الديوانية / بشار الشموسي
اقيمت صلاة الجمعة العبادية السياسية بجامع الامام الحكيم وسط مدينة الديوانية بامامة حجة الاسلام والمسلمين سماحة السيد حسن الزاملي امام جمعة الديوانية . وقد ابتدأ خطبته الاولى بآي من الذكر الحكيم بعدها قدم سماحته احر التهاني والتبريكات الى جميع المسلمين في مشارق الارض ومغاربها والشعب العراقي المظلوم وجميع المستضعفين والحفاة بمناسبة ولادة منقذ البشرية الرسول الاكرم محمد (ص) .
مشيراً الى ان هذه الايام تشهد الولادة المباركة للرسول (ص) . وسمي باسبوع الوحدة متطرقاً سماحته الى حياة الرسول الاكرم (ص) . وكيف جاءت البشرى على لسان النبي عيسى (ع) . وهو اشرف خلق الله وافضل خلقه . مستشهداً بكلام امير المؤمنين علي (ع) . الذي يصف به الرسول الاعظم محمد (ص) . كما بين سماحته ايضاً الكرامات والصفات التي امتاز بها عن بقية الانبياء والخصوصية التي اعطاها الله سبحانه وتعالى له . هذا وتناول سماحته قضية المولد الشريف للنبي الطاهر النقي . راوياً كيفية ولادته ونشاته والاصلاب التي خرج منها .
مبيناً في الوقت نفسه الكرامة التي اعطاها الله للنبي (ص) . حتى في القرآ وفي الصلاة عندما تكون سورة الكوثر مجزية بعد السورة الاولى حالها حال سورة التوحيد اما بقية السور وحتى الطوال منها فانها لاتجزي الا ومعها اخرى . فهذه كرامة من الكرامات التي اعطيت للنبي (ص) . فالنبي عاش يتيماً ومحروماً وهو ولد من رحم المعانات فولد يتيماً وعاش يتيماً وفقيراً وهذه الصفات تجعله يصل الى مرحلة الكمال ليشعر بالفقراء والمستضعفين والمحرومين والايتام حتى يصبح قائداً وان اتينا بقائد لم يعش هذه المعانات فانه لايشعر بكل هموم البشرية . وهذه الصفات جعلت من النبي ان يكون عظيماً وخالداً وقائداً حقيقياً للمجتمع .
فالشعوب التي نشأت منها قيادات محرومة هي التي تنجح اما الشعوب التي تقودها قيادات مترفة وشبعانة فنجد هناك فارق كبير او فجوة كبيرة بين هذه القيادات وشعوبها . وان هذا الاسبوع هو اسبوع الوحدة الذي استطاع ان يجمع المسلمين ويوحدهم لان الشعوب والامم تقتدي به وهو رمزاً ومناراً لهم جميعاً . كما اننا سمعنا جميعاً دعوة علماء النجف والاجتماع الذي حصل بالامس في هذه الايام المباركة وماذا اطلقوا والى اي شيء دعوا .
اما في خطبته الثانية :
مبتدأً اياها بكلام لامير المؤمنين الذي عبر عنه سماحته بانه نموذج حقيقي للحاكم العادل الراعي لرعيته والمواسي لامته . فامير المؤمنين لايغمض له جفن قبل تفقد رعيته وحتى مع النصارى . لذلك بقي في قلوب محبيه وهو المواسي والحاكم وعلى كل حاكم ان يقتدي بعلي (ع) . لان النبي رباه وصنعه لنفسه والله ادخره لان يكون والي تقتدي به الاجيال . ولو كان الحكام اليوم ينظرون الى علي لما وصلنا الى هذا الحال . كما دعا سماحته الحكام جميعاً وكل من يتصدى لموقع قيادي ان يقتدوا بعلي (ع) . وان يترجموا اقوالهم الى افعال كما كان يفعل امير المؤمنين (ع) .
مستذكراً صرخاته السابقة التي كان يصرخها عبر منبر الجمعة والتي كانت لاتسمع والتحذيرات التي كان يطلقها سماحته . فهناك حرمان وجوع وحفاة ومعوزين ومظلومين وفي المقابل هناك تخمة وطبقية رهيبة . فقد كان سماحته يحذر دائماً من ثورة الجياع الذين لم يستطيعوا الحصول على لقمة عيشهم . فالشعب صدق الوعود والشعارات واحسن الضن وذهب وادلى بصوته على هناك من يخرجه من فقره وعوزه وبطالته ففي عام ٢٠١٠ضاعت الالاف من فرص التعيين وكذا في عام ٢٠١١ لان هناك تمييز بالتعيينات والوظائف وهناك ايضاً اهمال كبير لقوت الشعب من خلال اهمال مفردات البطاقة التموينية وهناك شعب جائع ويصرخ وينادي ولا يوجد هناك من يسمع صرخاته بل يخرج البعض ليقول ان الحكومة غير معنية باطعام الشعب
وكذا الخدمات التي هي اصبحت مهزلة امام الشعوب لان العراق يمتلك اكبر خزين نفطي فالعالم وشعبه يعاني من الفقر والجوع ونقص الخدمات . كما حذر سماحته من صرخات المظلومين والحفاة والمحرومين ودعا الحكومة ان تلتفت الى مطالب الشعب وتوفير لهم الخدمات المتمثلة بالكهرباء وغيرها من الشوارع والكثير من الكثير المفقود . فالدولة اليوم دولة المسؤول وليست دولة المواطن لان الحكومة هي ليسة دولة وطنية بل دولة حزبية والمؤسسات مسيسة ومرتبطة والدولة دولة حزبية وليست دولة مؤسسات .
كما ان المتقاعدين يعانون وبعد عشرات الاعوام من الخدمة واذا بهم يتقاضون رواتب ضئيلة وفي المقابل هناك من خدم ستة اشهر او اقل قضاها معضمها خارج البلاد وبعنوان مستشار واذا به يتقاضى رواتب بملايين الدنانير . وهذا ما جعل الامر او الوضع يتفجر حين نزل الحفاة والمحرومين والمظلومين الى الشارع بعدما شبعوا من الوعود الكاذبة والشعارات الفارغة وشعروا بان النزول الى الشارع هو العلاج خصوصاً بعدما صمت آذان المسؤولين ولم يسمعوا صيحات وصرخات الشعب . واليوم هم يطالبوا فقط بحقوقهم ولقمة خبزهم وخدماتهم ومعالجة البطالة ولم يطالبوا بتغيير نظام وكل ما هنالك هم اليوم يطالبون بحقوقهم .
فهل اعطيت كل التضحيات من اجل ا نياتي فلان ويتنعم بخيرات العراق ويترك المضحين بفقرهم وجوعهم ؟. كما طالب سماحته باعادة فتح ملفات الفساد ومحاسبة المفسدين الذين سرقوا اموال العراق . كما انتقد سماحته التسابق الحاصل في التصريحات بعد ان نزلت الجماهير الى الشوارع . متسائلاً سماحته اين كنتم كل تلك السنوات ؟. وانتقد ايضاً ما يحصل من تصريحات واتهامات تاتي على لسان بعض المسؤولين ووعاظ السلاطين الذين يحاولون اتهام الجماهير بان هناك دوافع سياسية تقف ورائهم فبدل ان تتهم الشعب عليك ان تجب على التساؤلات جواباً مقتعاً وعليك ان لاتعلق فشلك على غيرك ايها المسؤول . فكفى اتهامات وكفى تبريرات وكفاكم زيف وخداع وكذب وعليكم معالجت الامور معالجة فعلية .
اما عن الجانب الامني فقد طالب سماحته المسؤولين بوضع حد لما يحص في العراق والسكوت عنه وغض النظر والتستر على المفسدين والفساد . مشيراً الى ان الشارع العراقي اليوم في حالة غليان وعليكم ان تحافظوا على عروشكم من خلال تلبية متطلبات الجماهير البسيطة والتي هي من حقهم وانهم من جاء بكم وعليكم ان تعرفوا انهم من يستطيع اخراجكم . فعليكم ان تعترفوا بتقصيركم لمخالفتكم وعودكم الكاذبة وان تعتذروا من الشعب وعليكم ان تنزلوا الى الشارع كما كان امير المؤمنين يفعل . وعليكم الغاء الفوارق والامتيازات
وكلما زادت امتيازاتكم زاد الفرق بينكم وبين شعبكم وزاد عليكم الغضب وزادت اللعنة . عليكم ان تعدلوا ولا تميزوا بين المحافظات فهناك محافظات متخومة وتعطى اكثر من استحقاقها وفي المقابل محافظات تعاني الفقر والحرمان لان فيها وزراء ونواب اكثر . وعليكم ايضاً اجراء اصلاحات سريعة . اصلاحات سياسية واقتصادية ومحاربة الفساد ومحاربة قضية التحزب وعمل الوزارات دكاكين للاحزاب وحل المافيات والشبكات الموجودة في الوزارات . البطاقة التموينية عجلوا بها وباسرع وقت ولا تكتفوا بهذا المبلغ المضحك الذي لايسد ولو شيء بسيط لما يحتاجه المواطن . وان هذه ليست بمعضلة وانتم حكومة . وعليكم محاكمة الفاسدين والمفسدين لان اموال العراق نهبت وضاعت امام مرأى ومسمع لجان النزاهة والقضاء والعدالة .
كما عليكم اجراء التغييرات في المحافظات الفاشلة والتي فشلت في ادارة المحافظات وان لاتتمسكوا بالفاشلين لانهم ينتمون الى الحزب الفلاني او الجهة الفلانية . عليكم معالجة هذه المشكلة بالسرعة الممكنة لان هؤلاء لم يقدموا خدمة بل التفتوا فقط الى ملأ كروشهم بالاموال وتعيين الاقارب والابناء وانشغلوا باتهامات الاخريتن . وعليكم ترك السياسة على جانب والالتفات الى مشاكل الشعب ومعاناتهم عليكم الكف عن ملاحقة الشرفاء واقصلئهم والمجيء باناس اقصوا بسبب فسادهم وترك المعايير الحزبية والولاءات السياسية وان تعطوا وقتكم الى شعبكم المحروم والمظلوم والفقير والجائع . كما طالب في نهاية خطبته الجماهير المتظاهرة بالمحافظة على الممتلكات العامة لانها ممتلكات الشعب ولا تعود الى حكومة او جهة او حزب وعليهم ان ينتبهوا ويحذروا من المندسين واثارة الفتين ومن يؤثرون على سمعة المتظاهرين .