وقال المالكي خلال المؤتمر السنوي الأول للاتحاد العام للتعاون الذي عقد ببغداد وحضرته "السومرية نيوز"، "عندما نتحدث عن الدولة الديمقراطية الاتحادية الحديثة ينبغي أن نتحدث عن مفاهيم واضحة، وممارسات ينبغي أن تكون سليمة وصحيحة".
وأشار المالكي إلى أننا "عندما نطلب من الحكومة أن تقدم فعلينا أن نسأل أنفسنا ماذا قدمنا، فإذا كان ما قدمناه كبير فنقول نعم نحن شركاء فيما تقدموه، أما إذا بقينا واقفين على التل ونلعن الأيام والمسؤول دون أن نبادر ونقدم ونتحمل المسؤولية، فأقول لا أحد يستطيع النهوض بأعباء وإرث تاريخي ثقيل من الخراب والعناء والظلم والفقر والحرمان، الذي لا يمكن أن يقاس ما فيه العراق من خدمات ورفاهية ومستوى دخل للفرد بثروات العراق وإمكاناته الكبيرة".
ودعا المالكي إلى "الإسراع بالخطوات نحو النهوض بالاقتصاد والارتقاء بمستوى دخل العراق ودخل الفرد من خلال الاستثمار والإنفاق الأمثل للثروات، بعد أن سارعنا في خطوات مواجهة التحديات الأمنية الخطيرة"، مؤكدا أن "العراق ليس بلدا فقيرا، ولكن حينما يدار إدارة غير حكيمة ويتخلى المواطن عن أداء دوره في تحمل مسؤوليته تجاه الوطن، وحينما تتحول الإدارة المركزية إلى وعاء وحبل خانق لإرادة المؤسسات والشركات ورجال الأعمال والإبداع الشعبي، فهذا كله سيحول الدولة إلى دولة مشلولة".
وأضاف المالكي أن "إدارة الثروات والخدمات يجب أن لا تكون مركزية فقط، وإنما على الحكومات المحلية أن تشارك بها كما يشارك بها المواطن، من خلال العطاء الذي يمكن أن يقدمه في مجال الخدمة التي تحتاج جهود متكاملة ومثابرة ومبادرة"، داعيا إلى "العمل بمبدأ التعاون في جميع مجالات الحياة الاقتصادية والسياسية والأمنية والاجتماعية والتربوية".
ودعا المالكي إلى أن "لا يبقى الجميع يتحدثون عن السلبيات فقط هنا وهناك مستدركا القول"، نعم في العراق سلبيات وخاصة في مجال الخدمات لان البنية التحتية تحطمت منذ عام ١٩٩٠ عندما كان العراق محاصرا وكل يوم في حرب".
وتابع المالكي "نسمع من الكثير من وسائل الإعلام فقط الكيل بالذم والنقد، وهو ضروري، لكن عندما يكون موضوعي وليس منطلق من خلفيات تخريبية وسياسية معارضة"، مؤكدا أن "الديمقراطية في العراق ليست مطلبا لكل الناس، حيث لا يزال البعض يفكر بالمركزية الحديدية والحزب الواحد والقومية والطائفة الواحدة، وهؤلاء ينتقدون، وهذا هو ديدنهم وما يمتلكون من وسائل إعلام يستخدموها في مواجهة الدولة، التي يعترضون عليها، ولكن ثقتي وأملي بأبناء الشعب كبيرة جدا، أن يرتقوا إلى مستوى النقد البنّاء".
وكان رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي أكد، اليوم الاثنين، أن المحاصصة الطائفية والحزبية أدت إلى تغييب غالبية الشعب، ودفعت بشخصيات فاسدة وضعيفة إلى مكان صنع القرار في بعض مفاصل الدولة.
كما دعا المالكي إلى "محاربة الفساد والمفسدين"، مبينا أنه "إذا بقي الأرهاب وشقيقه الفساد فليس بمقدور الأجهزة الأمنية وحدها محاربة الإرهاب ولا مؤسسات النزاهة والشفافية ورقابة مالية تستطيع محاربته"، معتبرا أن "الفساد عندما يقع وإلى أن يصل المؤسسات لتحقق وتدقق فإن الضرر والخلل وقعا، لذا على المواطن والمسؤول أن يكونا عيونا للحكومة ومؤسساتها قبل وقوع الفساد والتأشير على المفسد الذي يعرقل المشاريع التي تحقق خدمة للشعب".
وطالب السفارات العراقية في دول العالم بأن "لا يتعاملوا كمنظمات أمنية مع العراقيين في الخارج، وترك ما كان عليه العراق في السابق وفتح صفحة تؤطر آفاق الأخوة والعلاقات والمحبة، لأن البلدان والشعوب لا تنهض بالكراهية والحقد والتربص البعض للبعض الآخر"، لافتا إلى أن "هناك من تتحدث معه عن الأخوة والمحبة ويتصور بأنك تريد أن تسحب البساط من تحته".