دفعت وزارة الثقافة العراقية خمسة ملايين دولار لفنان فرنسي مغمور بعد أن كسب دعوى قضائية بشأن ملكيته الفكرية لعمل فني.
وقالت الوزارة في بيان لها إنها دفعت المبلغ لفنان فرنسي بعد ان أصدرت محكمة فرنسية حكما لصالحه حول استخدام لوحته الفنية غلافا لرواية (زبيبة والملك) التي كتبها وأصدرها المقبور صدام حسين في بغداد شهر تشرين الثاني من عام ٢٠٠٠ ,وقد دون مؤلفها على الغلاف الأخير منها عبارة تقول 'يعود ريع هذه الرواية الى الفقراء واليتامى والمساكين والمحتاجين والاعمال الخيرية'. أما سعرها فكان هو ١٥٠٠ دينار عراقي أي ما يعادل دولارا واحدا (أو نصف دولار في وقت نشرها). وتم بيع مئات الآلاف من النسخ في مختلف محافظات العراق(طبعااً البيع اجباري لانها رواية السيد الريس).ويدعي فنان رسام كندي مغمور غير مشهور إسمه (جوناثان إيرل بوسر) الذي قدم للقضاء الفرنسي مستمسكات تثبت ملكيته للأصول الفكرية للوحة الفنية التي أعتمدت كغلاف للرواية في حينها مما عدته المحكمة خرقا للملكية الفكرية يوجب تعويض المتضرر.صدرت رواية 'زبيبة والملك' في بغداد في (نوفمبر) تشرين الثاني عام ٢٠٠٠ وهي مؤلفة من ١٦٠ صفحة مع أربعة رسوم ملونة داخلية، وغلاف تظهر فيه غانية مغرية بفستان سهرة ينسدل حتى الارض يصلح لممثلات السينما في هوليوود، يكشف عن كتفها اليسرى، حاملة في يدها وردة، داخل قصر من قصور ألف ليلة وليلة. وخلت الرواية من اسم كاتبها الذي اكتفى بأن وضع على الغلاف عبارة 'رواية لكاتبها'، وهي رواية مطبوعة كما يبدو على نفقة 'كاتبها' نفسه، اذ ما من اشارة حتى الى دار النشر التي قامت بطبعها ولا الى سنة طباعتها، كما هو مألوف .من جهته كان الرسام الكندي جوناثان ايرل باوزر البالغ عمره ٣٨ سنة، قد قال في تصريحات صحفية منشورة ان الرئيس العراقي المخلوع صدام 'استخدم من حيث يدري أو لا يدري ومن دون اذن' على حد تعبيره وهو يتحدث عبر الهاتف من بيته في مدينة شارلا تاون الكندية الى صحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية بتاريخ ٣١ مايو ٢٠٠١ العدد ٨٢٢٠ ، لوحة كان قد رسمها باوزر قبل ٣ سنوات، لينشرها على غلاف رواية (زبيبة والملك). وكانت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية قد نشرت تحقيقا عن الرواية في عام ٢٠٠١ قالت فيه ان المخابرات الأميركية قامت بترجمتها الى الانجليزية لتتعرف منها على أفكار المقبور صدام .، ومن حقنا أن نتساءل هل أن الحكومة الوزارة (سخية) لهذه الدرجة بحيث تمنح تعويض خمسة ملايين دولار في قضية تافهة كان بطلها المقبور صدام ؟؟؟ كان يمكن ردها بسهولة أو في الأقل تخفيض المبلغ المحكوم به إلى عشر هذا المبلغ لأسباب عديدة.
المقالات والاخبار المنشورة لاتمثل بالضرورة رأي الشبكة كما إن الشبكة تهيب ببعض ممن يرسلون مشاركاتهم تحري الدقة في النقل ومراعاة جهود الآخرين عند الكتابة