بسم الله الرحمن الرحيم
تم افتتاح مشروع اخر جديد، وهو مشروع وحدة التحسين الثالثة في مصفى البصرة، والذي بسبب الظروف التي يمر بها البلاد والتعبئة العامة الجارية لمحاربة "داعش" والارهاب، اطلق عليه العاملون "مشروع التحدي".. وان اهم ما يميز هذا المشروع، انه ولاول مرة في تاريخ العراق، تم تنفيذه من قبل كادر وطني بالكامل، وفق اعلى المواصفات والمعايير الدولية، بشهادة الشركات الاجنبية التي ساهمت في بعض فقراته كالتصاميم والتشغيل.
سينتج المشروع ١٠٠٠٠ بنزين محسن يومياً باوكتين ٩٥-٩٨.. الذي يعادل مليون و ٥٩٠ الف لتر/يوم.. وهو ما يشكل حوالي ١٥% من الكميات المستوردة لهذا المنتج.. وذلك في اطار سياسة تستهدف تقليل الاستيراد، للوصول الى حالة الاعتماد كلياً على الانتاج الوطني. كما تنتج الوحدة ايضاً نفثا بانزين محسنة بطاقة ٦٠٠٠ برميل/يوم.
لقد نفذ المشروع في وقت تعاني منه البلاد من الظروف الامنية الصعبة والشحة المالية القاسية، فاطلق عليه منذ البداية "مشروع التحدي" للاصرار على تنفيذه بالكلف الاولية المخصصة دون زيادة.
استطاع القطاع خلال الفترة السابقة من تقليل استيراد النفط الابيض والغازالسائل، وصولاً احياناً الى توقف الاستيراد نهائياً..اذا ما استقرت مستويات الانتاج والتصفية الحاليتين.. اما زيت الغاز فهناك مساعي حثيثة لتقليل الاستيراد والاستهلاك وزيادة الانتاج.. وبالفعل تراجعت الاستيرادات وهي تدور اليوم بحدود ٢٠٠٠-٣٠٠٠م٣ من استهلاك يدور بحدود ١٥٠٠٠م٣. والامر نفسه بالنسبة للبنزين رغم ان الشقة بين الانتاج والاستهلاك ما زالت الاعلى بين المشتقات. فمعدلات الاستهلاك تدور بين ١٦٠٠٠-١٨٠٠٠ م٣ والانتاج بلغ اليوم حوالي ٩٥٠٠م٣ بعد ان كان قبل اشهر قليلة بحدود ٧٠٠٠-٨٠٠٠م٣، وبالفعل تراجع الاستيراد نسبياً، ولكن الضغط على الاستهلاك ما زال عالياً خصوصاً في الظروف الامنية الحالية وارتفاع معدلات الحرارة.. وان جهوداً كبيرة تبذل لزيادة الانتاج، وان ما اشرنا اليه اعلاه هو بعض هذه الجهود وهناك اخرى.. كما ان الوزارة طرحت للمرة الاولى البنزين المحسن -غير المدعوم- والذي يباع باسعار السوق العالمية (٩٥٠ دينار/لتر).. وهناك اقبال واسع على هذا النوع من البنزين الخالي من الرصاص والذي اكتونه ٩٥.. ونتوقع زيادة الاقبال عليه بمقدار افتتاح محطات متزايدة للحد من الازدحام الكبير على المحطات الحالية.
اما الحلول النهائية فتبقى مرتبطة بقدرتنا للسيطرة على الاستهلاك ووقف التهريب والسوق السوداء، وهو ما نعمل عليه بطرح"البطاقة الوقودية".. وزيادة الانتاج عبر فتح خطوط انتاج اضافية.. وبناء مصافي جديدة كمصفى كربلاء الذي يستمر العمل عليه، ومساعدة الاستثمار الوطني والاجنبي في مصافي جديدة،في ذي قار وميسان والبصرة وكركوك ومحافظات اخرى. وهو ما دفع لجنة الطاقة في مجلس الوزراء في تخفيف شرط ان تكون المصافي بسعة لا تقل عن ١٥٠ الف برميل/يوم، واقرت سعة لا تقل عن ٥٠ الف برميل/يوم، شرط ان لا تقل المشتقات البيضاء عن ٨٠% من الانتاج الكلي.