واعتبر خطيب الجمعة في كربلاء المقدسة في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في العتبة الحسينية المقدسة في ٧ / رمضان/ ١٤٣٣هـ الموافق ٢٧/ تموز/٢٠١٢ م إن هذا الموقف الإنساني النبيل من الشعب السوري يستحق منا وقفة إنسانية تمثل مجازاة الإحسان بالإحسان تتناسب مع تلك الوقفة وهذا يتطلب مستوى من الإيواء الإنساني يليق بهم وتهيئة الظروف – خصوصاً في فصل الصيف الحار وشهر رمضان- التي تخفف عليهم معاناتهم بسبب تركهم لمدنهم وأهاليهم.
وأمل سماحته من المواطنين العراقيين أن يقدموا الرعاية اللائقة بهم كشعب مضياف – اي الشعب العراقي – عرف عنه ضيافته الأصيلة وفق مبادئ الإسلام الحنيف وكرمه وتعاطفه مع مثل هذه القضايا الإنسانية خصوصاً تجاه الشعب السوري الذي كانت له تلك الوقفة التي لا تُنسى.
وأشار الشيخ الكربلائي إلى ما تنشره مواقع الانترنت وتنقله وسائل الإعلام عن المذابح البشعة بحق المسلمين في بورما ( ميانمار حالياً ) وما يمارس من قتل جماعي بحقهم بأبشع الصور من دون أن يكون هناك أي موقف دولي أو إسلامي – لا من الدول والحكومات ولا من المنظمات الإنسانية – بحيث يرتدع هؤلاء عن ارتكاب هذه المجازر.
وبهذه المناسبة ناشد المنظمات الدولية والإنسانية العالمية ومنظمة التعاون الإسلامي اتخاذ موقف جدي وعاجل لوقف هذه المجازر التي سببت بقتل الآلاف وتشريد أعداد كبيرة من المسلمين من مدنهم إلى دول مجاورة.
واستغرب سماحته من مكوث الكثير من المنظمات الدولية التي تقيم الدنيا ولا تقعدها إذا ما حصل شيء بسيط من هذه المجازر في بعض الدول وتسكت عن هذه الجرائم البشعة .. مطالبا الدول الإسلامية تحركاً أكثر فاعلية وتأثيراً لمنع استمرار هذه الأعمال الإجرامية بحق المسلمين في هذا البلد.
وما حصل من تفجيرات في يوم الاثنين الثالث من شهر رمضان المبارك الأكثر دموية خلال هذا العام فان ما ذكره بعض المسؤولين من أسباب لا تمثل إلا تبريراً غير مقبول لاستمرار حصول هذه الأعمال الإجرامية.
وأوضح سماحته نحن لا ننكر إن هناك جهدا امنيا ايجابيا خلال الفترة الأخيرة وان الأجهزة الأمنية تقدم الكثير من الضحايا بسبب هذه الأعمال الإجرامية وفي أثناء ملاحقتها لهذه المجاميع الإرهابية، ولكن لم يتحقق لحد الآن النجاح المطلوب الذي يحدُّ من حجم ونوعية هذه الأعمال الإجرامية بحيث تصبح هذه المجاميع غير فاعلة وغير قادرة على توجيه ضربات نوعية وكبيرة.
وطالب سماحته وضع الخطط الأمنية التي تناسب حجم هذا التحدي الكبير وتطوير الأداء المهني لعناصر الأجهزة الأمنية، إذ لم يعد الإكثار من نقاط التفتيش وزيادة عدد أفراد الأجهزة الأمنية لوحده كافياً لمعالجة هذه الأعمال الإجرامية بل المطلوب هو التطور النوعي لعنصر الجهاز الأمني بحيث يمتلك القدرة المهنية الأمنية المناسبة لما تمتلكه هذه المجاميع من قدرة تنظيمية وتكتيكية وقدرة على التكيّف مع إجراءات الأجهزة الأمنية.
وتابع سماحته إن هذه التفجيرات أثبتت إن هذه المجاميع الإرهابية قادرة على التغيير السريع لخططها وكيفية تحركها وهيكلة تنظيمها بحيث تفلت من الإجراءات الأمنية، مطالبا الأجهزة الأمنية أن تكيّف خططها مع هذا الوضع.
وفي ختام الخطبة أكد سماحته إن من جملة ما يتطلبه هذا الأمر هو اختيار نخب من أفراد الأجهزة الأمنية وتدريبها تدريباً مهنياً على ضوء التجارب الأمنية والخبرات الحاصلة خلال هذه السنوات ونشرها في المناطق التي يتوقع حصول هذه الأعمال الإرهابية فيها.