وقال بافي في بيان تلقت وكالة {الفرات نيوز} نسخة منه اليوم الثلاثاء، ان "عدم الشعور بالمسؤولية لدى العديد من المسؤولين هو سبب معاناة العراقيين، ولو كان لدى المسؤولين الحكوميين والعسكريين والأمنيين شعورا بالمسؤولية لقدموا استقالاتهم".
واضاف ان "المسؤولية مهمة إنسانية واجتماعية وأخلاقية وإلهية كبيرة لها تبعات خطيرة ينبغي التنبه لها دائماً، فالمكلف بمسؤولية ما إن أحسن العمل وأدى واجباته بإخلاص وبإتقان سيكبر في عيون مواطنيه في الدنيا ويُقدر، ويفوز في الآخرة عند ربه ويسعد، وإن كسل وقصر ولم يؤد ما عليه من مسؤوليات فسيفقد قيمته لدى المواطن، وسيعاقب من لدن خالقه، وهذا هو الأصل والقاعدة في هذا الباب ".
ورأى بافي انه " يبدو أن المسؤول العراقي قلما يشعر بالمسؤولية بسبب الفساد السياسي والإداري والمالي الذي ينتشر في معظم مفاصل الحكومة والسلطات العراقية المختلفة، بحيث أصبح الهم الأول للمسؤول العراقي هو جمع أكبر قدر من متاع الدنيا والاستفادة الشخصية من منصبه، دون أن يأخذ بنظر الاعتبار مسؤوليته وسمعته ومحنة شعبه ".
واشار الى ان " بسبب عدم محاسبة المسؤول المقصر وعدم خوفه من مخالفة الدستور والقانون والنظام بات لا يشعر بمسؤولياته ولا يهتم بواجباته، وصار يختلط الحابل بالنابل، فلا خدمات للمواطنين ولا تنمية في البلاد ولا أمن في الشارع، ولا لقمة عيش كريمة للإنسان العراقي الذي ضحى بكل ما لديه من أجل إنهاء حكم الاستبداد والدكتاتورية وإيجاد نظام جديد يعتمد الأسس الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان والمواطنة العراقية ".
واوضح " اننا نرى دماءً عراقية طاهرة زكية بريئة تراق كل يوم دون أن يشعر المسؤول العراقي المكلف بالمسؤولية، بالرغم من أنها، دماء وهي فوق كل شيء، فبدل الإقدام على الاستقالة والتنحي نجدهم يُسمعون آذان المواطنين كلامهم القبيح عبر شاشات الفضائيات بأن كل شيء على ما يرام وأنهم دحروا الإرهاب ودمروا آلياته وألقوا القبض على القائمين به وأنهم يسيطرون على الموقف والشارع، يقولون هذا من غير حياء ويبقون في مناصبهم الحساسة وكأن شيئاً لم يكن، فسبحان الله ويا لمصيبة الشعب العراقي الذي ابتلي بهؤلاء المسؤولين اللاشعوريين ".
وتابع بافي انه " لو كان هناك أدنى درجات الشعور بالمسؤولية لأقدم المسؤولون العسكريون والأمنيون والحكوميون، من أعلى الدرجات والمقامات إلى أدناها، لأقدموا على الاستقالة عن مسؤولياتهم والتنحي عن مناصبهم حفاظاً على شعبيتهم وخوفاً من ربهم، لكن لا حياة لمن تنادي ولا فائدة في نفخ الرماد ".
ويشهد الوضع العراقي ازمات عدة وصفت من قبل اغلب المحللين للوضع السياسي بأنها الاصعب، حيث تتمثل تلك الازمات بتردي واقع الخدمات، فضلا عن الخروقات الامنية المتكررة التي يشهدها البلد جراء العمليات الارهابية التي ينفذها تنظيم القاعدة والتي تتمثل بتفجير العبوات الناسفة والسيارات المفخخة والتي راح ضحيتها الالاف من المواطنين الابرياء.
واشار محللون الى ان هناك انحدارا في مستوى اداء الاجهزة الامنية بمواجهة التصاعد في وتيرة اجرام اعداء العراق، مما ادى الى بقاء الاوضاع الامنية سيئة وخسارة البلاد مواطنيها ضحايا للاعتداءات والتفجيرات الارهابية المستمرة والمتكررة.
يذكر ان ممثل الامين العام للامم المتحدة السابق في البلاد مارتن كوبلر، قد اكد في وقت سابق عقب زيارة قام بها الى محافظة النجف الاشرف ولقاء المرجع الاعلى اية الله العظمى السيد علي السيستاني، ان المرجعية الدينية ابدت قلقها ازاء ما يحدث اكثر من اي وقت في العراق.