتركة في العراق (التاريخ: ٦ / فبراير / ٢٠٢٥ م ١١:٣٣ ص) الأخبار المحكمة الاتحادية تؤكد ان قراراتها ملزمة لكافة السلطات حسب الدستور (التاريخ: ٥ / فبراير / ٢٠٢٥ م ٠٣:٥٩ م) الأخبار ١٢ مليون طالب وتلميذ اليوم يباشرون الفصل الدراسي الثاني (التاريخ: ٥ / فبراير / ٢٠٢٥ م ١٢:١٦ م) الأخبار السوداني يحث اليونسكو على الاهتمام باحتفالية ألفية الحوزة العلمية في النجف الأشرف (التاريخ: ٤ / فبراير / ٢٠٢٥ م ٠١:٤٧ م) الأخبار رئيس البرلمان العراقي يقترح على ايران دعم استقرار سوريا (التاريخ: ٤ / فبراير / ٢٠٢٥ م ١٠:٤٧ ص) الأخبار الكهرباء ترسل تطمينات بخصوص خطة التشغيل الصيفية (التاريخ: ٣ / فبراير / ٢٠٢٥ م ٠٣:٥٥ م) الأخبار ايران تزيح الستار عن منظومة باور ٣٧٣ للدفاع الجوي بنسختها المطورة (التاريخ: ٢ / فبراير / ٢٠٢٥ م ٠٤:٣٩ م) الأخبار القضاء على (٧) ارهابيين في صلاح الدين بضربات جوية (التاريخ: ٢ / فبراير / ٢٠٢٥ م ١٢:١٠ م) الأخبار العراق: الإعدام بحق تجار مخدرات ضبطت بحوزتهم ١٨٦ كغم (التاريخ: ٢٩ / يناير / ٢٠٢٥ م ٠٩:١٢ ص) الأخبار وزارة الكهرباء: الوقود (تحدي اكبر) (التاريخ: ٢٩ / يناير / ٢٠٢٥ م ٠٨:٢٧ ص)
 :: جديد المقالات ::
المقالات مركز صحي خيري في البصرة .. بشراكة الهلالين العراقي والكويتي (التاريخ: ١٥ / يناير / ٢٠٢٥ م) المقالات ( يُؤتىٰ الحَذر مِن مَأمَنه ) (التاريخ: ١٥ / ديسمبر / ٢٠٢٤ م) المقالات الحُقوقُ تُؤخَذ ولا تُعطىٰ (التاريخ: ٤ / ديسمبر / ٢٠٢٤ م) المقالات كِيدوا كيدَكُم (التاريخ: ٢٣ / نوفمبر / ٢٠٢٤ م) المقالات إسرائيل، ومعضلة السردية الفلسطينية في دول الغرب.. (التاريخ: ١١ / نوفمبر / ٢٠٢٤ م) المقالات كيف تقرأ (ايران) فوز (ترامب) برئاسة الولايات المتحدة؟ (التاريخ: ١٠ / نوفمبر / ٢٠٢٤ م) المقالات دولة اسرائيل الكبرى.. الحلقة الثانية (التاريخ: ٩ / نوفمبر / ٢٠٢٤ م) المقالات كيف نقرأ فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة (التاريخ: ٦ / نوفمبر / ٢٠٢٤ م) المقالات من يحكم اميركا .. أي فردة من الحذاء (اجلكم) (التاريخ: ٦ / نوفمبر / ٢٠٢٤ م) المقالات حَربُ العَقيدة وَعَقيدةُ الحَرب (التاريخ: ٦ / نوفمبر / ٢٠٢٤ م)
 القائمة الرئيسية
 البحث في الموقع
 التأريخ
٧ / شعبان المعظّم / ١٤٤٦ هـ.ق
١٨ / بهمن / ١٤٠٣ هـ.ش
٦ / فبراير / ٢٠٢٥ م
 الإحصائيات:
عدد المتواجدون حالياً: ٤١٥
عدد زيارات اليوم: ٧٢,٨٥٦
عدد زيارات اليوم الماضي: ١٠٠,٨٩٦
أكثر عدد زيارات: ٢٨٧,٠٨١ (٧ / أغسطس / ٢٠١٤ م)
عدد الزيارات الكلية: ١٨٧,٠٣٦,١٣٦
عدد جميع الطلبات: ١٨٣,٩٤٨,١٩١

الأقسام: ٣٤
المقالات: ١١,٣٢٠
الأخبار: ٣٨,٩١٢
الملفات: ١٥,٢٢٨
الأشخاص: ١,٠٦٢
التعليقات: ٢,٤٣٦
 
 ::: تواصل معنا :::
 أخبار العراق

الأخبار السيد عمار الحكيم: القبيلة والعشيرة مارست دوراً اجتماعياً واقتصادياً وعسكرياً كبيراً في تاريخ بلداننا

القسم القسم: أخبار العراق التاريخ التاريخ: ٢٢ / يونيو / ٢٠١٣ م ٠٨:٣٥ ص المشاهدات المشاهدات: ٢٢٩٢ التعليقات التعليقات: ٠

اكد رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي السيد عمار الحكيم إن القبيلة والعشيرة مارست دوراً اجتماعياً واقتصادياً بل وعسكرياً كبيراً في تاريخ بلداننا العربية والاسلامية.

وقال السيد الحكيم خلال كلمه له القاها خلال اللقاء الرمزي لشيوخ وقبائل عشائر العراق الذي عقد ببغداد اليوم السبت ان "العراق اليوم يجتمع في هذه القاعة بكل تعددياته القومية والدينية والمذهبية الكريمة ، وهذا دليل على أننا قادرون أن نجتمع ، ونؤكد وحدة الشعب العراقي ، وهو دليل أيضاً على فشل كل المخططات التآمرية التي ارادت تمزيق وحدتنا ".

وأضاف أن"العراق يكون قوياً عندما تكون كل مكوناته قوية ، وواهم من يظن أن قوته يمكن أن تتحقق باضعاف المكونات الأخرى ، فالبلاد تنهض بجهود كل أبنائها ، ولن يتمكن اي مكون لوحده على النهوض باعباء بناء الوطن ..فالوطن للجميع والجميع للوطن ".

وأوضح إن "من يقف بالضد من الحقيقة سينهار يوماً ما ، لأن الحقيقة لا تقبل الغياب آو التغييب وان حاول البعض تغييبها ، وحقيقتنا اليوم هي أن لحمتنا الوطنية متماسكة بحكم التداخل والتمازج بين كل المكونات ، العرب مع الكورد والتركمان والشبك ، السنة مع الشيعة ، المسلمون مع المسيحيين والصابئة والايزديين ، أنه التداخل والتواصل الاجتماعي ، والنسب ".

وأشار إلى انه" كيف يمكن للحالات الطارئة أن تنهي تاريخا طويلا من التعايش والعيش المشترك حين نضع الأهداف الكبرى نصب أعيننا تتصاغر أمامنا كل التضحيات ، وهدفنا الكبير هو بناء العراق وإحلال الأمن والسلام والتعايش بين ابنائه ، ومن أجل هذا الهدف علينا ، أن ننسى كل الخلافات ، وأن نتوجه نحو المستقبل ، لإننا معنيون بصناعة المستقبل ، والذي سيحاسبنا ويحكم على أعمالنا ومواقفنا هو المستقبل ، صحيح ان علينا أن نستفيد من الماضي والحاضر، لكن أن نستفيد منه لا ان نقف عنده ونضيع فيه ".

وأكد السيد الحكيم أن" القبيلة والعشيرة مارست دوراً اجتماعياً واقتصادياً بل وعسكرياً كبيراً في تاريخ بلداننا العربية والإسلامية.. فالقبيلة والعشيرة هي كالعائلة مكون طبيعي يجد الإنسان نفسه تلقائياً ضمنه. انه محيط الإنسان الفرد والجماعة، سواء للتكاثر او الانتظام او العيش المشترك او تنظيم علاقته بالأخر ".

ولفت إلى أنها "وحدات اجتماعية متكاملة ومتكافلة، ووحدات اقتصادية واجتماعية، وتنظيمية وسياسية وامنية، وتربوية وعرفية وفصلية لحل المنازعات وإجراء التسويات ",مبينا أن" الاستعمار قد لعب الاستعمار والغزو الفكري والثقافي دوراً كبيراً في تفكيك القبيلة واخراجها عن الايفاء بدورها الايجابي والسعي لاستغلالها ودفعها للعب دور سلبي ولتشويه مكانتها وذلك من اجل تمزيق اوصال الامة وشرايينها".

وقال السيد الحكيم انه" الاسلام قد سعى لاحتواء وحماية ورعاية الروابط الفطرية ومنها الرحم والعائلة والعشيرة والشعوب والاقوام.. لهذا جاء في القرآن الكريم.. " يا ايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا، ان اكرمكم عند الله اتقاكم".. فالاسلام يتجاوز العصبيات باحتواءها وتصريفها في وجه الخير والتآلف والوحدة نازعاً عنها جوانبها السلبية من التعصب والانكفاء والانانية والعيش والكسب على حساب الاخر وليس بالاشتراك او التعاون معه ".

وبين انه" لذلك احتضن الاسلام "الرحم" وما تؤسسه من بُنية اجتماعية كالقبيلة والعشيرة والعائلة واعتبرها قاعدة اجتماعية ورابطة انسانية اولى ، ولم يواجه منها الا تلك النزعة الضيقة ، التي تنطلق من نصرتها لعصبية واحدة لمحاربة العصبيات الاخرى، او تلك التي تنغلق على عصبيتها ولا تنفتح على وحدتها الطبيعية في اطار العقيدة او الوطن ".

ونوه إلى انه" لذلك فسر رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم مقولة "انصر اخاك ظالماً او مظلوماً" بانها الوقوف مع اخيك ونصرته امام ظلم يقع عليه.. ونصحه ومنعه والوقوف بوجهه عندما يريد ان يظلم الاخرين.. وفي هذا السياق يقول الامام علي عليه السلام في العشيرة "ايها الناس انه لا يستغني الرجل وان كان ذا مال عن عشيرته ودفاعهم عنه بايديهم والسنتهم، وهم اعظم الناس حيطة من ورائه، والمهم لشعثه، واعطفهم عليه عند نازلة اذا نزلت به.. ومن يقبض يده عن عشيرته فانما تقبض منه عنهم به واحدة، وتقبض منهم عنه ايد كثيرة".. وورد عن النبي صلى الله عليه وآله.. "اعرفوا انسابكم تصلوا ارحامكم، فانه لا قرب بالرحم اذا قطعت وان كانت قريبة، ولا بعد بها اذا وصلت وان كانت بعيدة" ..

وأردف حديثه بالقول انه" لقد لعبت العشائر دوراً عظيماً في مقاومة الاحتلال البريطاني وفي ثورة العشرين التي قادها المراجع وعلماء الدين والتي أسست للدولة العراقية المعاصرة، وكانت القبائل والعشائر العراقية بحق جيش المرجعية ولجأ إليها المثقفون والمصلحون يطلبون نصرتها في قضايا الاستقلال والإصلاح وبناء المؤسسات.. وبقيت وفية للعراق ووحدته وألفته".

وأكد أن" العشائر كانت صمام ألامان ضد كل الفتن الطائفية والنعرات السياسية والتيارات الثقافية الغريبة التي عملت على تمزيق النسيج الاجتماعي العراقي.. وحمت الشخصية العراقية.. وحضارة البلاد وتقاليدها.. وبقيت الاكثر امانة لتراثه وتاريخه.. وبقيت مضائف العشائر ودواوينها من أهم المنتديات التي حفظت تاريخ العراق وادابه وتجربته الحضارية ".

وأضاف انه" فتلك المضايف هي واحدة من دور العلم والتداول سواء في العلوم الدينية او الثقافة العامة او نقل التجارب والتداول في الشؤون الحياتية المختلفة.. او في التواصل الاجتماعي وتوحيد الكلمة والصف السياسي.. وهي دواوين الشعر والادب والرواية والقصص وتربية الاجيال.. ونقل القيم السامية في العفة والشرف ومنع المنكر وبث الاخلاق الحميدة ومواجهة شتى اشكال الانحراف".

وابدى السيد الحكيم أسفه الشديد انه" بدل إن تطور القبائل والعشائر وتستثمر جوانبها الايجابية عملت تيارات مختلفة في الحكومات المتعاقبة آو بعض التيارات السياسية على محاربتها وتمزيق أواصرها تحت شعارات هشة متهمة اياها بالرجعية والتخلف .. فيما انها لو استثمرت عوامل تكوينها الطبيعية وادوارها الاجتماعية والاقتصادية والتنظيمية لكانت واحدة من أهم عناصر الاستقرار والتقدم.. لذلك حرص الدستور العراقي على اعطاء دور مهم للقبائل والعشائر ووضع مادة دستورية من اجل ذلك".

واستطرد حديثه بالقول "حيث تقول المادة ٤٥/ثانياً: تحرص الدولة على النهوض بالقبائل والعشائر العراقية، وتهتم بشؤونها بما ينسجم مع الدين والقانون، وتعزز قيمها الانسانية النبيلة، بما يساهم في تطوير المجتمع، وتمنع الاعراف العشائرية التي تنافي حقوق الانسان ".

وبين انه"لقد أدى إضعاف دور العشائر الاقتصادي والاجتماعي إلى نمو شتى الممارسات غير الصحيحة في اوساطها.. وان من واجبنا جميعاً ومن واجب أبناء العشائر التخلص من تلك الممارسات التي تستغل اسم العشيرة للقيام باعمال سلبية تجاه الآخرين سواء في القرى أو في المدن ".

وأوضح أن"هناك مظاهر غير مقبولة كمطالبة الأطباء بالفصل عند وفاة احد أفراد العشيرة.. أو الفصل في المنازعات الشخصية أو حوادث المرور وهي كلها من الشؤون التي يعالجها القانون.. وان حشر اسم العشيرة في هذه الأمور المدنية هو زج العشيرة في شؤون هي من اختصاص القانون.. فالعشيرة شأنها شأن الفرد او العائلة تخضع للقانون ولا يمكن أن تكون فوقه.. وأي ممارسة لابتزاز الناس باسم العشيرة هي إساءة للدين والوطن والقانون بل للعشيرة ذاتها وأضعاف لسمعتها ودورها، وهو ما يجب إن تقف ضده العشائر قبل إن يقف ضدها المجتمع آو القانون".

وتابع السيد عمار الحكيم حديثه بالقول أن "الكثير من العادات والممارسات الغريبة دخلت إلى أوساطنا العشائرية وباتت أمورا ترهق كاهل الإفراد سواء في أفراحنا وإحزاننا وهو ما يتطلب من قادة العشائر وزعمائها حركة إصلاح لإزالة تلك الممارسات التي ينوء بحملها الكثير من العشائر ويأدونها باسم التقاليد ".

وأكمل السيد الحكيم قوله "لقد لعبت العشائر دوراً كبيراً في تخفيف التوترات ذات الطابع الديني او القومي او المذهبي.. فالعشائر بطبيعتها حوارية، أي تلجأ للحوار والحكمة والعقل.. فبنيتها وقيمها تقوم على احترام الصغير للكبير.. والجاهل للمتعلم.. والمتهور للحكيم.. والعشائر بطبيعتها تقوم على الكرم والضيافة.. وان من عاداتها استضافة الغريب لايام قبل ان تسأله عن اسمه وحاجته .. فالعشائر اعتادت على أن تشعل النار في مضائفها ليراها الغريب من بعيد فيلجأ اليها".

واكد ان" جميع هذه الممارسات والعادات إنما تؤشر على الطبيعة السلمية والإنسانية التي تحملها العشائر.. لذلك لم يكن غريباً أن نجد في عشائرنا ذلك الاختلاط في الدين والمذهب والتوجهات .. فتجد القبيلة أو العشيرة الواحدة تنقسم الى مذاهب او اديان او توجهات مختلفة.. كدليل لهذا التسامح والتواصل الموجود في العشيرة.. لذلك قلنا ان العشيرة هي صمام الامان ضد الطائفية والكراهية.. وهي حصن حصين ضد دعوات العنف والارهاب".

وقال أن " طبيعتها هذه يجب ان تشجع ويجب أن يعطى لها دور اكبر من اجل المصالحة الوطنية ومن اجل وحدة الصف والكلمة والوقوف جبهة واحدة ضد كل إشكال التكفير والعنف والإرهاب وإقصاء الأخر .. بالمقابل فان من واجب الدولة كما المجتمع والقوى السياسية ان تعيد النظر في مجمل سياستها من العشائر فالعشائر ليست مجرد أدوات انتخابية او مجاميع تستغل لإغراض سياسية ضيقة .. أنها كالعائلة بناء اجتماعي له مقوماته المادية والمعنوية التي يجب رعايتها".

وأشار إلى " أننا في كتلة المواطن نسعى إلى إصدار قانون في مجلس النواب ينسجم مع المادة الدستورية التي تمنع الأعراف العشائرية المنافية للقوانين او لحقوق الإنسان من جهة وتنهض بالعشائر بما يساهم في تطوير واقعها الاجتماعي والاقتصادي وتطوير المجتمع من ورائها من جهة اخرى ولكي يتحقق ذلك يجب تطوير وضعها الذي يعاني اليوم من العديد من عوامل الضعف، خصوصاً في الجانب الاقتصادي والاجتماعي والسياسي".

وقال السيد الحكيم انه" من الناحية {الاقتصادية } فقدت العشيرة والقبيلة اهم مقوم من مقومات قوتها عندما فقدت قدرتها على الانتاج الزراعي او الحيواني او الخدمي او التجاري والمهني.. لذلك ندعو لمراجعة قوانين الملكية وتمليك الفلاحين والمستثمرين وكل من يريد احياء الاراضي التي تشهد اليوم تراجعاً خطيراً في انتاجيتها ومواردها الزراعية والحيوانية".

وأضاف انه" يجب توفر للعشائر صناديق التمويل الذاتية السهلة التي كان يوفرها التاجر بالتسليف على الاخضر كما يقولون.. وان ارتباك وفقدان الملكية في الارض الزراعية ومصادر التمويل ووسائل الدعم للمحاصيل والانتاج هو من أهم عوامل دمار الزراعة والريف العراقي.. اي دمار موطن عيش القبائل والعشائر ومصادر رزقها وقوتها.

وأوضح انه"فبدون العمل على هذه الموضوعات وببقاء الفلاحين والمزارعين وسكان الريف مجرد مستأجرين، عديمي القدرة على النهوض بواقعهم، فان اي اصلاح للاوضاع الاقتصادية في الريف العراقي وبالتالي للعشائر والقبائل سيبقى وعوداً بعيدة المنال .. فالعشائر والقبائل لا تنتظر منة او مكرمة او هبة من احد بل تنتظر توفير مقومات العيش في مواطن استقرارها وعيشها".

واكد انه" عندها ستمنح هي للدولة الاموال عبر الضرائب والجبايات التي ستأتي كنتيجة طبيعية لعودة الحياة الاقتصادية والزراعية الى ريفنا الغني وقرانا ومضارب عشائرنا. وهي من سيعيد التوازن السكاني ويوقف الهجرة ويوفر الاعمال للايدي العاطلة الكثيرة.. وهي من سيعمل على الحد من الجريمة الاجتماعية والسياسية والتشرد والضياع الذي صار سمة لقرانا ومدننا على حد سواء ".

وتطرق السيد الحكيم الى المجال الاجتماعي وبين فيه " لابد من مساعدة العشائر للعب دورهم الكبير الذي لعبوه عبر التاريخ لاسيما في مواطن استقرارهم ونقصد بذلك في القرى والارياف.. فالمدارس والدراسات العليا والمعاهد الفنية والتخصصية والمستشفيات والمراكز الصحية والبنى التحتية والرعاية الصحية والاجتماعية.. والاخذ بيد المرأة والمسنين والأطفال كلها من الامور التي يمكن ان تعيد الحياة لعشائرنا واريافنا.. فقوتها هي التي ستسمح للعشائر وأبناء الأرياف من لعب الدور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الفعال في المدن لنعيد اللحمة بين المدينة والريف".

ونوه إلى انه" بذلك نزيل التناقض الذي قام على الغاء احدهما للاخر.. اي تكاثر المدن والمدن الصفيحية الفقيرة البائسة بموت الارياف المعطاء الغنية.. او غزو الارياف للمدن بهجرات غير منظمة ونقل انماط عيش غير متكاملة بما يدمر انماط عيش المدن ونسيجها وافقادها اي توازن حضري او سكني او سكاني فيها. بينما الحياة، والتكامل، وعمران الريف والمدينة على حد سواء يقتضي وجود الاثنين بتنوعهما وطرائق عيشهما المختلفة، في اطار التكامل والتعدد والانسجام ".

واردف بالقول "فلا يتعرض ابن الريف للاهانة والتحقير في المدينة ويبدو متخلفاً وجاهلاً.. بل يأتي عزيزاً مكرماً رافعاً رأسه يفتخر بزيه وشموخه.. ولكي لا يبدو ابن المدينة في قريته ساذجاً ضائعاً لا يفهم "الحسجة" ولغة ابناء عشيرته، ولا عاداتهم وتقاليدهم وكأنه غريب نزل عليهم من كوكب اخر. لذلك قال المتنبي.. الناسُ للناسِ من بدو ومن حضر.. بعضٌ لبعض وان لم يشعروا خَدم ".

وفي محور أخر تطرق السيد الحكيم إلى الناحية السياسية وبين فيه" أما سياسياً فان هذا التطور الاقتصادي والاجتماعي سيقود الى لعب دور سياسي اكثر ليكون الريف حاضراً في الحياة السياسية حضور اهل المدينة وليس حضوراً متردداً ملحقاً لا ابعاد له سوى التأييد الانتخابي، دون ان يشكلوا قوة من قوى الضغط كالنقابات والاتحادات والأحزاب والجمعيات لصناعة توازنات السياسة العامة في البلاد.. فالعلم والمعرفة والمصلحة ليست لطرف دون اخر.. والسياسة التي لا يشارك فيها أبناء المدن أوابناء القرى والأرياف ستبقى ناقصة لا تمثل مصالح البلاد عامة ".

وأشار إلى انه" بهذا تتلازم الأمور الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لتقوي بعضها بعضاً ولتمنح القبائل والعشائر عوامل النهضة وتزيل عنها العناصر السلبية التي علقت بها –كما علقت بغيرها- ولتمنح جميع الوطن عوامل وحدته وقوته وأمنه وتوازنه واستقراره.. ولتتكامل العلاقات في أطار توفير أفضل الشروط لجميع مركبات النسيج الاجتماعي لتعيش محيطها وبيئتها وظروفها بأفضل ما يمكن ".

وخاطب السيد عمار الحكيم شيوخ وأمراء القبائل بالقول أيها الشيوخ الاكارم "أنتم اليوم زعماء كبار في هذا الوطن ، ودوركم كبير جداً في رسم صورة المشهد السياسي والاجتماعي والتنموي في البلاد، وعليكم تقع مسؤوليات كبيرة في الدعوة والعمل من أجل وحدة العراق ".

وأضاف إن" الزعامة والمشيخة مسؤولية كبيرة قبل أن تكون امتيازاً ، ومن هذا المنطلق نتطلع إليكم لممارسة دوركم التاريخي في حفظ وحدة العراق ، وبث ثقافة التعايش والتحابب بين الناس ، فالمؤامرة الكبيرة التي تحاك ضد العراق تبدأ بإثارة نزعات الفرقة الطائفية والعنصرية ، وعليكم كما على الجميع ان يجعلوا من وحدة الشعب العراقي الحقيقة التي تنهار امامها كل المخططات التآمرية ".

وبين إن" الحوار هو أفضل الطرق المفضية إلى نيل الحقوق ، وعلينا أن ندرك أننا بالحوار نعزز قوتنا جميعاً ، واوضح مظاهر القوة هي حينما يدافع كل منّا عن حقوق الآخرين ، هذا هو التماسك الحقيقي، وهذه هي القوة الحقيقية ، ومن يظن أنه يستطيع ان ينال حقوقه بمعزل عن الآخرين أو على حساب حقوق الآخرين فهو واهم ، لإنه سيساهم في إضعاف نفسه وإضعاف العراق ... ليست هناك مشكلة غير قابلة للحل ، فقد أثبتت التجارب العملية في التاريخ وفي الحاضر الذي عشناه ".

واستطرد أن" أصعب المشاكل يمكن حلها عندما تتوفر الارادة الحقيقية للحل ، فالمشاكل من صنع أيدينا ، وهي ليست قدراً لا يمكن تغييره ، ومادامت كذلك فهي ممكنة الحل ، لكن علينا ان نتمتع بالنوايا السليمة والارادة الحقيقية في حلها... إن الدستور العراقي حدد الحقوق والواجبات ، وعلينا أن نطالب بحقوقنا ضمن الدستور كما علينا أيضا ان نلتزم بواجباتنا الوطنية ".

وأكد انه"نحن لا نريد أن نذكّر المواطن بواجباته دون الحديث عن حقوقه ، كما لا نريد الحديث عن الحقوق دون الحديث عن الواجبات ، بل لابد من التوازن في هذا الأمر، وعلى الدولة أن تراعي حقوق المواطنين مثلما تنتظر منهم القيام بواجباتهم... الدستور يحمينا جميعاً ، ولايمكن أن تسير البلاد ويتحقق الأمن والعدالة الاجتماعية بدون دستور ، وهذا أمر حيوي واستراتيجي علينا إدراكه ".

ودعا السيد الحكيم "إلى استكمال إصدار القوانين التي أشار الدستور إلى تنظيمها لتكتمل مسيرة البناء الدستوري للحياة الاجتماعية في العراق بكل مرافقها.... ان الإرهاب عدوّنا جميعاً ، وهدفه الاساسي تمزيق وحدتنا ، وتعطيل مسيرة الحياة الدستورية في البلاد ، ومسؤوليتنا أن نقف بوجهه ، ونقاومه ، ولا نمنحه الفرصة للعمل على الاراضي العراقية، فقد استنزف منا لحد الأن الكثير من الدماء الطاهرة التي اريقت بدون ذنب ".

وأكمل حديثه إن "هؤلاء الذين يخططون ويدعمون وينفذون العمليات الإرهابية هم أعداء العراق والعراقيين بكل انتماءاتهم ، وعلينا أن ندرك أن السكوت عنهم أو التستر عليهم يعني مشاركتهم في كل جريمة يذهب ضحيتها إنسان بريء في هذا الوطن إن فلسفة وجودنا في الساحة السياسية والاجتماعية مبنية على أساس خدمة الوطن والمواطن ".

وخاطب الحاضرين بالقول "نحن أيها الأكارم لا نريد بناء مجد شخصي فارغ ، بل نريد بناء مجد العراق واستعادة دوره الحضاري ، واعظم مجد يحصل عليه الانسان حين يكرّس جهده وقدراته في خدمة ألإنسان عموماً ، وخدمة ابناء وطنه".

وبشأن انتخابات مجالس المحافظات بين السيد الحكيم ان" انتخابات مجالس المحافظات انتهت وتشكلت الحكومات المحلية في اغلب المحافظات ، ونحن جادّون في المضي قدما بتنفيذ البرنامج الذي طرحناه للسنوات الأربعة القادمة لعمل المحافظات ، وسنبقى متابعين لكل الخطوات من أجل ذلك البناء الذي أردناه لمحافظاتنا .. نحن نمد يد التعاون والتعاضد في كل المحافظات سواء كانت لكتلة المواطن يد في وتابع حديقه إن" الإدارة التنفيذية للمحافظة أم لم تكن ، فهدفنا ليس الحكم بل هدفنا الاساسي هو خدمة المواطن في اي فرصة سانحة ..اننا اليوم بحاجة الى ميثاق شرف وطني يحدد معالم واطر التعاون والتعاضد بيننا من اجل التعاهد على بناء العراق واحلال الامن والسلام في البلاد ".

وانهى رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم بالقول انه" سلام على العراقيين جميعاً بكل مكوناتهم و انتمائاتهم واعمارهم ومناطقهم وتوجهاتهم وسلام على شباب العراق ونسائه ... سلام على المضحين وعوائل الشهداء وسلام على المرجعية الدينية وعلى كل وطني غيور قدم لهذا الشعب وتحية اجلال واكبار لكم ايها الشيوخ الاكارم ولقبائلكم وعشائركم دمتم ودام العراق ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
 
المقالات مركز صحي خيري في البصرة .. بشراكة الهلالين العراقي والكويتي

المقالات ( يُؤتىٰ الحَذر مِن مَأمَنه )

المقالات الحُقوقُ تُؤخَذ ولا تُعطىٰ

المقالات كِيدوا كيدَكُم

المقالات إسرائيل، ومعضلة السردية الفلسطينية في دول الغرب..

المقالات كيف تقرأ (ايران) فوز (ترامب) برئاسة الولايات المتحدة؟

المقالات دولة اسرائيل الكبرى.. الحلقة الثانية

المقالات كيف نقرأ فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة

المقالات من يحكم اميركا .. أي فردة من الحذاء (اجلكم)

المقالات حَربُ العَقيدة وَعَقيدةُ الحَرب

المقالات سَننتصِر نُقطة، راس سَطر ✋

المقالات ما سر (قلق) الشعب الاميركي من الانتخابات التي ستجري يوم الثلاثاء المقبل؟

المقالات كيف نقرأ فوز محمود المشهداني برئاسة البرلمان؟

المقالات كيف ستنتهي (معركة طوفان الأقصى)

المقالات المؤلف والمخرج والاول والآخر هو الله..!

المقالات ما أخفاه الكيان الإرهابي، يظهر على السطح ...

المقالات وإنكشف المستور...

المقالات ملامح الأنحطاط في الإعلام العربي..!

المقالات مسؤولية الجميع؛ الوعي والتضامن والدعم..!

المقالات واشنطن وتَل أبيب يهاجمان لبنان..أغبياؤنا يشاركون بمهارة..!

المقالات بوتين على خط الصراع، هل تستفيد المقاومة من ذلك..!

المقالات الى شعب المقاومة العزيز...

المقالات أغتيال إسماعيل هنية في طهران، ما هي الرسالة، وكيف الرد..!

المقالات علاقة العراق بالهجوم على لبنان..!

المقالات يوم الغدير يوم مرجعية الأمة..!

المقالات نتنياهو وملك الأردن أنقذونا.. وقبرص لا شأن لنا بالحرب..!

المقالات العراق بين مطرقة الصراع الداخلي السياسي وسندان الاحتلال

المقالات المندلاوي: تزامن استشهاد الصدر مع ذكرى سقوط الدكتاتور رسخ في الأذهان حقيقة انتصار الدم على السيف

المقالات الحاشية..!

المقالات انتفاضة ١٩٩١م الانتفاضة الشعبانية..!

المقالات قرار المحكمة الاتحادية يلزم بغداد، مواطن الإقليم..!!

المقالات رد نيابي عراقي حاد .. على البيان السعودي الكويتي بخصوص خور عبد الله

المقالات أمريكا؛ شرارة الحرب الاهلية الثانية

المقالات غزة هزة الكيان الصهيوني والبحر الأحمر اغرق الكيان

المقالات السقوط الاخلاقي في ظل التكنولوجيا

المقالات أبو غريب يمثل نوايا أمريكا...وما علاقة الموقع الأسود (black site) و CIA ….

المقالات "الإعلام المزيف وتأثيره على المجتمع والديمقراطية"

المقالات تهديم الدولة العميقة: مفهوم وتأثيراته

المقالات اصلاحات في النظام السياسي العراقي

المقالات الطفل خزينة الدولة والمجتمع...

المقالات والاخبار المنشورة لاتمثل بالضرورة رأي الشبكة كما إن الشبكة تهيب ببعض ممن يرسلون مشاركاتهم تحري الدقة في النقل ومراعاة جهود الآخرين عند الكتابة

 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم شبكة جنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني