وذكر في الملتقى الاسبوعي الثقافي الذي عقد بمكتبه الخاص بحضور جماهيري كبير إن" المسؤول الحقيقي هو الذي يتحمل المسؤولية ويتحرك ضمن رؤية وخطة وليس بطريقة انفعالية أو عشوائية ، مشيرا إلى إن هناك دول تتعرض إلى التآمر بمثل ما يتعرض له العراق لكنها ممسكة بوضعها الداخلي ، مشددا على إن الإرهاب يستبيح الدم العراقي وفي الوقت ذاته هناك من يتصدى للمسؤولية بعد إن وصل إليها بأدوات فاسدة حتى صار ثغرة أمنية يدخل منها الإرهاب.
وحذر من تهديد الفساد للدولة العراقية والمشروع العراقي لكونه يحمي الضباط المنحرفين ويجيز لبعضهم كتابة التقارير الاستباقية غير الواقعية ويشتت الجهد الأمني ويعين الضباط الفاشلين في المواقع الاستخبارية ويتسبب بمرور السيارات المفخخة من السيطرات ، مؤكدا إن الجواب على سؤال المواطن متى يتوقف الإرهاب؟ هو بالقضاء على الفساد.
ووصف الفساد بالثقافة الإجرامية ، مؤكدا إن الفساد ظلل رجال الأمن وتسبب بالكثير من الثغرات الأمنية التي صارت مصدرا للإرهاب ، مؤكدا أن الإرهاب والفساد حليفان متلازمان ما أن وجد الأول وجد الثاني.
وحذر من خطورة المرحلة القادمة التي سيمر بها العراق، مبينا إن الحديث عن الإخطار ليس حديثا للتهويل ولابد من مواجهة الأخطار بطرق تفكير جديدة وإرادات قوية وممارسات نوعية وتحالفات رصينة وتضحيات جسيمة، داعيا إلى معالجة مشاكل الشباب لأنها تصب في المعالجة البنيوية للدولة العراقية الحديثة.
{لا خيار أمام العراقيين إلا الانتصار في التحدي القادم مهما كلف الثمن}
وبين السيد عمار الحكيم إن المرحلة القادمة لا تنفع معها أنصاف الحلول وأنصاف الانجازات أو الانتصارات المجزوءة أو المجتزأة، عادا المرحلة القادمة مرحلة بناء الدولة ومراجعة مشروع الأمة والدخول في مرحلة تثبيت الوجود السياسي والقيمي والمجتمعي، مؤكدا أن لا خيار أمام العراقيين إلا الانتصار في التحدي القادم مهما كلف الثمن ، موضحا إن المشروع العراقي لن يخضع إلا لمصالح الشعب العراقي.
وتابع إن المشروع العراقي مشروع الوطن ومشروع الأمة ونجاح المشروع هو الذي دفعنا إلى خدمة هذا المشروع وتقديم التضحيات الكبيرة ، موصيا القوى السياسية بحمل رؤية واسعة بسعة المخاطر التي تواجه العراق ، مبينا ان الرؤية الواضحة لابد أن تكون بوضوح معرفة المؤامرات التي تتربص بالعراق ورؤية شاملة بشمولية الهجمة التي تستهدفه ، مضيفا إن الرؤية الواضحة للإحداث تعبير صادق عن العمل السياسي الحقيقي والاستراتيجي ، مبينا إن العملية السياسية في العراق مازالت هشة رغم مرور عقد من الزمن ومن هنا يزداد دورنا صلابة في الحفاظ على الوطن والمواطن وحماية المشروع .
{على العراق أن يكون مؤثرا في خارطة التحالفات الجديدة للشرق الأوسط وليس متأثرا فيها}
رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي أكد أن هناك فهما جديدا للشرق الأوسط يتضح من إعادة تشكيل الخارطة السياسية للتحالفات الإستراتيجية الإقليمية ولم تعد المنطقة كما كانت ، مشيرا إلى إن العديد من الدول بدأت بمراجعة سياستها والتراجع عنها والبعض الآخر بدأ بمراجعة تحالفاته الإقليمية وانعكاساتها الدولية ، لافتا إلى تغيير واضح في مفهوم الحرية والعدالة بحمله لأكثر من معنى وان حركة الشعوب وثوراتها لم تعد عفوية وصارت هدفا وفرصة لأطراف عديدة ، مؤكدا تغيير موقع الضحايا فمن كان مظلوما صار ظالما ومن كان مستضعفا أصبح مستبدا ، مشيرا إلى تغيير المصطلحات واستمرار إشعال الحرائق من سوريا الى لبنان فالعراق ومصر إضافة إلى غموض وهشاشة الوضع الليبي والتونسي واليمني ، مشيرا إلى إن بعض الدول خرجت من مبدأ تصفير الأزمات إلى الغرق فيها، داعيا إلى إن يكون العراق مؤثرا في خارطة التحالفات الجديدة للشرق الأوسط وليس متأثرا فيها .
{مشكلة الشباب العراقي غياب التخطيط الصحيح والمنهجي في التعامل معهم}
السيد عمار الحكيم أعرب عن أسفه لشعور الشباب العراقي بالإحباط ورغبتهم في الهجرة من بلد يمتلك موازنات نجومية ويعد من اكبر اقتصاديات المنطقة ، معللا مشكلة الشباب العراقي وهو نصف المجتمع بغياب التخطيط الصحيح والمنهجي في التعامل مع هذه الشريحة ، مبينا إن القطاع الخاص محدود ومعطل مما يدفع الشباب إلى البحث عن التعيين في القطاع العام الذي يعاني من البيروقراطية الإدارية والفساد والمحسوبية ، مبينا إن الجامعات العراقية في الأغلب لا تنتج شبابا اكاديميا وعلميا ولا شبابا مثقفا حقيقا ، عازيا السبب إلى بعد الجامعات العراقية في مستواها العملي عن نظيراتها في العالم والمنطقة واعتمادها مناهج ونظم قديمة عفا عليها الزمن، مبينا إن الجامعات العراقية تحولت غالبا إلى دوائر حكومية وليس جامعات علمية تنتج علما وثقافة وتمنح فرص حقيقية لتطوير الشباب مما يولد إحباطا وعجزا عن الإبداع لدى الشباب، موضحا إن الأزمات الاقتصادية والخدمية في البلاد ومنها البطالة وتراجع المستوى العلمي وأزمة السكن والفساد والمحسوبية تحاصر الشباب ، عادا معالجة مشاكل الشباب تصب في المعالجة البنيوية للدولة العراقية الحديثة .
{العمل بروح الفريق هو أساس النجاح}
وعد السيد عمار الحكيم النرجسية والأنانية حالة مرضية تصيب الجميع، معربا عن أسفه لشيوع الأنانية عند الكثير من السياسيين أن كانوا في السلطة أو خارجها، مبينا أن هناك نوع من السياسيين يعتقد انه القادر على حل المشاكل وسيتوقف الكون بتوقفه عن العمل، محذرا من الاستغراق بالنرجسية والانا والاعتقاد أن الحكم الفردي يؤدي إلى النجاح، مبينا إن الحكم الفردي لو ينجح لنجحت الأنظمة الدكتاتورية، عادا العمل بروح الفريق هو أساس النجاح.
{ذكرى استهداف مقر الأمم المتحدة في العراق}
وأعرب السيد عمار الحكيم عن أسفه لذكرى استهداف مقر الأمم المتحدة في العراق ومقتل ممثل الأمين العام وقتها سيرجيو ديملو الذي كان ملما ومتفهما للوضع العراقي، حاثا الأمم المتحدة على مواصلة دعهما للعراقي ومساعدته لإنجاح مشروعه.