الحاجة أمّ الاختراع
ويقول المخترع لطيف محمد مصطفى في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "فكرة اختراع الجهاز الفوتوميتر ليست وليدة اليوم بل ترجع الى عام ١٩٧٤ عندما كنت أعمل في مختبر الصحة العامة بدائرة صحة كركوك بمستشفى كركوك العام، وكانت الاجهزة الطبية التي تدخل العراق مستوردة جميعها من الدول الاوروبية".
ويضيف مصطفى"عندما كان يصل جهاز من الأجهزة، كنت اقوم بفحصه للتعرف على اجزائه وطريقة تركيبه فعزمت يوماً على تصنيع جهاز مماثل لتلك الاجهزة التي كانت ترد الى القسم بمستشفى كركوك العام للفترة من ١٩٧٥ ولغاية ١٩٩٤ واول جهاز اخترعته بعد محاولات عدة كان في عام ١٩٧٧ وهو جهاز سنتر فيوج الخاص بالطرد المركزي وفصل مكونات الدم وتشخيص الامراض".
ويتابع المخترع من داخل مختبره في شارع الاطباء وسط مدينة كركوك أن "الفترة الصعبة التي مرت على العراق أثناء الحصار الاقتصادي حفزتني على اختراع الجهاز الاول الذي مايزال موجوداً في السوق وتم توزيعه على مختبرات العاصمة بغداد والمحافظات الجنوبية".
إهمال حكومي للكفاءات العراقية
وينتقد مصطفى الجهات الحكومية المتمثلة بوزارتي الصحة والصناعة لجهة عدم اهتمامهما بالمخترعين العراقيين من اصحاب الكفاءات وبراءات الاختراع، ويؤكد انه قدم الجهاز الذي اخترعه الى دائرة القياس والسيطرة النوعية في عام ٢٠٠٣ ولغاية اليوم لم يتسلم رداً، علماً أن الجهاز أثبت نجاحاً كبيراً وإقبالاً من قبل العديد من اصحاب المختبرات" على حد تعبيره.
الجهاز هو الاول من نوعه في العالم ويكشف مرض اليرقان
وبانتقالنا الى الورشة التي يصنع فيها ابنه الوحيد محمد الجهاز الجديد يقول مصطفى "إن جهاز الفوتو ميتر جهاز مختبري يقوم باجراء فحوصات كيماوية في الدم ويكشف نسبة السكر ومواد أخرى والغريب من نوعه في الجهاز هو دمج جهاز الفوتو ميرت مع جهاز (TSB) وهو جهاز يحدد مرض ابو الاصفار المعروف لدى الاطفال، حيث عملت على دمع الجهازين بجهاز واحد ويقوم ابني محمد بتصنيع الهيكل الخارجي ومن ثم ربط الدائرة الكهربائية الخاصة باجراء الفحوصات مضيفاً اليها خلية ضوئية يتم استيرادها خصيصا من مدينة حلب السورية الى جانب المحولة الكهربائية التي يتم استيرادها من الصين، ليصبح الجهاز بعد تركيبها أجزائها مكتملا."
ويكشف الجهاز عن اصابة اليرقان Jaundice وأعراضه اصفرار الجلد وأغشية الملتحمة فوق الصلبة (بياض العين) والأغشية المخاطية الأخرى الذي يسببه ارتفاع البيليروبين في الدم. ويؤدي هذا الارتفاع إلى ارتفاع مماثل لمستويات البيليروبين في السوائل البرانية، ويجب أن لا يتعدى تركيز البيليروبين في البلازما ١.٥ مجم/ديسيلتر التي تعادل ثلاثة أضعاف التركيز الطبيعي ٠.٥ مجم/ديسيلتر".
وعلى الرغم من أن الصلبة هي التي تصفر فيما يطلق عليه احياناً اصفرار الصلبة، إلا أن التي تصطبغ باللون الأصفر نتيجة ارتفاع مستويات البيليروبين في أغشيتها هي الملتحمة، لذلك يعتبر الاسم الدقيق لهذه الحالة هو "اصفرار الملتحمة" ويُعتبر اليرقان عارضا وليس مرضا، ويسببه اختلال في أحد مراحل عملية استقلاب أو اطراح البيليروبين."
طلب كبير على الجهاز في بغداد والمحافظات الجنوبية وسعره زهيد مقارنة بالاجنبي
ويؤكد ابو محمد أن "سعرالجهاز يبلغ نحو ٣٥٠ الف دينار عراقي وعليه اقبال كبير من قبل المختبرات في بغداد والمحافظات الوسطى والجنوبية، ويبيع شهرياً نحو ١٠الى ١٥ جهازا"، ويضيف ان "شركات تطلب الجهاز المنتج في كركوك لبيعه في بغداد".
ويبين أن" نظير الجهاز العراقي المصنّع، اجهزة تصل اسعارها الى ٣ الاف دولار، فيما نوفر نحن لأصحاب المختبرات الجهاز بسعر ٣٠٠ دولار فقط علماً ان لديه خصوصية اجراء فحوصات أكثر من الاجهزة المختبرية المستوردة."
من جهته يؤكد محمد ابن المخترع لطيف في حديث لـ"السومرية نيوز"،أن "هناك طلب كبير على الجهاز من قبل المحافظات العراقية، ونحن ننتج بحدود ٣٠ جهازا في الشهر ونقوم بتصنيعها بحسب الطلب والعرض".
ويدعو محمد "الحكومة العراقية للالتفات إلى المواهب والكفاءات العراقية ورعايتها لأن همها هو خدمة ابناء العراق، ونحن من خلال تصنيعنا لهذا الجهاز نحاول خدمة الاف العراقيين في عموم المحافظات العراقية."
يذكر ان مخترع الجهاز لطيف محمد مصطفى من مواليد كركوك وخريج معهد الصحة العالي عام ١٩٧٠ وعمل في دائرة صحة كركوك، وهو متزوج وله ٧ اولاد، ويعمل في تصنيع الاجهزة منذ اكثر من ٢٢ سنة، ويعمل حالياً على تجهيز معظم المحافظات العراقية بالجهاز.