وتنفرد الصحيفة بنشر تحقيق كتبته موفدتها إلى بلدة لالش مركز الطائفة الإيزيدية في شمال البلاد.
ويشدد التحقيق على أن الإيزيديين الذين تعرضوا لهجمات مسلحي داعش الوحشية ومحاولة إبادتهم عرقيا يتحدون الارهاب عبر عملية إحياء جسورة لتراثهم الثقافي.
وتصف المراسلة بعض طقوس الإيزيديين في مركزهم الروحي في لالش الواقعة على بعد ٣٦ ميلا الى الجنوب من مدينة الموصل.
وتشير إلى تزايد أعداد زوار هذا المكان المقدس لدى الإيزيديين، حيث لم يكن في السابق يجذب سوى ١٠٠ شخص في عطلة الجمعة تضاعف هذا العدد نحو عشر مرات خلال الـ ١٨ شهرا الأخيرة ليصبح أكثر من ألف شخص كل جمعة.
وتضرب المراسلة مثلا بصباح جلال مراد، البالغ من العمر ١٧ عاما، والذي ينهض فجر كل يوم مع اشراقة الشمس ليتوجه نحو معبد لالش مبكرا ليؤدي صلواته هناك.
وتنقل عن مراد قوله "لم أكن أفكر بديني في السابق حتى هجوم داعش علينا في آب عام ٢٠١٤، وهربت مع عائلتي للاختباء في جبل سنجار، ولم يكن لدينا طعام أو ماء لنحو ١٠ أيام، وشعرت أنني احترق حيا تحت الشمس، فبدأت بالصلاة من دون أن أعي ما أفعل".
وتقول المراسلة إنه قد مضى عامان على هجوم داعش على قضاء سنجار، حيث ارتكب مسلحوه عملية إبادة، بعد اسرهم لأكثر من ١٠ آلاف شخص من الطائفة الإيزيدية، وقتلوا نحو ٤ آلاف منهم، نصفهم بإعدامهم بالرصاص أو الذبح أو الحرق وهم أحياء، أما البقية فتركوا يواجهون الموت من الجوع والعطش اثناء محاولتهم الاختباء في الجبال القريبة.