وكشفت صحيفة روداو ان مسؤولين كبار من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني "هددوا بالاستقالة ما لم تجر مراجعة عملية صناعة القرار"، التي ما زالت رسميا في ايدي رئيس مريض غائب منذ شهور، حسب ما نقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة من داخل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني.
وقالت الصحيفة الصادرة في اربيل نقلا عن مصدر مقرب في الاتحاد الوطني الكردستاني قوله إن "برهم صالح، الرجل الثاني في الحزب بعد جلال طالباني، هدد بالاستقالة هو واربعة مسؤولين في القيادة ما لم تجر تغييرات مقترحة من قبلهم".
وقال المصدر إن صالح ومؤيديه الاربعة، حكيم قادر، محمود سنكاوي، رزكار علي، وازاد جندياني، يريدون اجراء تغييرات في عملية صناعة القرار في الحزب، وفي ادارة امواله، وفي العلاقات مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، الشريك الحاكم في حكومة اقليم كردستان.
وكان قادة الاتحاد الوطني الكردستاني اقترحوا في وقت سابق تشكيل مجلس مشترك لادارة شؤون الحزب بغياب طالباني، لكن مرت سبعة شهور ولم يتوصلوا حتى الان إلى اتفاق على الشخص الذي سيدير الحزب وما هي الخطوة اللاحقة.
وحذر القادة الذين كانوا وراء هذا المقترح من ان الحزب "لا يمكن ان يبقى مرتهنا بهذا المأزق طوال مرض طالباني".
وقالت الصحيفة انها اتصلت بمسؤولين صغار في الاتحاد الوطني وقالوا لها ان "المقترح كان بشان قادة يتطلعون إلى الانتخابات المحلية"، التي خطط لتأجيلها مرة اخرى إلى شهر ايلول المقبل في كردستان، لكن من المرجح ان تؤجل إلى موعد اخر.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الاتحاد الوطني الكردستاني فضل عدم الكشف عن اسمه قوله ان "هؤلاء القادة يريدون ان توضع تحت تصرفهم مبالغ مالية ضخمة في حملاتهم الانتخابية، ولهذا السبب يتحدثون عن تمويل الاتحاد الوطني ومصادر دخله".
وقال عضو اخر في الاتحاد الوطني الكردستاني "انهم يريدون الترويج لمرشحيهم الذين اختاروهم لخوض الانتخابات المقبلة".
واكد شالاو علي، عضو الاتحاد الوطني، وجود مثل هكذا مقترح قدمه خمسة من كبار الاعضاء في الحزب.
واضاف "لكنه لم يوضع موضع التنفيذ حتى الان".
وقال شالاو ان "برهم صالح ما كان ليتقدم بمثل هكذا مقترحات لو لم تكن ضرورية للغاية".
وقالت الصحيفة ان "الاسماء الخمسة زعمت في مقترحها ايضا انه في مدة غياب طالباني تعمد الحزب الديمقراطي الكردستاني تهميش الاتحاد الوطني الكردستاني في تعاملاته مع الحكومة المركزية ببغداد".
واضافت الصحيفة ان "القادة الخمسة يعتقدون ان علاقة حزبهم بالديمقراطي الكردستاني غير متوازنة وان الاتحاد الوطني الكردستاني خرج بوصفه الطرف الاضعف في الاتفاق الاستراتيجي المبرم في العام ٢٠٠٧، الذي تقضي بحكم منطقة كردستان بطريقة مشتركة من خلال حكومة الاقليم".
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول انه على مدى الشهور الماضية، تناولت المفاوضات التي اجرتها حكومة اقليم كردستان مع بغداد مسائل كبيرة من قبيل استخراج النفط وحقوق التصدير، اما تخصيص الميزانية السنوية وادارة الامن في المناطق المتنازع عليها فتطالب كلا الحكومتين بالسيطرة عليها.
وكان حزب رئيس الجمهورية، الاتحاد الوطني الكردستاني، نفى، الأسبوع الماضي، مغادرة برهم صالح تنظيمات الحزب، واكد أنه "ليس لديه النية لفعل ذلك".
وجاء النفي على خلفية تحقيق لمجلة كردية أسبوعية زعم ان صالح قدم مشروعاً لتغيير برنامج الحزب.
وقال الموقع الرسمي للاتحاد الوطني الكردستاني إن "برهم صالح واربعة من اعضاء المكتب السياسي لم يتركوا الحزب وليست لهم هذه النية لذلك". وكشفت مجلة "روداو" في تحقيق لها أن "برهم صالح السكرتير الثاني للحزب قدم مشروعا حول كيفية ادارة الحزب وتغيير برنامجه".