وقال إدواردو دل بوي المتحدث باسم الأمين العام الأممي إن بان 'يشعر بالقلق.. العراق بات على مفترق طرق، وعلى قادته السياسيين إبعاد البلاد عن شفير الهاوية وعدم ترك أي هامش للمناورة لمن يسعون لاستغلال الأزمة السياسية من خلال العنف والإرهاب'.
ودعا بان القادة العراقيين إلى الاستماع للمطالب المشروعة 'لجميع مكونات العراق من خلال الانخراط في حوار جدي بهدف التوصل إلى تسوية'.
من جانبها أبدت الولايات المتحدة قلقها مما وصفته بالهجمات الإرهابية الوحشية التي قتل وجرح فيها عشرات العراقيين.
وكان رئيس كتلة المواطن النيابية القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي النائب باقر جبر الزبيدي قد دعا التحالف الوطني الى الاجتماع الفوري بهيئة العامة الكاملة وبحضور القائد العام للقوات المسلحة وكافة قيادات الاجهزة الامنية لوضع حد للتدهور والنزيف الدموي المستمر الذي يستهدف اهلنا وشعبنا.
وقال الزيدي في بيان له تلقت وكالة أنباء براثا نسخة منه:
ما حصل هذا اليوم الاثنين ٢٩/٧/٢٠١٣ جريمة كبرى تضاف الى جرائم الجماعات التكفيرية والارهابية وخرق امني جسيم يضاف الى مجمل الخروقات الجسيمة التي عاشها ويعيشها المواطنون العراقيون خلال هذا الشهر الفضيل والاشهر التي سبقته.
والغريب الصمت المريب الذي يلف السنة قادة القرار الامني والاغرب هذا التقاذف بالاتهامات بين جهاز امني واخر ومسؤول امني واخر وكأنهم يتقاذفون كرة من نار!.
متى سننتهي من هذه المهزلة التي طال امدها ..فعدد الشهداء والجرحى تجاوز كل الارقام القياسية في العالم حيث تجاوز العدد في هذا الشهر (تموز) ٢٥٠٠ بين شهيد وجريح و٨٥٠ من عتاة الارهابيين يفرون الى جبهاتهم التكفيرية داخل وخارج العراق لتستأنف دورات العنف من جديد على وقع هشاشة وروتينية الخطط المستخدمة لمعالجة الارهاب والاجراءات المتخذة.
اعزي باسمي وباسم كافة اخواني واخواتي اعضاء كتلة المواطن النيابية ابناء شعبنا وعوائل الشهداء والجرحى ونقول لهم..صبرا ايها العراقيون فان الفجر ات.
ان كتلة المواطن تدعو كافة اطراف التحالف الوطني الى الاجتماع الفوري بهيئة العامة الكاملة وبحضور القائد العام للقوات المسلحة وكافة قيادات الاجهزة الامنية لوضع حد للتدهور والنزيف الدموي المستمر الذي يستهدف اهلنا وشعبنا.
حرب معلنة
وبدورها، قالت وزارة الداخلية العراقية إن البلاد تواجه حربا معلنة تشنها قوى وصفتها بأنها طائفية ودموية تستهدف إغراق العراق في الفوضى وإعادة إنتاج الحرب الأهلية.
واعتبرت أن هذه الهجمات تهدف إلى إشعار المواطنين بالإحباط وتغذية نزعات الانقسام الطائفي وشل الحياة المدنية في البلاد، وفق تعبير الداخلية في بيانها.
ودعت الوزارة -التي اتهمت تنظيم القاعدة بتنفيذها- وسائل الإعلام إلى تحمل مسؤوليتها الاجتماعية والأخلاقية والإنسانية بالكف عما وصفته بالترويج الإعلامي للإرهاب من دون قصد، وحثت القوى السياسية وممثلي الشعب على دعم الأجهزة الأمنية وإسنادها لإكمال الاحتياجات والنواقص الفنية والتقنية ومساعدتها في أداء واجباتها، حسب البيان.
أما زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر فطالب التحالف الوطني بالحفاظ على سمعة التشيع، مضيفا أنه ليس مقبولا أن يمتلئ العراق مفخخات ويعمه الفقر أثناء حكم الشيعة.
وأضاف الصدر أن تجميد أو سحب النواب والوزراء من الحكومة أصبح بلا ثمرة، لأنه لا معارضة لمن وصفه بالدكتاتور من الداخل.
ومن جانبه أدان رئيس البرلمان أسامة النجيفي التفجيرات، وقال 'نؤكد أن هذه الأفعال الشنيعة الرامية إلى بث الفرقة وإثارة النعرات الطائفية بين أبناء الشعب الواحد، إنما هي مؤشر خطير يؤكد العجز الواضح في أداء الأجهزة الأمنية وعدم قدرتها على حماية المواطنين'.
وكانت بغداد وعدة محافظات جنوبية قد شهدت الاثنين سلسلة من الهجمات أودت بحياة ٦٧ شخصا وجرح فيها ما لا يقل عن ٢٢٥ آخرين، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
ونجم العدد الأكبر من الضحايا عن انفجار ١٢ سيارة مفخخة وعبوتين ناسفتين استهدفت مناطق متفرقة من محافظة بغداد، بينما انفجرت خمس سيارات أخرى في عدة مدن جنوبية وهي الكوت والسماوة والبصرة.
وجاء هذا اليوم الدامي بعد أسبوع على تعرض سجني التاجي وأبو غريب إلى الشمال والغرب من بغداد لهجوم تمكن خلاله مئات السجناء من الهرب، بينهم قادة كبار في تنظيم القاعدة الذي تبنى الهجوم.
وبهذه الحصيلة يرتفع عدد ضحايا أعمال العنف التي اندلعت خلال الشهر الحالي وتلك المندلعة منذ بداية العام، ورغم تضارب الأرقام فيما يخص عدد القتلى فإن المؤكد أن عدد ضحايا يوليو/تموز الحالي زاد على ٧٠٠ قتيل، وأن عددهم بلغ نحو ثلاثة آلاف منذ بداية العام الحالي.