في ذلك اليوم نشرت كل الصحف الأستراليه نبأ مقتل الكلبه نوفا في افغانستان , واليكم الخبر كما أوردته كبرى الصحف الأستراليه : قُتل يوم الجمعه في أفغانستان الكلبه نوفا المتخصصه في كشف المتفجرات , وقد أصيبت نوفا بحادث دهس سياره أثناء التدريب وحاول الفريق الطبي جاهدا لأنقاذها دون جدوى وبعد وفاتها تقرر أرسالها في تابوت خاص على متن طائره عسكريه الى استراليا لكي تحرق هناك ويعبأ رمادها بقنينه ويحفظ في أحد المتاحف العسكريه, وفي عطلة نهاية الأسبوع أ‘قيم لها حفلا تأبينيا حضره جميع افراد الوحده العسكريه والقس ومنحت وسام الشرف العسكري, وقال ضابط كبير عنها أن موت نوفا خساره كبيره لنا وانها تركت فينا فراغا كبيرا, هذا بالأضافه الى نشر تأريخ حياتها مع الصور.
هذه هي قصة نوفا وكيف كُرمت من قبل المسؤولين وهي كلبه ميته , ونحن بنو البشر الذي كرمنا الله سبحانه وتعالى وفضلنا على الخلق كله تُراق دماءنا كل يوم في العراق ولا نلمس من مسؤولينا سوى كلمات الأستنكار والتباكي على الشعب المظلوم ليوم واحد فقط لأنهم في اليوم الثاني سيكونوا منشغلين بالتحضير للأنتخابات او التخطيط لأسقاط الحزب الفلاني أو الشخصيه الفلانيه وربما التجهيز لمذبحه اخرى .
لنترك الحديث هذه المره عن عصابات البعث والقاعده فهم قتله ولاشك في ذلك والبارود يسري في عروقهم بدل الدم , وليكن حديثنا عن المذابح التي راح ضحيتها الأبرياء بسبب صراع الحزب الفلاني مع التيار الفلاني منذ سقوط الطاغيه ولحد الان ولو أجرينا أحصاءا عن عدد الضحايا الابرياء فسنجد العدد مهول , وفي المقابل لم نسمع بقيادي واحد من تلك التيارات المتناحره قد أصيب حتى ولو بجروح طفيفه , لأجل ماذا هذا العدد الكبير من الأرامل والأيتام والثكالى لأجل حصولكم على مناصب عليا أم مقعد أضافي في مجلس (الأستجواب) عفوا (النواب) الميّت سريريا , وأحداث الأربعاء والأحد الداميين ( وربما سيكون الثلاثاء والسبت الدامي وحتى تنتهي الأنتخابات ستكون أيامنا كلها داميه والفضل يعود اليكم ) جعلت الشارع العراقي يشير بأصابع الأتهام الى التيارات والأحزاب بالضلوع وراء تلك التفجيرات , ولو أن القاده الأمنيين سارعوا بأتهام البعث والقاعده , لكن عرفنا عصابات البعث والقاعده تستهدف دائما الأهداف السهله مثل مقهى أو مطعم أو سوق في منطقه شعبيه أو مجلس عزاء , لكن تفجيرات الأربعاء والأحد لايستطيع القيام بها الاّ من لديه سلطه ونفوذ في الدوله لأنها في أماكن حساسه وقريبه جدا من المنطقه الخضراء (المحصّنه) , حتى وصل الأتهام الى ان السيارات المفخخه تاتي من المنطقه الخضراء , وأزيدكم من الشعر بيت هنالك اصوات تقول قُتل وجرح المئات بسبب بعض المتهمين في قضيه ما كانوا متواجدين انذاك في مبنى وزارة العدل ارادوا قتلهم حتى لايعترفوا على زيد وعمر أرجو أن لايكون ذلك صحيحا وأن كان كذلك فماذا تركتم اذن لعصابات البعث , هذا هو حديث الشارع الان لذا عليكم الأسراع بتبرأة انفسكم وكشف الحقائق كامله لامنقوصه امام شعبكم ( أذا كنتم حقا تنتمون الى هذا الشعب كما تدّعون).
أننا جميعا نصرخ بصوت واحد لماذا ندفع ثمن صراعاتكم دم, دموع , الم , حسره , حزن , وفقر وأنتم تنعمون بحياة مرفهه في عروش عاجيّه محصنه , لماذا تراق دماءنا كل يوم على الطرقات ودماءكم محفوظه في قوارير , فهل دماءكم أطهر وأنقى , لماذا أذا مات أحدكم (لاسامح الله) تقيمون الدنيا ولاتقعدوها وتخرجون عن بكرة ابيكم معزين بالفقيد وتصدح حناجركم في كلمات التأبين بأجمل الألقاب للفقيد العزيز وتنصب سرادق العزاء في كل مكان حتى الأربعين , ونحن نُذبح كل يوم ولانسمع منكم الاّ كلمات مشروخه ووعود كاذبه بالقصاص من الجناة ومن هم الجناة وأن قُبض على أحدهم فسيجد فيتو يحميه من الأعدام فيتو السيد الهاشمي من جهه وفيتو صاحب المباديء الشفافه والرقيقه السيد الطالباني أذ أن مبادئه الأنسانيه لاتسمح له باعدام المجرمين والقتله لاكنها تسمح بقتل الأبرياء كل يوم .
فوالله ثم والله مهما حاولتم أن تجعلوا دماءنا رخيصه تلك الدماء التي اوصلتكم الى ماأنتم عليه الان وحاول معكم كل عصابات الأجرام والدول التي تقف وراءكم فلن تنالوا ذلك أبدا وأن سالت كل يوم فستبقى دماءنا هي الأغلى ويكفيها فخرا وعزا أنها تجري في عروق عراقيه.