نحنُ نثق بكل مبادرة يُطلقها السيّد الحكيم وندعمها، وقال مسعود البارزاني مخاطباً السيّد الحكيم إنّ زيارتكم في هذا الوقت تشبه فتوى السيّد محسن الحكيم (قدس) التي حرّم فيها سفك الدم الكردي، ومن أهم المفردات التي وصف بها البارزاني الزيارة هي إننا لا نفرق في العلاقة مع المجلس الأعلى والشيعة بشكل عام وسنبقى أوفياء لهذه العلاقة، وإنّ العلاقة بيننا وبين الشيعة ليس إستراتيجيّة فحسب بل علاقة حياتية.
وقال لقد غلبتمونا بإحضار امرأة في وفدكم، وهذا يدل على مدى انفتاحكم وحرصكم على أنّ تكون المرأة حاضرة في المشهد السيّاسي.
وقال إننا نلاحظ تطوراً ملموساً على الأرض في حركة المجلس الأعلى على التنظيم وعلى مختلف شرائح المجتمع, ان المفردات التي تحدث بها البارزاني في وصفه علاقة الكرد بالمجلس الأعلى توضح مدى أهميّة هذه العلاقة في وحدة الشعب العراقي أرضاً وشعباً، وكانت دلالات التلاحم والوحدة حاضرة في استقبال الشعب الكردي للسيًد عمّار الحكيم وكأنه هو الذي أفتى بحرمة سفك الدم الكردي.
ومن أبلغ التعابير التي استخدمها البارزاني, إنّ علاقتنا مع الشيعة ولم يقل مع المجلس الأعلى, علاقة حياتية وهذا يعني أنهم ينظرون الى الشيعة في العراق والأكراد كالجسد الواحد تتأثر أعضائه الأخرى إذا تعرضت احد أعضائه للأذى مما يعني إن بقاء وتطور هذه العلاقة سوف يساعد على تأصيل وحدة الشعب العراقي .
إنّ تعميق علاقة المجلس الأعلى مع الأكراد في شمال العراق ومع السنة في المناطق الغربية وبما يمتلكه من وجود جماهيري كبير في المناطق الوسطى والجنوبية سوف ينعكس انعكاساً ايجابياً على الوضع العام في العراق ويمكن ان يُساهم في تذليل العقبات وتجاوز الأزمات وهذا يعني ان المجلس الأعلى لازال يمثل بيضة القبّان التي تساعد على حفظ التوازن بين مكونات الشعب العراقي، وتساعد أيضاً بالقضاء على الطائفيّة والقوميّة والمذهبيّة وتجمع كلمة العراقيين وتوحد مواقفهم من أجل بناء العراق الجديد بالكيفيّة التي تضمن حقوق الجميع وتحترم خصوصيّات الجميع، وأمام السيّد عمّار الحكيم مسؤولية كبيرة ووطنية هي تقوية علاقة المجلس الأعلى مع المكون السني والتأثير عليه، كما الحال مع الأخوة الأكراد كي تجتمع كلمة العرقيين وتتوحد مواقفهم لصد العدوان الذي يستهدف الديمقراطيّة في العراق من الداخل والخارج.