وقال في خطبة الجمعة التي القاها في جامع براثا "ان الدفع الطائفي والفساد والارهاب والقوانين المعطلة والعملية السياسية المرتبكة والخراب والمحرومية والمظلومية هي السمات التي تتوزع على خارطة العراق للاسف الشديد ولكن امام كل واحد من هذه القضايا صورة مخادعة واخرى حقيقية وعلى الناس ان تفرز بين الصورتين".
وحذر سماحته من ان ليس كل من تحدث بقضية يريد نفس القضية ولكن البعض يريدون امرا وهم في واقع الحال يهدفون الى امر ابعد واعمق ولذلك تتشابك الالوان وتخدع الناس.
واعرب عن اسفه من استسلام وتصديق المجتمع العراقي لهذا الخداع بسبب طيبته وفطرته التي نفتخر بها ولكنها تستغل من قبل الذئاب.
واشار الى اننا نخدع منذ مئات السنين وهو نتيجة خداع اجيال قبلنا معربا عن المه من ان اللعبة هذه مازالت مستمرة.
وتابع سماحته ان امامنا استحقاقات كبيرة وتحديات ونحن مازلنا نخدع ولازالت قابلية الخداع تتملك انفسنا وعقولنا ولا اريد هنا الوم من اجل اللوم او ابكي من اجل البكاء وانما اشخص مرضا لمعالجته لاننا بدون المعالجة لايمكن ان نعرف الدواء ونحن مجتمعنا مجتمع مريض ومصاب وهو يخدع ويقول له انك بكامل الصحة والعافية.
وضرب سماحته عدة امثلة للخداع الذي يمارس ضد مجتمعنا مشيرا الى ان واحد من هذه الامثلة هو عندما اشتعلت ازمة في موضوع الاكراد حيث ان ابن البصرة والديوانية والنجف والعمارة وكربلاء والحلة والسماوة والناصرية انشغل بهذا النزاع وتناسى ان البصرة التي تعطي كل هذا الخير هي مدينة مدمرة والطالب نسى ان رحلاته ومدارسه مدمرة ولايوجد كهرباء ولا خدمات والماء ليس صحي وكل القطاعات المهملة نسيت وانشغلوا بالقول" اننا ام الاكراد".
ووجه خطابه للمواطنين الذين يخدعوا بهذا السجال القائم "لماذا تهتم وتحشر نفسك بهذه المواضيع وبعدها تنصب العزائم والولائم بين المتخاصمين ويتصالحوا".
كما ضرب سماحته مثالا اخر " هناك مشكلة حدثت بين المحافظات الغربية والحكومة والكل تحزم لها ونسوا المحرمية التي فيها من كهرباء وعطالة وبطالة وبنى تحتية.
واشار الى ان هناك من يحاول ان ينسيك ما تعانيه من محرومية من خلال اشغالك بهذه المشاكل والخلافات "مبينا ان صدام تحدث بالعروبة وادخلنا في حروب وهو دمر البلد والاقتصاد ولكن الناس تنادي بالعروبة ولكن ماذا قبضنا وماذا استفدتم من هذه الشعارات".
واشار الى ان ما يراد هو ان تذهبوا الى صناديق الاقتراع وتختارون ولكن هل ستختارون من يخدعكم ام من يخلصكم فالمخادع يريد ان يخدعكم لتصوتوا له .
وتابع ان هناك فرقا بين محافظاتكم ومحافظات الاكراد الذين نهضوا بمحافظاتهم ومازلنا بعيدين جدا عنهم اذ اننا بمجرد سقوط الامطار غرقت محافظاتنا ".
وبين سماحته ان "مناطق الشعب وحي اور وغيرها التي اغرقتها مياه الامطار من مسؤول عنها وهل ان من قال خنازير هو من سد المجاري".
وتساءل اذا كانت القضية جدية فيجب ان نأتي بمثل هكذا شخص ونزجه بالسجن ولكن السياسيين يريدون هذا الخطاب من اجل صندوق الاقتراع.
وتطرق سماحته الى الاسباب التي ادت الى تأخر البلد بالرغم من امتلاكه لثاني او ثالث موازنة مالية في الوطن العربي.
حيث انتقد السياسة المتبعة في البلد من خلال اتباع النظام الذي اسسه الانكليز والمتمثل بجعل المواطن يستعبد من قبل الدولة من خلال تعينه.
وذكر انني انادي منذ عام ٢٠٠٥ ان يتم ترك النظام الانكليزي الذي بني من اجل ان يستعبد المواطن .
وتساءل ما هو الفرق بين العراق والامارات التي كانت عبارة عن رمال في الثمانينات وتعد حاليا من اعظم الاقتصادات في العالم وهل وصلت الى ما هو عليه بطريقة ساذجة اوسحرية ؟!!.
وتابع ان الامارات وصلت الى ما هو عليه نتيجة سياسات دقيقة متبعة مشيرا الى انه في حال البقاء على نظام الرواتب فستبقون مستعبدين للدولة .
واشار الى ان بريطانيا عندما اقرت هذا القانون ارادت ان يدمر العراق فالعراق كان يصدر الى البرازيل عام ١٩١٨ مئة الف طن من الحنطة وارقام الصادرات والواردات مذهلة وهذا لايعجب بريطانيا لانها هي من تريد ان تصدر فادى الى ان يترك الفلاح ارضه ويتعين في الدولة والان ٤٠ بالمائة من الموازنة تذهب للرواتب ونحن نعرف اي رواتب تؤخذ وهل هي كافية.
وبين ان من يريد ان يفكر فان عليه ان ينتفض فالبريطانيين شكلوا كلية الطب اذ ان الطب في بريطانيا ٥٠ بالمائة عراقيين والهندسة ٣٠ بالمائة عراقيين بالنتيجة حولوا هؤلاء الذين احتلوهم خادمين عندهم للانشغال بامور اخرى.
وتساءل ماذا استفيد من طبيب في بريطانيا وانا احترق؟!.
وتابع ان امريكا واستراليا لعبت نفس الدور وفرنسا اذا خرج المغربين والجزائرين فلا يوجد هناك فرنسا.
وذكر سماحته ان العراق لن تحل مشكلته بالانتخابات هذه او القادمة ولكن يحتاج الى عقليات جديدة ونظم جديدة ولا نحتاج الى اشخاص.
وفيما يخص الانتخابات دعا سماحته الى انتخاب من يعيش معاناة المواطن ويكون امين ومرجعي
وحذر سماحته من ان عدم الذهاب الى الانتخابات سيكون خطأ كبيرا فهناك حصص معدة للمحافظات منتقدا خداع المواطنين بوضع صور القادة امام المرشحين اذ ان المواطن يعتقد انه سينتخب القائد الفلاني.
ودعا الى انتخاب من هو في مناطقكم ويعيش نفس معاناتكم وتشخيص من ترشحه واما كيف ما يكون فان الله لا يقبل ولا المرجعية لانك ستؤمن اموال البلد عند هؤلاء.
واشار الى انه يجب انتخاب انسان لديه واحدة من حالتين اما ان يستحي منكم ويضطر لخدمتكم او انه عنده مظلة يستحي منها فينفذ.
وذكر انه بعدما تشاهدوا امانة الشخص المرشح انظروا اليه وهل انه مرجعي ام غير مرجعي.