موضحا الى ان الامة المنتظرة هي الامة التي تصل الليل بالنهار وتعمل بكل طاقاتها من اجل الوصول الى الغاية الكبرى وهي العدل والقسط ، مشيرا الى ان هناك ٦ الاف رواية موجودة في كتب المسلمين تؤكد نظرية الامام المهدي.
جاء ذلك خلال الحفل الذي اقامه المكتب الخاص لسماحة السيد عمار الحكيم بمناسبة ذكرى ولادة الامام المهدي (عج) الاربعاء ١٣/٧/٢٠١١.
ثقافة الزهد بالمناصب
وعن قبول استقالة الدكتور عادل عبد المهدي من منصبه كنائب اول لرئيس الجمهورية، ثمن السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الجهود التي بذلها فخامة رئيس الجمهورية جلال طالباني في ايجاد حل لمنع الدكتور عادل عبد المهدي من الاستقالة، مشيرا الى ان السيد رئيس الجمهورية بذل جهدا في اقناع عبد المهدي لكن الاخير اصر على الاستقالة انتصارا لارادة الشعب وانصياعا الى توجيهات المرجعية الدينية الرشيدة.
وبين السيد الحكيم الى ان الوضع العراقي بحاجة الى شيوع ثقافة الزهد بالمواقع والمنافع الشخصية واستحضار المنفعة العامة بدلا من المنفعة الخاصة، مبينا ان الرغبة الشعبية التي طالبت بتقليص المناصب لم تكن تشمل السيد عادل عبد المهدي كونه النائب الاول لرئيس الجمهورية، مستنكرا صمت بعض المسؤولين وجمودهم وعدم تحملهم للمسؤولية لما يجري اليوم من نقص في الخدمات ومع هذا كله لا نرى استقالات ولا نرى ان احدا بادر وتحمل المسؤولية، مستشهدا بالكهرباء التي عجزت الحكومات المتعاقبة عن توفيرها ومع هذا لا يوجد من يتحمل المسؤولية في التقصير.
واكد السيد الحكيم ان المطالبة بتحمل المسؤوليات والزهد بالمواقع والمناصب والمنافع الخاصة ليست مطالبة سياسية تستهدف هذا او ذاك بل هي مطالبة بثقافة يجب ان تسود.
تدويل قضية المقابر الجماعية
وعن الاعلان الاخير عن العثور على احدى المقابر الجماعية في العراق وفي الديوانية تحديدا حيث اشارت التقارير الى العثور على مقبرة تضم رفات ٢٢٢ شهيدا انتقد السيد الحكيم ردة الفعل تجاه هذه الاخبار، مبينا ان الصدى لم يكن كبيرا ومذكرا السياسيين بانهم معنيين بالوقوف عند هذه الارقام والانتصار للضحايا وذويهم مطالبا بتدويل قضية المقابر الجماعية لانها جريمة اكبر من ان تختزل بالعراق، مشيرا الى ان هذه هي مسؤولية الحكومة لان المقابر الجماعية من اكبر جرائم العصر.
الانتفاضة الشعبانية
وعن شهر شعبان واهم الاحداث فيه استذكر السيد الحكيم الانتفاضة الشعبانية مؤكدا ان هذه الانتفاضة هي التي مهدت لسقوط النظام الصدامي وليس الاجنبي وان اعترض احد على هذه الحقيقة فسيقر بها مستقبلا، حيث تشير المصادر الى استشهاد اكثر من ٥٠٠ الف مواطن في اسبوعين في ظل تعتيم اعلامي مطبق انذاك وغض الطرف عن الجريمة من قبل القوى الدولية والاقليمية.
واكد السيد الحكيم ان الانتفاضة حققت اهدافا عدة منها الاعتراف الدولي بمظلومية الشعب العراقي وسلطت الاضواء على واقع الشعب العراقي والاعتراف بهويته الاسلامية واسست الى انهيار جدار الخوف من النظام وزبانيته، وكذلك نجحت الانتفاضة في اتساع دائرة الرفض الجماهيري لذلك النظام.
واضاف سماحته ان الانتفاضة ساهمت في انتشار مظاهر الولاء لاهل البيت (ع) والشعائر الدينية بعد عام ١٩٩١، مبينا ان الانتفاضة قلصت مفاصل هيمنة النظام واجهزته القمعية لصالح الناس وعزلت النظام عن الشعب، مذكرا بستراتيجية شهيد المحراب ( السيد محمد باقر الحكيم) في تحشيد كل قوى المعارضة لنظام صدام بغض النظر عن انتماءاتها وافكارها.
اليوم العالمي للسكان
وعن يوم العالمي للسكان الذي صادف يوم ١١/٧/٢٠١١ دعا السيد الحكيم الى رفع الاشكالات السياسية التي عطلت عملية التعداد السكاني في العراق، مؤكدا ان التعداد سيوفر قاعدة بيانات مهمة لتنمية البلد من خلال التعرف على احتياجات هذا البلد، مشيرا الى ان العراق بحاجة الى تعداد مهني وفني بعيدا عن الاشكالات السياسية.
قاعات للاختبار لا للانتقام
وانتقد السيد الحكيم صعوبة الاسئلة في الامتحانات، مجددا دعوته بان تكون قاعات الامتحان قاعات اختبار وليس قاعات للانتقام من ابناء وبنات هذا الشعب في ظل تراجع الخدمات في هذه القاعات، متمنيا من الجهات المعنية ان تتفهم حقيقة معاناة الطلبة، وان لا تتحول الامتحانات الى عقوبة جماعية، مشددا على ضرورة تناول الموضوع بطريقة فنية مهنية وبعيدا عن التسييس.
ورحب سماحته في معرض حديثه عن الامتحانات بلجنة تقصى الحقائق التي شكلها مجلس النواب العراقي مثمنا خطوة وزارة التربية بالسماح للراسبين بثلاث مواد من دخول الدور التكميلي.
تثمين موقف شيخ الازهر
وثمن السيد الحكيم التصريحات التي صدرت من شيخ الازهر الدكتور احمد الطيب واصفا اياها بالتصريحات المسؤولة، حيث رفض الاخير مبدأ التكفير بين المسلمين مؤكدا انه يصلي خلف الشيعة وتطرق السيد الحكيم الى هذه التصريحات بالقول "نحن ايضا نصلي خلفكم" مؤكدا حاجة المجتمع الاسلامي الى هكذا تصريحات تنبذ الفرقة وتتوحد من خلال اتفاقها على الاله الواحد والنبي الواحد والقبلة والكتاب الواحد، داعيا شيخ الازهر الى زيارة العراق ولقاء المراجع والعلماء فيه من اجل وحدة الصف الاسلامي.
كما اعرب السيد الحكيم عن سروره لما قامت به العتبتان المقدستان في كربلاء المقدسة والمتمثل بمهرجان ربيع الشهادة، مجددا الحاجة الى هكذا فعاليات تركز وتهتم بالركن الثقافي لدى المواطن العراقي.
وتخلل الحفل قصائد وفعاليات شعرية تغنت بالمناسبة منها قصيدة للشاعر سعد محمد الحسن والشاعر غزوان العتابي والشاعر ميثم فالح واوبريت لفرقة الوفاء الاسلامية.