وقال الجعفري في مؤتمر صحفي مشترك مع اوغلو عقب مباحثاتهما في بغداد في رده على اتفاق تركي ايراني على مقاتلة حزب العمال الكردستاني داخل الاراضي العراقية "لن نسمح ان يكون العراق منطقة صراع اقليمي" مبينا "يمكن التنسيق والتعاون بما لا يخل عن سيادة العراق ومستعدون والتفاهم لكل ما من شأنه ان يحقق الاستقرار لكن نرفض مثل هذا التدخل".
وأضاف "نعتقد ان تواجد حزب العمال الكردستاني تعبر عن وجود أزمة أمنية ولم يكن العراق قد أستجلب هذه القوات من الخارج وانما حصل استغلال لحالة امنية بعد ٢٠١٤".
وأشار الجعفري الى انه بحث مع اوغلو "تطوير العلاقات بين العراق وتركيا وتحريك ملف التجارة لتقلصه بعد سقوط مدينة الموصل ووصل الان الى ١٢ مليار دولار، مع فتح الاستثمار لاسيما في المناطق المحررة من داعش الارهابي".
وتابع "كما بحثنا وضع المنطقة وسبل تحقيق الاستقرار فيها، ونتطلع لمزيد من التعاون الاقتصادي وان تاخذ تركيا دورها في عملية الاعمار والبناء".
من جانبه أكد وزير الخارجية التركي رفض بلاده لاستفتاء استقلال اقليم كردستان قائلا ان "ما نتطلع اليه من اربيل هو التراجع عن قرار الاستفتاء وإلغاء هذا القرار بشكل واضح وصريح" مؤكدا "دعم تركيا للمباحثات بين بغداد واربيل وهي سعيدة بها".
وأضاف ان "مصلحة الكرد تبقى دائما مع الوحدة العراقية، وجئت هنا الى بغداد للتاكيد على وحدة العراق وسلامة اراضيه".
وأعرب وزير تلخارجية التركي عن "أمله بان تحل جميع المشاكل بين بغداد واربيل ضمن حدود العراق ووحدة أراضيه" داعيا "أربيل الى الاستفادة من الحقوق التي تطالبها ضمن العراق الواحد".
ولفت اوغلو "طالما دعمنا اقليم كردستان وتدريب البيشمركة" مشيرا الى ما وصفه بـ"الخطوات الخاطئة التي أقدمت عليها أربيل وقلنا لهم ذلك بشكل واضح" مضيفا ان "رفع علم الاقليم في كركوك مخالف للدستور وهي خطوة خاطئة وحتى قرار الاستفتاء قلنا لهم بان قرار خاطئ وسأكرر هذا القول في زيارتي لأربيل".
وكشف عن "استعداد تركيا للعب دور الوساطة بين بغداد واربيل لحل المشاكل اذا ما طلب الطرفين ذلك منها".
وقال وزير الخارجية التركي ان "تواجد حزب العمال الكردستاني في العراق يشكل خطراً على وحدته وسنتعاون مع الحكومة العراقية على مواجهته ونعمل على زيادة تطويقه".
وأشار الى ان "حزب العمال الكردستاني وداعش عدوان مشتركان للعراق وتركيا يجب الخلاص منهما، ونستطيع بعمل مشترك بين البلدين القضاء على هذه المنظمات الارهابية".
وتابع "نأمل زيادة التعاون الاقتصادي والتجاري وتبادل الزيارات بين البلدين وسأكون سعيدا في زيارة زوزير الخارجية ابراهيم الجعفري ورئيس الوزراء حيدر العبادي لتركيا" مضيفا انه "سيقوم بنقل دعوة من رئيس الوزراء بن علي يلدرم ومن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى العبادي لزيارة انقرة".
وبشأن انطلاق معركة تحرير تلعفر غرب الموصل رحب وزير الخارجية التركي بالعمليات وشدد على الحفاظ على هوية تلعفر التركمانية" مضيفا "سنعمل على دعم الوحدة الوطنية العراقية واعادة اعمار المناطق المحررة من داعش".
كما عبر اوغلو "عن سعادة بلاده ومباركتها للانتصارات العراقية ضد داعش والتي حققتها القوات العراقية في عمليات تحرير الموصل".
وحول استمرار تواجد القوات التركية في معسكر بعشيقة شمال الموصل قال اوغلو "تناولنا مع الجعفري بشكل مفصل هذا الأمر" مؤكدا ان "المعسكر لم ينشأ لخرق وحدة اراضي العراق وتهديد سيادته وتم تدريب ابناء العراق في هذا المعسكر وتجهيزهم في محاربة داعش".
وأضاف "استطعنا باستخدام هذا المعسكر ان نقتل اكثر من ٧٠٠ داعشي في هذه المنطقة وان القوات التي تدربت كان لها دور بتحرير الموصل، والان ينفذون تعلميات وامور الحكومة العراقية هناك".
وبين ان "قرار غلق هذا المعسكر وسحب قواتنا سيتم سوية مع الجانب العراقي، ولدينا ممثلين خاصين بشأن ذلك ويبحثون الموضوع مفصلاً".
ولفت الى "عزم عقد اجتماع لمجلس التعاون والتنسيق العراقي التركي في أنقرة ونعمل على عقد منتدى بين رجال الاعمال العراقيين والاتراك على هامش هذا الاجتماع مع عقد اجتماعات دورية للجنة الاقتصادية المشتركة من اجل تطوير العلاقات".
وأكد اوغلو "سنعمل على تشجيع رجال الاعمال والمستثمرين الاتراك لاعادة اعمار المناطق المحررة في العراق وخاصة الموصل" مثمناً "دعم الجانب العراقي لرجال الاعمال الاتراك وهناك بعض المشاكل نستطيع ان نتجاوزها سوية".