بعدها تحدث سماحته عن البشائر الالهية للثلة او الشريحة التي خصها الله سبحانه وتعالى وهم اولياء الله فان الله اختص لنفسه من عباده اولياء وخصهم بخصائص عديدة حيث بشرهم بعدة بشائر ومنها الاطمئنان ورفع الخوف والفوز والنصر فالله هو الناصر وهو المعز وهو المكرم وهو المعطي فهو يكرم اولياءه الذين يصلون الى درجة الايمان والتقوى الحقيقية . فعادة نجد ان الايمان يسبق التقوى ولكن الدرجة الخاصة تاتي عندما تسبق التقوى الايمان
مشيراً بذلك سماحته الى اهل بيت النبوة (ع) . الذين خصهم الله بخصائصه وبركاته والذين سبقت تقواهم ايمانهم وهم الذين لاخوف عليهم ولا هم يحزنون . مستشهداً سماحته بالعديد من الروايات التي تشير الى خصائص اهل البيت (ع) . والتي خصهم بها الله تعالى هم واتياعهم كما فسرها امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) . في تفسير الثقلين الذي بين من خلاله الدرجات التي تعطى لاتباع اهل بيت النبوة (ع) .
اما في خطبته الثانية التي بدأها سماحته بوصية مولانا امير المؤمنين (ع) . لمالك الاشتر مبيناً من خلالها كيف اعطى امير المؤمنين (ع) . ومن خلال هذه الوصية نظاماً سياسياً كاملاً ومواصفات الشخصية الحقيقية التي تصلح ان تتصدى للقيادة والشخصيات الوزارية والتي حذر من خلالها باعتماد شخصيات وزارية غير مرغوب بها بل شخصيات فاسدة وان هذه الوصية يجب ان تعتمد عند كل مسؤول لانها وصية لجميع الحكام والمسؤولين .
وفي سياق متصل تحدث سماحته عن الضجة الاعلامية التي نشاهدها اليوم وعلى اساس المصالحة . التي تشكلت على اساس دماء العراقيين الابرياء وياتي من ياتي ويتبجح بانه اليوم يعلن عن المصالحة وضم بعض الفصائل المسلحة التي تلطخت اياديهم بدماء العراقيين . متسائلاً سماحته مع من هذه المصالحة اهي مع الوزراء السابقين او مع من تلطخت اياديهم بدماء العراقيين او مع من عاثوا الفساد ودمروا وخربوا ؟؟؟؟.
فاليوم المضحي والمجاهد ومن قضى سنوات عمره الطويلة وترك وطنه واهله واحبته يبعد ويحاصر ويطرد واليوم هم جالسين في بيوتهم واثار الاسلحة الكيمياوية مازالت يعانون منها في كردستان وفي الاهوار وتفاقمت عليهم الامراض وبالتالي فهم يكرمون ببضعة دنانير لا تكفي لقوتهم وفي المقابل ياتي البعثي وياتي من تلطخت اياديهم بدماء العراقيين ويكرم بملايين الدنانير تحت عنوان مصالحة وطنية . فهذه هي المعادلة الظالمة حيث يبعد ويقصى ويهمش المجاهدين ويقرب ويكرم المجرمين والذباحين .
محملاً سماحته المسؤولية لقادة المجاهدين . مبيناً ان الشعب متصالح ولكنكم انتم غير متصالحين حتى مع انفسكم وما تفعلوه اليوم هو من اجل صفقاتكم الشخصية والحزبية وهذا هو الفساد السياسي بعينه والمصالحة مع الشيطان من اجل الكرسي واضحة . فالشعب نزل الى الميدان ومطالبه واضحة ومعروفة ومن اهم مطالبه هو القضاء على الفساد والمفسدين ونحن نجد ان الفساد باقي بل هو في تقدم مستمر واستشراء واضح ومانراه من تهريب سجناء وعقد الصفقات فهذا خير دليل على ذلك وهناك حماية للفاسدين وتغطية عليهم .
فكم من مرة نسمع وفي كل راس سنة ان هناك ميزانية استثمارية وانها ستغطي وتغطي واخرها هذا العام الذي سموها بانها اضخم ميزانية في تاريخ العراق وعندما نسال المسؤول لماذا لم تقدم الخدمات واذا به يجيب بقلة التخصيصات فاين هذه الموازنة الانفجارية ؟!!!!. فهل هذا يدل على الفساد ام ماذا ؟. ليطمان الجميع انه لن يتم البناء مالم يتم القضاء على الفساد وسبقى الحال كما هو عليه فنحن لم نشاهد لحد الان وقفة حقيقية وجادة من اجل محاربة الفساد . فاليوم الحكومة مطالبة بالحزم ومطالبة بتفعيل اللجان الرقابية وغيرها ومجلس النواب يتحمل المسؤولية الكبرى لانه لم يشعر بمسؤوليته لحد الان وان بقى يبحث عن العطل وقضاء الاعياد والسفر ولم يقر الا قانون الموازنة فلن يكون هناك عمل ولم يستطيعوا ان يقدموا اي شيء . وعليهم ان يفعلوا لجان النزاهة وغيرها من اجل محاسبة الفساد .
اما عن الوزارات الامنية التي بات تاخيرها يشكل قلقاً شعبياً وسياسياً . فقد بين سماحته ان هذا هو الفساد السياسي بعينه لان هناك جهات تحاول ان تختزل هذا المنصب للحزب وما نسمعه من تصريحات حول استقلالية هذه المناصب ما هو الا مسرحية كاذب .
وفي اطار الوعود التي يطلقها المسؤولين بين الحين والاخر ومنها تصريحات وزير الكهرباء الاخيرة التي بين من خلالها ان الكهرباء سوف تتحسن . فقد اكد سماحته ان هذه وعود فارغة ليس الا وكم من وعود سمعناها قبل هذه ولكنها لم تنفذ وكذا البطاقة التموينية وغيرها .
كما اشار الى قرب حلول ازمة كارثية تدمر البلاد وهي ازمة المياه مطالباً المسؤولين بضرورة معالجة هذه الكارثة . مستغرباً قضية الاستيراداد التي باتت منتشرة واصبحت كالعادة فان لم تتحرك اليوم الحكومة بقوتها وثقلها فان مصير العراق سيكون مزرياً رومؤلماً وسياتي اليوم الذي نستبدل به النفط مقابل المياه وتضيع وتهدر ثروات البلد .
الديوانية / بشار الشموسي