وطالب السيد الحكيم في كلمته خلال الملتقى الثقافي الأربعاء ٢٥/٥/٢٠١١ بالكف عن التبريرات وإظهار الحقائق كاملة امام الشعب العراقي، معلنا براءته من إي طرف او شخصية او جهة سياسية متورطة بدماء الشعب، داعيا الى عدم التعامل مع اي طرف سياسي تثبت الوثائق تورطه بسفك الدم العراقي .
كما ابدى سماحته اسفه لاستمرار نزف الدم في بعض البلدان العربية، منتقدا مصداقية بعض الحكام في عدم الوضوح والصراحة مع شعوبهم وسعيهم الى التشبث بالسلطة غير مبالين باراء شعوبهم والرأي العام العالمي.
الالتزام بالاتفاقات السياسية
طالب السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي الاطراف السياسية بالالتزام بجميع الاتفاقات التي أفضت الى تشكيل حكومة الشراكة الوطنية حتى يصل العراق الى مبتغاه، وضرورة ابعاد الوضع القائم عن جميع المنغصات، مبينا بانه لايمكن تحقيق التطور المنشود في العملية السياسية الا من خلال العمل بروح الفريق واليد الواحدة والترفع عن المصالح الشخصية خدمة للمواطنين وايذانا بتجاوز هذه المرحلة، مضيفا، ان هذا كله يتطلب جهدا إضافيا والتزاما حقيقيا لكل ما تم الاتفاق عليه بين الكتل السياسية.
واشار الى إن الواقع السياسي يتطلب المزيد من التفاهمات ورص الصفوف وإجراء المصالحة الوطنية، مبينا ان المجلس الأعلى من أوائل المنادين بها وقد دفع ضريبة تبنيه ودعمه لذلك.
وطالب سماحته المسؤولين والمعنيين بهذا الملف ان يخرجوا من خلف الأبواب المغلقة وان يطلعوا العراقيين على الجهود التي تبذل من اجل تحقيق الصالحة.
وفي الوقت الذي بارك فيه السيد الحكيم تلك الجهود الخيرة من قبل المعنيين بهذا الملف، سجل علامة استفهام على مايتسرب للإعلام من وجود اتفاقات خارج المسارات الصحيحة، الأمر الذي يتطلب توضيحا حول من يتم التصالح معه؟ وأي الإطراف المعنية بتلك المصالحة؟. عادا المصالحة الوطنية امرا مهما يرتبط بأمن المواطن ولايجب ان يخرج عن المسارات والشروط الصحيحة .
الوضع الامني والحقائق
وابدي السيد الحكيم اسفه عن سقوط عشرات الأبرياء نتيجة استمرار تدهور الوضع الأمني في بغداد وكركوك ومختلف مدن العراق، وما خلف جراء ذلك مجاميع جديدة من الأرامل والأيتام.
مبينا سماحته بانه لا يمكن للمواطنين الاستمرار في مسيرة نزيف الدم، داعيا الجهات المسؤولة والأجهزة الأمنية الى ان تواجه وبقوة ما يحدث اليوم من خروقات أمنية.
مشيرا الى ان وجود خروقات امنية في وضح النهار وفي وقت واحد وفي العاصمة بغداد يعطي مؤشرات خطرة لما يجري، داعيا الى النظر بجدية للحجم الحقيقي لتلك الإخطار.
كما انتقد سماحته تبرير تلك الخروقات عبر تحميلها على خلفيات سياسية حسب ما تم الإعلان عنه من قبل قيادات امنية مؤخرا في وسائل الإعلام. معلنا في الوقت ذاته عن براءته من اي طرف وشخصية او جهة سياسية متورطة بالدم العراقي. مؤكدا سماحته بانه لو تم وجود هكذا جهات سياسية متورطة وبالوثائق والأدلة فانه سيكون اجماع سياسي وطني على التبرؤ منها، مضيفا بان المجلس الأعلى سيكون اول المتصدين لذلك.
واشار سماحته الى ان الدم العراقي خط احمر لايمكن تجاوزه او التساهل معه، مطالبا بحسم الوزارات الامنية وترشيح الكفوئين لاشغالها وعدم التلكؤ في حسم هذا الأمر.
الامتحان اختبارا وليس انتقاما
حث السيد عمار الحكيم المسؤولين على توفير الأجواء المناسبة للطلبة من اجل اداء امتحاناتهم في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها. منتقدا سماحته الاسئلة التي وصفها بـ(التعجيزية) والتي تعبر عن انتقام وليس امتحان.
داعيا الى اخراج العوائل والطلبة من كماشة سوء الخدمات وصعوبة الأسئلة حتى يتم توفير الاجواء التي من شأنها الارتقاء بالمستوى العلمي المنسجم مع حضارة وتاريخ العراق.
مطالبا وزارتي التربية والتعليم العالي وضع خطط واليات حديثة بعيدة عن تلك الأساليب البدائية في التعليم.
ابطال الحياة
وطالب السيد عمار الحكيم الحكومة ومنظمات المجتمع المدني وميسوري الحال ببذل المزيد من الاهتمام بشريحة المعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة، والذي وصفهم بـ(ابطال الحياة)، منتقدا عدم وجود تشريعات وقوانين خاصة بهم.
داعيا الى تفعيل المادة ٣٢ من الدستور الخاصة برعاية تلك الشريحة المهمة في المجتمع، وكذلك الإسراع بتشكيل الهيئة الوطنية لذوي الاحتياجات الخاصة عبر اتخاذ الخطوات السريعة، مشددا على ضرورة توقيع العراق المعاهدة الدولية لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة والتي من شأنها تقديم كل الفرص والتسهيلات لهذه الشريحة المهمة.
عدم تسييس الرياضة
حذر رئيس رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي من المحاولات الرامية الى تسييس الرياضة العراقية، داعيا الى ابعاد الرياضة عن المزايدات والمصالح السياسية الخاصة.
منتقدا الصراع القائم على رئاسة الاتحاد العراقي لكرة القدم، والتي تمثل الام الراعية للرياضة الكروية في العراق، مطالبا بوضع حد لهذا الصراع حتى لا يحرم الواقع الرياضي من التطور والرقي.
وأضاف سماحته، بان الرياضة أصبحت الموحدة للشعوب والأمم داخل الملعب وخارجه حيث تذوب كل الخصوصيات والانتماءات ويتوحد الناس بالتشجيع والاهتمام بجمالية الفعاليات.
كما اقترح السيد الحكيم توسيع الهيئة العامة لاتحاد الكرة ليشمل الحكام والمدربين والمدرسين الرياضيين ونجوم الرياضة السابقين حتى يتحقق اتحادا مهنيا يتجاوز الاشكاليات من اجل النهوض بواقع الكرة والرياضة العراقية.
تهنئة للصابئة المندائيين
وهنأ رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي السيد عمار الحكيم أبناء طائفة الصابئة المندائيين بعيد التعميد الذي صادف في الواحد وعشرين من ايار ، مطالبا الحكومة بدعم ابناء الطائفة في العراق "مركز ديانتهم" وحماية شعائرهم ووجودهم في البلاد.
صبر الشعوب مفتاح النصر
ووجه السيد عمار الحكيم انتقاده لبعض الحكام العرب بسبب عدم مصداقيتهم امام شعوبهم والرأي العام العالمي، سعيا منهم بالتشبث بالسلطة مهما كلف ذلك من استمرار في نزيف الدم حتى أصبحوا عبئا على شعوبهم . مؤكدا ، ان هذا الامر لن ينفعهم في شئ لان الشعوب العربية تواقة للحرية وتحقيق الآمال. مطالبا تلك الشعوب بالصبر والتحمل والثبات وتوحيد الكلمة، مبينا بان ارادتهم ستنتصر على الطغاة مهما طال الشوط لانها سنة الله في الكون .
كما شدد سماحته على أهمية الشفافية في الانتخابات التي تجري في بعض البلدان العربية، مبينا بانها مدخل مهم للقبول بالنتائج والوصول اليها دون القفز على استحقاقات ومطالب الشعوب، مشيرا الى ضرورة ان تكون الإصلاحات المطروحة من بعض الانظمة العربية حقيقية وجذرية وليست ترقيعية.