شمل الإستقصاء بشكل أو بآخر؛ كل الذين أعرفهم أو لي تواصل معهم، سواء حين ألتقيهم؛ أم عبر الرسائل، وفي أغلب الأحيان؛ كانوا لا يعلمون أني أقوم بهذا الإستطلاع، فجاءت إجاباتهم عفوية، خالية من اي تأثير مباشر لشخصي على آرائهم.
الإستقصاء كشف عن أمور؛ بعضها يبدو ايجابيا، والآخر يقدم لنا صورة مأساوية، وكارثية عما يحصل في بلادنا.
لعل من ابرز تلكم الصور؛ هو عزوف نحو ٥٠% من العينات المقصودة، في هذا الإستقصاء الخبيث، عن المشاركة في الانتخابات المقبلة، سواء تلك المتعلقة باختيار أعضاء مجالس المحافظات، أم بإختيار اعضاء لمجلس النواب.
هذا العزوف يؤشر تراجعا لشعبية الاحزاب الحاكمة، بعدما ذاق المواطن الأمرين، في الاعوام الاربعة الماضية، والأعوام التي سبقتها، جراء تعثر الخدمات والأمن، وغياب منهج عمراني حقيقي.
المؤشرات الاولية؛ تشير الى عزوف كبير من الناخبين، عن المشاركة في هذه الانتخابات، لإعتقادهم بعدم جدوى المشاركة، في ظل وصول من هم ليسوا قادرين، على خدمة المواطن وتحقيق احلامه.
فيما يتعلق بدوافع المشاركة في الإنتخابات؛ تشكل تلك الدوافع ما يمكن عدّه صدمة، اذ تبين ان ٣٠% فقط من الـ ٥٠% الذين سيشاركون، اكدوا ان سبب رغبتهم في المشاركة، في الانتخابات استجابة للواجب الوطني، فيما كانت دوافع ٢٠% من المشاركين، أما دوافع طائفية أو حزبية أو عشائرية، وكانت بينها عينات قليلة، لا تعرف لماذا تشارك، لكنها ستشارك على أي حال!
ترى لماذا هذه النسبة المتدنية، ممن يؤمنون بأهمية الواجب الوطني؟ وهل الـ ٧٠% من المشاركين ليسوا وطنيين، ام تراهم لا يؤمنون باهمية حب الوطن والاعتزاز به؟!
ان الاجابة على هذه التساؤلات، واضحة ولا تحتاج الى عباقرة للإجابة عنها، فسوء الادارة وانتشار المحسوبية، وسيطرة العشوائية على القرارات الادارية، وهيمنة الاحزاب السلطوية، كلها امور دفعت بالغالبية الى هذا الموقف اللا طبيعي، ومع ذلك فان معظم المواطنين، ممن نراهم يعشقون تراب هذا الوطن، سواء من الذين يشاركون او الممتنعين عن المشاركة، يرون أن الإنتخابات؛ هي الوسيلة المثلى للتداول السلمي للسلطة، وأنه يتعين إجراؤها؛ حتى لو أمطرت الدنيا «صلابيخ»!
كلام قبل السلام: بمناسبة الحديث عن الإنتخابات، فإن أحد الأصدقاء الخبثاء، ذكر أن آخر عملية إنتخاب جرت في البلاد التي تسمى الآن، بالمملكة العربية السعودية، كانت يوم الثلاثاء الثالث من محرم سنة ٢٤ هـ، الموافقة لسنة ٦٤٤ م، عندما رتب عمر بن الخطاب لعبة الشورى، والتي إنتهت بإنتخاب عثمان بن عفان، وحيث شارك في عملية الإنتخاب، ستة ناخبين فقط عوضاً عن أمة بأكملها!
بخصوص حدث وقع قبل مئات السنين ... كفاكم طائفية