وقال العلوي في بيان صحفي تلقت وكالة{الفرات نيوز} نسخة منه اليوم الجمعة ان" في مزدحم الانقسام الاجتماعي والديني والذي هو المسؤول عن الانقسام السياسي ، هناك بارقة امل لبعض العراقيين في رؤية هلال سياسي سيكبر حتى يستحيل بدرا ، ويتمثل في الخطوات المدروسة التي يسير عليها كل من المجلس الاعلى والتيار الصدري لتشكيل وحدة اجتماعية سياسية تتجاوز الأطر الحزبية ".
واشار الى ان" العراق قد تنقل لأول مرة ومنذ عام ١٩٦٨ الى حكم غير حزبي والى نظام سياسي لايُقرر في الاروقة الحزبية السرية كما حدث ويحدث منذ اكثر من اربعين عاما ".
واضاف العلوي ان " ميزة وفرادة هذه الخطوات انها تصدر من جماعتين سياسيتين لا تأخذ أي منهما بالتنظيم السري ، ولاتعتمد أي منها على الصيغ الحزبية التي عانى منها العراق في العهود السابقة ".
واوضح انه" انما تستعين هاتان الجماعتان برؤية سياسية مفتوحة لمجتمع لايخضع الفرد فيه لمعيار المتحزبين ، ولايعدو على مقاعد المسؤوليات الحساسة اشخاص قادمون من كُوى التنظيم بغض النظر عن قيود العمل وشروطه من خبرة وثقافة وممارسة وغيرها ".
وبين العلوي ان " الذي ينبغي ان يوضع امام القائمين على هذه الخطوة الجليلة انهم انما يفتحون الطريق امام الاجيال المستقلة من المثقفين ومن المواطنين العاديين في ان يلعبوا دورا في قرار يرسم مصير البلد المرتبك والسائر دائما على حافة الموت".
واشار الى انها " فرصتنا نحن المستقلين الذين واجهنا الطغاة والعتاة وامضينا انصاف اعمارنا في المنفى ، وعندما عدنا الى بلدنا وجدناه محكوما بآليات المنظمة السرية ، سوى ان ذلك التنظيم كان علمانيا وهذه تاخذ بنظرية اسلامية ، وفي الحالتين فالآلية الحزبية لاتعترف بغير اطارها التنظيمي وتمارس نوعا من التمييز داخل الدوائر الاجتماعية الصغرى والكبرى ".
ولفت العلوي الى انه "على صعيد واقعي وبلغة الطوائف السائدة فإن المجتمع الذي ينحدر من اصول شيعية عومل بأساليب العزل الاجتماعي ، وبذات اللغة فإن نسبةً في المجتمع الشيعي تقل عن واحد من كل عشرة آلاف عراقي هو منضو في تنظيم حزبي شيعي ، وان الشيعة المستقلين يشكلون الاغلبية العظمى القادرة على ايقاف الاستئثار والتفرد والقوقعة التي حولت الشيعة من شعب بملايينه المعروفة الى مجموعة اشخاص يدورون حول انفسهم متنكرين لبيئاتهم الشيعية قبل تنكرهم للبيئات الاخرى ".
واردف حديثه بالقول انه" اعتقد بان الفرصة مؤاتية امام وحدة اجتماعية في طريقها الى التشكل في الانتخابات القادمة ، وهي تتسع لمفهوم العمل السياسي الذي يقوده فقهاء ، كما حصل في ثورة العشرين وفي ظلال مرجعيات كبرى كمرجعية السيد محسن الحكيم والسيد محمد باقر الصدر والسيد محمد محمد صادق الصدر ".
واستطرد حديثه ان" المجتمع لاسيما الشيعي الذي مورست ضده اشكال العزل السياسي الذي لم ينتبه اليه الناس ، سيجد في هذا التحالف الجديد متسعا لمنحهم الخبرة والجهد ، وسيكسب الاصوات الكافية بالتحالف مع المكونات الاخرى ، إذ ليس عدلا ان يُعزل او يُهمش رعيل بعد رعيل وجيل بعد جيل في داخل المكون الشيعي لكونهم لم يسجلوا في حزب ولم يعطوا رأيهم في متحزب ، مع انهم تعاملوا مع الدولة والحكومة بمنظار ايجابي ".
واعتبر ان" الشيعة العراقيين هم الاكثر تضررا من اية فئة اخرى لعدم حصولهم على فرص التعليم والعمل وحرية الحركة السياسية ، وقد صودرت ارادتهم من قبل مجموعات لم تكن وفية لتاريخها ولا وفية لشهدائها ولم تكن مخلصة لائمتها ".
وختم بالقول إن " مبادرة السيدين الجليلين عمار الحكيم ومقتدى الصدر في تشكيل جبهة سياسية عريضة ومستقلة هو البديل لضيق الأفق والقصور السياسي وانعدام الثقة بين البيئة ومن انتخبتهم حكاما عليها ، وانني على ثقة ان مئات الألوف من الشيعة سيصوتون لهذه التجربة أذا ما تجاوزت نفسها وتعاملت مع البيئة الشيعية المستقلة تعاملا مفتوحا".
يذكر ان كتلة المواطن وكتلة الاحرار عقدا تحالفا شكلا بموجبه عددا من مجالس المحافظات بعد تحقيقهما نتائج مميزة في انتخابات مجالس المحافظات التي جرت في ٢٠ نيسان الماضي .
وكان زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر قد اكد على قوة تحالفه مع كتلة المواطن التابعة للمجلس الاعلى ، مشيرا الى انه ليس تحالف سياسيا بل يهدف الى تعزيز الصف الاسلامي الشيعي.
وذكر في بيان صحفي ان"هناك الكثيرين ممن يسعى لإفشال هذا التحالف لكننا على الرغم من ذلك نسعى أن يكون هذا التحالف استراتيجيا كما يعبرون وليس حكرا على السياسة فحسب بل تمنيت ان يعم الامور العقائدية والدينية والاجتماعية وغيرها "، موضحا ان " ذلك يعزز الصف الاسلامي العراقي الشيعي الوطني ، ويجعل الساحة السياسية ذات تكافوء واضح يمحو كل تسلط وتفرد ليكون تحالفا خدميا للشعب العراقي المظلوم ".