وكالة كل العراق [أين] تجولت عبر مراسليها بين المواطنين واستطلعت آرائهم عن مدى مقبولية وفائدة تلك الجلسات لدى المواطن ولاسيما وإن مهلة المئة يوم قد انتهت بعرض الجوانب الايجابية واغفال ملفات الفساد في الوزارات ومؤسسات الدولة.
المواطن محمد فاخر يعمل مدرس في احدى مدارس العاصمة بغداد وصف جلسات مجلس الوزراء المتلفزة بأنها "جلسات تخديرية" ، ولا يمكن أن تنطلي اهدافها على من أكتوى قلبه بنيران وعود المسؤولين . إذ قال "كنا نأمل خيراً بعد انتهاء مهلة المئة يوم ان نجد تقييمات من قبل رئيس الوزراء نوري المالكي تنصف من انتظر تلك المهلة بإقالة الوزراء المقصرين او الغير المنتجين واستبدالهم بوزراء اكفاء وقادرين على تحمل المسؤولية في خدمة الشعب العراقي ، الا اننا فوجئنا بنقل جلسات مباشرة لمجلس الوزراء تتحدث عن نسب انجاز ومشاريع لانراها بالمجهر فكيف بالعين المجردة !! .
واضاف فاخر إن" المواطن اليوم لا يحتاج الى اعلانات مباشرة وفضائيات تنقل احاديث الوزراء وكبار المسؤولين في الحكومة ، وانما يحتاج الى من يضمد جراحه بتحقيق منجزات ملموسة ، وليس ارقاماً تتناول المشاريع بطريقة لا يمكن فهمها الا بشفرات يعرفها فقط اهل الاختصاص".
وانهى مجلس الوزراء جلساته العلنية لتقييم عمل الوزراء بعد نهاية فترة المئة يوم وسط غموض عن نتائج تلك المهلة والتقييم الذي خرج به رئيس الوزراء نوري المالكي او مجلس النواب عن الوزراء.
مواطن آخر من سكنة منطقة المعامل وهو شيخ كبير تحدث بكلمات بسيطة لـ [أين] قائلاً " المالكي لاشبعني هسة ولاجوعني باجر" ، موضحاً بالقول إن " الشعب العراقي لا يتحمل إعطاء المزيد من الوعود ، وقد اثقلته الوعود الانتخابية في تحسين الخدمات ورفع المستوى المعيشي وانهاء البطالة وزيادة رواتب الموظفين والمتقاعدين، وان الحديث عن منجزات كبيرة خلال مهلة المئة يوم لا يمكن بأي حال من الاحوال ان نعتبرها ايجابيات مميزة في عمل الوزارات".
ويرى مراقبون إن الجلسات كانت استعراضية وبينت الايجابيات فقط ولم تظهر السلبيات وكيفية معالجة المشاكل فيما يرى محللون ان ما تحدث به الوزراء كانت امور سطحية وانه من غير المتوقع ان يتخذ رئيس الوزراء نوري المالكي أي اجراء بحق أي وزير بعد انتهاء هذه المهلة.
الا ان مصادر مقربة من رئيس الوزراء بنت ان هناك لجنة في الامانة العامة لمجلس الوزراء تسلمت الاستمارات الخاصة بالوزراء عن فترة المئة يوم وستبين نتائج التقييم في وقت لاحق.
مواطنون آخرون اعتبروا الجلسات وما تم طرحه من سواء مع الوزارات او المحافظين وحتى الهيئات المستقلة شيئ ايجابي ، ولكن السلبي فيها هو اظهار حجم المنجزات بشكل بعيد عن الواقع .
انور عبد المولى من سكنة مدينة الصدر ذكر في هذا الصدد إن" الجلسات العلنية لمجلس الوزراء خطوة في الاتجاه الصحيح ، لكنها لم تعطي البلسم الشافي لجروح العراقيين ، كونها لا تخلو من السلبيات والتي من أبرزها أخفاء قضايا الفساد والمعوقات التفصيلية والإنصات فقط الى ما تحقق من من مشاريع صغيرة" .
واضاف إن " الملفات الامنية والاوضاع الاقتصادية والخدمية والمعيشية في البلاد لا تظهر أي مؤشر يشير الى تقدم نسبي بتلك الملفات".
قاسم بدر طالب جامعي اتفق مع عبد المولى من حيث ايجابية الجلسات المعلنة ، لكنه زاد في شدة غضبه على الاداء الحكومي خلال مهلة المئة يوم ومن بعدها تحجيم المنجزات بجلسات علنية قائلاً إن" تضخم البطالة وازدياد حالات الخطف والسرقة وارتفاع نسب الاصابات بالامراض السارية ، جعل الحديث عن إبراز عضلات الوزارات بعد انقضاء المئة يوم وضع الحكومة امام استفهامات جديدة لابد من الاجابة عنها بأسرع وقت ممكن".
واضاف بدر " إذا كانت المئة يوم مقياساً وبرهاناً على جودة وكفاءة الوزراء الحاليين فأن سيطرة المواطن النوعية كشفت حسب مقاييسها عن فشلاً آخر يضاف الى حكومة المالكي كون المئة يوم لم تحقق شيئاً يتناسب مع حجم الزخم الاعلامي الذي اوجدته لتكملة مشوارها خلال فترة ولايتها".
يذكر أن مجلس الوزراء بدأ بجلسات علنية في أعقاب انتهاء مهلة المائة يوم في ٢٠١١/٦/٧، عرض الوزراء خلالها ما تم انجازه خلال المهلة.
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي، أطلق مهلة أمدها، مئة يوم لحكومته بهدف تحسين الخدمات بدأت في ٢٠١١/٢/٢٨ ليتم بعدها تقويم أداء الوزارات كل على حدة، إثر التظاهرات الاحتجاجية المطالبة بتحسين الخدمات والقضاء على الفساد والبطالة.
مواطنون آخرون تحدثوا لـ [أين] أعربوا عن ارتياحهم لنقل اجتماعات مجلس الوزراء مباشرة على التلفاز، مؤكدين متابعتهم باهتمام لهذه الاجتماعات كون المواضيع التي تطرح لها علاقة مباشرة بحياتهم واحتياجاتهم.
الاستاذ الجامعي علاء خنجر أكد أهمية أن يطلع المواطن على ما تحقق خلال مهلة المئة يوم، وضرورة أن يساهم الإعلام في فتح قناة مباشرة بين الشعب والوزراء ، مستدركاً بالقول إن "مجلس الوزراء العلنية خطوة ايجابية لترضية المواطن لكنها علاج مؤقت ، وينبغي أن تطرح الحلول الناجعة على الهواء ايضاً لا كلمات فحسب بل تجسيد واقعي يسدل الستار على جميع الملفات السياسية والامنية والخدمية والاقتصادية.