النجف الأشرف- حازم خوير
استنكر سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد صدر الدين القبانجي في الذكرى الثالثة والعشرين لفاجعة(حلبجة) قيام نظام صدام بقصف المدينة بالمواد الكيماوية ومقتل خمسة آلاف إنسان في غضون ساعة وسط سكوت العالم.
وأكد خلال تناوله محور الشأن العراقي في خطبة صلاة الجمعة التي أقيمت في الحسينية الفاطمية الكبرى بالنجف الأشرف ان تلك الجهود والدعوات والدموع أزالت الطاغية وتحرر الشعب العراقي وقال: الشعب العراقي كله عائلة شهداء ،في إشارة إلى قمع صدام وبالاتفاق مع الغرب والاستكبار للشعب العراقي وبقصفه للمدن جواً وأرضاً في الانتفاضة الشعبانية فضلاً عن المقابر الجماعية التي لا زالت تكشف لحد الآن.
هذا وتناول في الشأن العراقي قضايا أخرى هي:
إغلاق سجن الشرف في بغداد: حيث دعا إمام جمعة النجف بهذا الخصوص إلى محاسبة العناصر التي تسببت بما جرى على السجناء في السجن من تعذيب وعدم إمكانية وصول محامين للدفاع عنهم وذويهم كونه يقبع في المنطقة الخضراء المحصنة.
ودعا في الشأن ذاته السادة في وزارة العدل ولجنة حقوق الإنسان ومجلس القضاء إلى ان ينصفوا شعبهم بعد الكشف عن الصور المروعة غير الإنسانية المرفوضة وأضاف: أيها السادة في مجلس القضاء الأعلى صححوا الجهاز القضائي وفي الأجهزة المسؤولة صححوا الأجهزة التنفيذية.
الخدمات: حيث أكد السيد القبانجي ان هناك أزمة خدمات وهي مستمرة في قطاعات كثيرة مشيراً ان العراق الآن يشهد انعطافة باتجاه حل المشكلة الخدمية. إلى ذلك أعتبر ان إقالة محافظين في محافظات كركوك والبصرة والكوت وبابل انها مسارات بالاتجاه الصحيح نتيجة لوجود مشاكل لديهم في النزاهة والفشل في الاعمار والخدمات.
وحول موقف الإمام السيستاني(أطال الله عمره الشريف) حول عدم استقباله لأي من المسؤولين دفاعاً عن الشعب العراقي ودعما لصوت المؤمنين الفقراء المظلومين، أكد إمام جمعة النجف ان مداليل هذا الموقف هو الوقوف إلى جانب الشعب وضغط على المسؤولين للتصحيح، واصفاً إياه بأن له معنى عظيم وموقف حكيم.
مشاكل المواطنين في النجف ومثيلاتها في المحافظات منها:
الرعاية الاجتماعية ودائرة رعاية المرأة: حيث أشار إمام جمعة النجف في ضوء شكاوى المواطنين المقدمة لسماحته انه منذ عام ٢٠٠٩م تم الفصل بين الدائرتين ولكن لم تصرف رواتب المطلقات والمعوزات وغيرها ضمن دائرة رعاية المرأة لثمانية عشر شهراً مضت وهي بواقع ١٠٠ألف دينار شهرياً لكل عائلة أي ما مجموعه(٣٢.٤٠٠) مليار دينار ومثل ذلك في بابل وكربلاء وغيرها في حين صرفت رواتب شهرية لثلاثة أشهر انتخابية فقط.
إلى ذلك دعا سماحته السيد رئيس الوزراء ومجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية واللجان في مجلس النواب إلى فتح تحقيق في هذه القضية. هذا وتناول سماحته في الشأن الدولي حيث أكد ان الحدث البارز في الوسط العربي والإسلامي والإنساني هو المشهد الاجتماعي والإنساني في ليبيا والبحرين.
ففي ليبيا أشار إلى انه بعد تحرر مجموعة محافظات وحكمها الناس وشكلوا مجلساً وطنيا انتقالياً لكن الطاغية أصبح علنا يقصف الناس جواً وأرضاً.
إلى ذلك قلل من أهمية إصدار مجلس الأمن لقرار الحظر الجوي فيما تتحرك الارتال العسكرية للهجوم على المدن الآهلة بالسكان وكما حدث في العراق عام١٩٩١م وأضاف: ما يجري في ليبيا زحف قوات قذرة تقصف الناس جواً وأرضاً، وان العالم الصامت يتحمل المسؤولية وستكون الكرة عليه عما قريب.
الأحداث في البحرين:
حيث أكد إمام جمعة النجف ان الحكومة في البحرين عجزت عن إقناع الناس وأصرت على ان لا تستجيب لمطالبهم وحين ذاك استدعت قوات أمنية بعنوان(درع الجزيرة) من السعودية وأرتال الدبابات وأضاف: اليوم ما يجري في البحرين هو كارثة إنسانية تتحمل مسؤوليتها البحرين والسعودية والإمارات، مشيراً ان الشعب البحريني طالب بالاصلاح ونزل إلى الشارع بمظاهرات سلمية وهو أعزل.
إلى ذلك أشار سماحته ان هذه القوات أصبحت تداهم بيتاً بيتاً ويعتقلون من يشاؤون ويرسلون بعضهم إلى السعودية فيما أصبحت المستشفيات غير قادرة على استيعاب وعلاج الجرحى وقد تحولت إلى ثكنة عسكرية وقال: الواقع في البحرين واقع مروع وهناك صمت عالمي تجاه ما يحدث فيما دحض سماحته من يريد جعل القضية في البحرين طائفية.
في الصعيد ذاته أشاد بحديث رئيس الوزراء التركي حول ما يتعرض له الشعب في البحرين فيما العرب ساكتون وأضاف مشدداً: حكومة البحرين يجب ان يعرفوا ان القمع لا يجدي وان يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم وقال مخاطباً السعودية والإمارات: غداً ستعضون أصابع الندم. وأضاف: نحن نتضامن مع الشعب البحريني ومع صوته وهو يطالب بإصلاح وتغيير عبر أدوات سلمية ونحن نتضامن شعباً ومؤسسات دينية ومؤسسات مجتمع مدني ودولة مع الشعب البحريني.
هذا وكان إمام جمعة النجف الأشرف قد تناول في الخطبة الدينية محور الحريات الشخصية في الإسلام والرؤيا الإسلامية تجاهها: حيث أكد ان المبدأ العام ان الإنسان المسلم حر في شأنه الشخصي في جميع النواحي ولكن الإسلام ينتظر حريات نافعة غير ضارة مشيراً إلى وجود أربعة شروط لهذه الحريات هي: الإيمان، التقوى، العمل الصالح، الإحسان.
وشدد على السادة في الدوائر المسؤولة بان لا يسمحوا بان تكون الحريات الشخصية على حساب راحة الناس.
وحول أزمة الزواج في العراق: أكد سماحته وجود أزمة زواج في العراق ووجود(٣ملايين) عانسة والآثار السلبية لتلك الأزمة موجها الدعوات إلى الإسراع في التزويج وتجاوز المعوقات.