وقال المحمداوي في بيان ،وتلقت "شبكة فدكـ" نسخة منه ،الاربعاء، ان "التراجع الأمني الخطير الذي شهدته معظم المدن العراقية أثبت إخفاق القادة الأمنيين في الإمساك بزمام الامور والسيطرة على الأمن في المناطق التي يفترض انها تقع ضمن سيطرتهم، لكنهم رغم ذلك يرفضون الاعتراف بإخفاقهم وهم يشاهدون المئات من العراقيين يقتلون بماكنة الإرهاب التي لاتتوقف".
واضاف ان "الفساد المالي والاداري كان سببا في سلسلة الاخفاقات التي تعرضت لها المؤسسات الامنية، في ظل ضعف الأداء وقلة الخبرات وعدم الشعور بالمسؤولية تجاه ارواح البشر الذين راحوا ضحية العنف والارهاب".
وتابع المحمداوي "انا على استعداد لتسلم ملف مكافحة الارهاب تحديدا وسأكون مسؤولا امام الله وامام الشعب العراقي، ولا انكر ان هناك العديد غيري ممن لو اتيحت لهم الفرصة لتولي هذا الملف لأثبتوا نجاحهم في ايام معدودة، ولكن من المؤسف والمؤلم ان هذا الشعب المسكين قد كُتب عليه ان يكابد هذا الانفلات الأمني بسبب قادة امنيين لم يكونوا بمستوى المسؤولية".
وشهد الاحد الماضي اندلاع اشتباكاتٍ بين القوات الامنية وارهابيين هاجموا سجني التاجي وابو غريب ببغداد.
واعلنت وزارة العدل ان" عدد الذين حاولوا اقتحام سجني التاجي وابو غريب الاحد بلغ تسعة انتحاريين"، مشيرا الى ان" الانتحاريين كان بحوزتهم ثلاث سيارات مفخخة و{١٠٠} قذيفة هاون".
وقال مدير عام دائرة سجن الاصلاح اللواء حامد الموسوي ان "تسعة انتحاريين حاولوا اقتحام سجني التاجي وابو غريب وبحوزتهم ثلاث سيارات مفخخة انفجرت اثناء الاشتباك مع القوات الامنية المسؤولة عن حماية السجن, بالاضافة الى {١٠٠} قذيفة هاون كانت بحوزة الانتحاريين"، مؤكدا ان "الاشتباكات التي جرت بين الارهابيين وقوات الامن اسفرت عن استشهاد ثمانية من افراد الامن واصابة {١٤} اخرين بجروح مختلفة, في حين قتل {٢١} سجينا واصيب {٢٥} اخرون كانوا يحاولون الهرب اثناء الاشتباكات.
وكان رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم قد اكد في كلمة له "اننا بحاجة الى اجراءات صارمة وحاسمة لتدارك التدهور الامني الخطير".
إننا" نشعر بألم كبير وبأسف على ما يجري من تدهور خطير في الملف الامني", مشيرا الى اننا" بحاجة الى إجراءات صارمة وحاسمة وحازمة حتى نخرج من هذه البوتقة" .
وعبر السيد عمار الحكيم خلال الأمسية الرمضانية التاسعة، التي اقيمت بمكتب سماحته في بغداد ليلة الاثنين الماضي، عن " الغضب والقلق والألم للأوضاع الأمنية المتدهورة في البلاد خصوصا بعد أحداث سجني التاجي وابي غريب " مبينا ان " المرء يكاد ان يصل الى لحظة يشك فيها بمسارات إدارة الملف الأمني " متسائلا عن " حقيقة وجود رؤية واضحة واستراتيجية محددة وخطط ناجعة وقيادات كفوءة في إدارة الملف الأمني في البلاد ".
واستغرب سماحته من " فرار مئات المجرمين والإرهابيين من سجني التاجي وأبي غريب في ليلة ظلماء واحدة بعد ان ظلت أنظار الناس وعوائل الضحايا من الشهداء والجرحى شاخصة لمعاقبة هؤلاء المجرمين وأخذ جزائهم العادل الذي طال سنين عدة " مشيرا الى ان " عدم نيل هؤلاء الإرهابيين للجزاء العادل كل هذه الفترة الطويلة جرّأ الآخرين على ان يسيروا في طريق الجريمة باستهداف الشعب العراقي " .