وقال رئيس اللجنة الأمنية بمجلس ذي قار، جبار الموسوي، إن "قوة خاصة من مكافحة الإرهاب في بغداد تسببت أمس السبت، (السابع من أيلول ٢٠١٣ الحالي)، بإزهاق أرواح أربعة مدنيين من بينهم امرأة حامل وجرح ١٠ آخرون بعد إجبارها سيارات مدنية كانت تسلك الطريق الرابط بين الناصرية وقضاء الشطرة، بالقرب من ناحية الغرافـ،(٢٥ كم شمال الناصرية)، على السير بعكس الاتجاه مما تسبب بحادث مروري متعدد لسيارات قادمة وأخرى خارجة من الناصرية".
وأضاف الموسوي، أن "قوات مكافحة الإرهاب كانت مكلفة بواجب، لكن ذلك لا ينبغي أن يكون على حساب أرواح الأبرياء"، عاداً أن على "الجميع احترام القانون والأنظمة والابتعاد عن ثقافة التعسف باستخدام الحق والقوة المفرطة".
وأوضح رئيس اللجنة الأمنية بمجلس ذي قار، أن "التعسف هو من مخلفات الاحتلال والنظام السابق، والدولة العراقية الجديدة يجب أن تبني على القانون واحترام الانظمة بما فيها المرورية".
وكان مصدر أمني مطلع أفاد في وقت سابق من أمس السبت، بأن أربعة أشخاص لقوا حتفهم بينما أصيب ١١ آخرين بجروح خطرة في حادث مروري وقع على الطريق الرابط بين قضاء الشطرة ومدينة الناصرية، مبيناً أن الحادث حصل في أثناء وصول قوة من مديرية مكافحة الإرهاب إلى مدينة الشطرة لاعتقال عدد من المطلوبين، مما تسبب بفوضى في مناطق مختلفة من المحافظ .
وذكر المصدر أن المتوفين هم ثلاثة رجال وامرأة واحدة، وأن من بين المصابين ستة أطفال توفيت امهم في الحادث.
إلى ذلك قال رئيس ائتلاف ذي قار الموحد في مجلس محافظة ذي قار، شهيد الغالبي، إن "سلوك قوات سوات مرفوض جملة وتفصيلاً وينم عن استهانة بحياة المدنيين"، عاداً أن "ما قامت به القوة يدلل على استهتارها ومبالغتها في الإجراءات الأمنية بمحافظة تعتبر مستقرة نسبياً".
وذكر الغالبي، أن "ارتكاب مثل هذه التجاوزات تهدف إلى احراج الحكومة المحلية من قبل المركز"، متهماً "وزارة الداخلية بالقيام بثلاثة إجراءات مسيئة للمحافظة خلال اسبوع واحد".
وتابع عضو مجلس المحافظة، أن "الإجراء الأول يتمثل بإصدار أوامر مركزية بقمع المتظاهرين السلميين، والثاني إرسال قوة اتحادية من مكافحة الإرهاب غير منضبطة تسببت بإزهاق أرواح مواطنين أبرياء، والثالث إرسال مدير أمن سابق كان مديراً لأمن الناصرية في عهد النظام السابق للإشراف على الملف الأمني الخاص بالمحافظة عقب قمع تظاهرات الـ٣١ من آب المنصرم".
ودعا رئيس ائتلاف ذي قار الموحد، الحكومة المحلية إلى "اتخاذ إجراءات رادعة للحد من تجاوزات المركز ووزارة الداخلية على المحافظة وحياة مواطنيها وكرامتهم".
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تتسبب فيها تصرفات قوات سوات بمقتل أو إصابة مدنيين، فقد سبق لها أن تسببت بمقتل مدرب نادي كربلاء الرياضي، وإصابة مجموعة من اللاعبين.
إذ أعلن نادي كربلاء الرياضي لكرة القدم، في (الـ٢٣ من حزيران ٢٠١٣)، أن مدربه محمد عباس أدخل الى غرفة العناية المركزية في مستشفى الحسين بكربلاء وهو بحالة صحية خطرة من جراء تعرضه للضرب المبرح من قبل عناصر الامن مساء ذلك اليوم، في أثناء مباراة جمعت فريقي كربلاء والقوة الجوية، فيما اكد شهود عيان ان قوات الامن ضربت المدرب لأنه طلب منهم عدم ضرب جماهير النادي واعطاءهم فرصة للخروج من باب الملعب الضيق.
وأعلن النادي في (الـ٢٤ من حزيران ٢٠١٣)، عن وفاة مدربه محمد عباس سريريا جراء تعرضه للضرب المبرح من قبل عناصر "سوات" مساء امس الاحد، أثناء مباراة جمعت فريقي كربلاء والقوة الجوية، وفي حين اشار الى اصابة اربعة من لاعبي النادي بكسور متفاوتة، وعد عدد من المسؤولين الحكوميين بتشكيل لجنة للتحقيق في الحادث ومحاسبة المقصرين.
قبل أن يعلن في الثلاثين من حزيران الماضي، عن وفاة عباس في ساعة متأخرة من (ليلة أمس)، مشيرا الى أن تشييع جثمانه سيتم ، مساء اليوم، انطلاقا من ملعب كربلاء وبحضور رسمي وجماهيري كبير.
يذكر أن المتهمين بالحادث من قوات سوات وعددهم عشرة بينهم ضابط، سيحاكمون قريباً بعد أن ثبت تقصيرهم بالحادث.