وفي حين أكد مكتب المصالحة الوطنية في كربلاء "عدم تشكيل الصحوة لغاية الآن"، عد أبناء عشائر كربلاء تشكيل الصحوة بأنه "إعلان صريح عن عدم سيطرة القوات الأمنية على المناطق الصحراوية".
وقال رئيس صحوة العراق الشيخ وسام الحردان، في حديث لعدد من وسائل الإعلام على هامش زيارته الى مكتب المصالحة الوطنية في محافظة كربلاء، "إننا نعلن اليوم انطلاق عمل قوة الصحوة المشتركة بين قضائي النخيب وعين التمر، (١١٠ كم غرب مدينة كربلاء)، والتي أطلقنا عليها اسم صقور الصحراء".
وأضاف الحردان أن "قوات الصحوة ستنتشر في عموم الصحراء الغربية بين كربلاء والأنبار لملاحقة ومداهمة أوكار الارهاب المتواجدة في قلب هذه الصحراء"، لافتا الى أن "قوات الصحوة ستأخذ على عاتقها تأمين صحراء النخيب وعين التمر وحماية طريق الحج البري والطرق الاخرى التي يسلكها المارون عبر هذه المناطق".
وأكد رئيس صحوة العراق أن "قوة صقور الصحراء ستكون مجهزة بأسلحة حديثة ومعدات كبيرة وستساندها قوة من طيران الجيش"، مشددا على "عزم صحوة العراق على تأمين هذه المناطق بالكامل ودحر الإرهاب فيها" .
ومن جانبه، قال مدير مكتب المصالحة الوطنية في كربلاء ماجد المالكي، إن "موضوع تشكيل قوة صحوة مشتركة بين كربلاء والأنبار ما زال مجرد فكرة ولغاية الآن لم تتضح ركائزها بعد ولم يتم تنفيذها"، مؤكدا "عدم ورود أي تعليمات بصدد تشكيل هذه القوة من قبل مكتب المصالحة الوطنية المركزي" .
وأضاف المالكي أن "زيارة الشيخ وسام الحردان اليوم إلينا هي زيارة تنسيقية من اجل التباحث حول آلية تشكيل وعمل هذه الصحوة"، مبينا أن "الجانبين طرحا ما لديهما من أفكار ورؤى من اجل الشروع بعمل هذا التشكيل ".
وتابع المالكي "ستضم هذه الصحوة في حال تشكيلها أبناء العشائر الذين يسكنون المناطق الصحراوية في قضائي عين التمر والنخيب غرب كربلاء"، مشيرا الى أنه "سيتم تجهيزهم بأسلحة ومعدات لتمكينهم من مطاردة عناصر الإرهاب وتأمين الطرق التي قُتل فيها عشرات المواطنين".
وبدوره، قال رئيس مجلس عشائر كربلاء يحيى خليف الكعبي إن "فكرة تشكيل هذه الصحوات جاءت بعد فشل قيادة عمليات الأنبار في تأمين وحماية الطرق والمناطق الصحراوية في قضاء النخيب المتداخلة مع قضاء عين التمر غرب كربلاء"، موضحا أن "هذه المناطق استغلتها المجاميع الإرهابية لأكثر من مرة وقتلت العشرات من المواطنين المارين عبرها ."
وأضاف الكعبي أن "هذه الصحوة ستكون مشتركة بين كربلاء والأنبار وستضم أبناء العشائر فيها ليعملوا على تأمين مناطقهم ويكونوا مسؤولين عنها أمام الدولة"،
مبينا أن "أبناء هذه المناطق الصحراوية هم على دراية ومعرفة تامة بالخارطة الجغرافية لها وبجميع طرقها النيسمية والفرعية المتداخلة"، مطالبا بـ "إشراك جميع عشائر مناطق الصحراء الغربية في قوة الصحوة المشتركة بين كربلاء والأنبار وعدم تهميش أي عشيرة منها".
الى ذلك قال أحد أبناء العشائر في كربلاء، ويدعى ماجد الخفاجي، إن "عملية تشكيل الصحوات في العراق هي مؤشر خطير وهي إعلان صريح على ضعف القوات الأمنية وعدم سيطرتها على المناطق الصحراوية خاصة مناطق صحراء كربلاء والأنبار".
وأضاف الخفاجي أن "تشكيل الصحوات هو دليل على عدم قدرة القوات الأمنية على حماية المناطق التي يتمتع فيها عناصر الإرهاب بحصانة عشائرية وقبائلية"، عادا هذه الصحوات أنها "جاءت لترفع الحصانة عن هؤلاء الإرهابيين في تلك المناطق".
وأشار الى أنه "كان من المفترض على الحكومة ان تدعم الجيش والشرطة وتسندهم لكي يمسكوا الأرض والجو في عموم الصحراء وليس تشكيل قوات الصحوة من أبناء العشائر المدنيين"، مشددا على ضرورة "بقاء السلاح بيد الدولة وان يكون عمل الصحوات تنسيقي ومعلوماتي فقط وبدون أي تسليح".