وعرضت حكومة الولايات المتحدة الامريكية، امس السبت، على الحكومة العراقية التعاون المشترك بين البلدين في مواجهة "ارهاب" المنطقة بعد يومين من خروج العراق من تحت طائلة الفصل السابع.
وصوت مجلس الامن الدولي التابع لمنظمة الأمم المتحدة، الخميس الماضي، بالاجماع على اخراج العراق من طائلة البند السابع بعد أكثر من عقدين على فرضه عندما غزا العراق جارته الجنوبية الكويت.
واستعاد العراق بذلك وضعه القانوني في المجتمع الدولي، إلى ما كان عليه قبل قرار مجلس الأمن رقم ٨٣٨ لسنة ١٩٩٣، الذي صدر جراء اجتياح قوات النظام السابق لدولة الكويت.
وذكر بيان صادر عن مكتب المالكي تحصلت "شفق نيوز" على نسخة منه، إن "الاخير استقبل امس السبت وفد مجلس الشيوخ الأمريكي برئاسة جون مكين،وجرى خلال اللقاء بحث معمق لقضايا المنطقة وخصوصا الأزمة السورية وتداعياتها على الدول المجاورة".
ونقل البيان عن المالكي قوله إن "إطالة أمد الأزمة يؤدي الى تفاقم المشاكل في المنطقة ومضاعفة معاناة الشعب السوري"، مؤكداً على "ضرورة تكثيف الجهود لإيجاد حل للازمة السورية".
وأوضح انه "لا حل للنزاع هناك سوى الحل السياسي رغم انه ليس سهلا"، داعيا الى "التعامل مع أزمات المنطقة بمزيد من الدقة والحذر نظرا لما تتسم به أزماتها من التعقيد والتشابك".
واضاف رئيس الوزراء ان "الحكومة تبذل جهودا مكثفة مع جميع الشركاء السياسيين من اجل حماية العراق من العواصف التي تمر بها المنطقة".
من جهته اكد أعضاء وفد الكونغرس على "ضرورة التعاون والتنسيق بين العراق والولايات المتحدة لمواجهة التحديات الجارية"، مبدين "استعدادهم لدعم العراق في مواجهته لهذه التحديات خصوصا في معركته ضد الإرهاب".
وتشهد سوريا، انتفاضة شعبية تطالب بإنهاء حكم نظام الرئيس بشار الأسد، وتحولت الانتفاضة الى صراع مسلح مع القوات الحكومية أودى بحياة الآلاف، بحسب منظمات حقوقية وانسانية.
ويشترك العراق مع سوريا بحدود تمتد لنحو ٦٠٠ كلم، وهي تحاذي محافظتي الأنبار ونينوى من الجانب العراقي.
وكان بعض رجال الدين المتشددين ومنهم القرضاوي قد دعوا الى "الجهاد" ضد الحكومة السورية بعد تدخل مقاتلين من جماعة حزب الله "الشيعة" في المعارك الدائرة هناك لمساعدة الرئيس بشار الأسد.
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قد دعا في، السابع عشر من الشهر الجاري، من اسماهم "الجهاديين التكفيريين" إلى اصدار فتوى للجهاد في مقاتلة "اسرائيل"، ومقاطعتها وعزلها عن المنطقة.
وتبرز تلك الدعوات "الجهادية" الانقسامات الطائفية المتزايدة في المنطقة بشأن الحرب في سوريا.
ويحذر مراقبون لأوضاع المنطقة من أن الازمة السورية بدأت تتطور وتأخذ منحى طائفياً ومذهبياً قد تشمل المنطقة بشكل عام والدول المجاورة لسوريا بشكل خاص، ومن تلك الدول العراق الذي يشهد تعددية دينية وطائفية وقومية.