لذلك فان الحكومات التي لاتنتبه إلى هذه الطاقات لن يكون وضعها مرتاحا .ومالربيع العربي إلا دليل صارخ على ذلك .فما حدث في تونس ومصر وليبيا واليمن ودول أخرى وصلتها رياح الربيع ولكن الأنواء السياسية تتكلم على الإعلان عسى إن يتم اتخاذ الاستحضارات لمواجهة هذه الرياح على الرغم من أنها ربيعية .. وبطبيعة الحال أن وضعنا من هذا القبيل من شانه إن يوثر بنحو مباشر على واقع التنمية .فالخطط التنموية التي لاتؤتي اهتماما لشريحة الشباب فان موقف الحكومات صاحبة تلك الخط لن يكون قويا .ومن دون شك إن واحد من أهم أسباب هبوب رياح التغيير هو العامل الاقتصادي .فالذي دفع الشاب التونسي لإضرام النار في جسده ومن ثم يموت ليكون الشرارة الأولى لاندلاع الثورات العربية دافع اقتصادي بامتياز فهو قدعجز عن الحصول على بقعة صغيرة يضع فيها عربته التي يقتات منها .ولكن السؤال .هل كان بإمكان تلك الحكومات ان تحمي نفسها من غضب الشباب نعم كان بالإمكان فالأمر كان بحاجة إلى إصلاحات اقتصادية حقيقية تظهر على ارض الواقع لامجرد شعارات كان الشباب في تلك الدول يدركون عدم جديتها.فالخطط التنموية كانت عاجزة عن تغيير حياة المجتمع نحو واقع أفضل ..الآمر الذي تسبب بظهور طوابير البطالة والفقر وهي مشاكل من شانها تعكير صفوة الحياة وتدفع بالذين يقعون تحت طائلتها إلى البحث عن سبب أو وسيلة يصلون من خلالها الى إنقاذ أنفسهم من براثن هذه الآفات .
نرجع الى عام ١٩٩١في العراق هذا العام الذي شهد الشرارة الأولى الحقيقية للربيع العربي يوم انتفض شباب العراق ضد الواقع المؤلم ولكن دبابات النظام ومواقف العرب تسبب في نحر الانتفاضة والمنتفضين من الوريد الى الوريد وقد تسنى للنظام ومن دعمه ان تلك الدماء التي سالت ستنمو وستزدهر لتكون أساسا للوقفة الثانية عام ٢٠٠٣ تلك الوقفة التي أطاحت بعصور الظلام والتخلف لتنطلق مرحلة جديدة تحمل بين ثناياها المعنى الحقيقي للحياة .حياة أصبح فيها للشباب حضورا وتأثيرا في جميع مفاصل التنمية وعلى الرغم من صعوبة الظروف الذي مرت به البلاد ولازالت فان الشباب لن يتخلفوا عن دورهم الفاعل في صناعة الحياة الجديدة فحين شعروا إن الأمور بحاجة الى موقف ماكانت ساحة التحرير شاهد على هذا الدور ابتداء من الخامس والعشرين من شهر شباط ...