بين التفاؤل الذي تبديه بعض الأطراف الوطنيّة والتشاؤم الذي يظهر من تصريحات البعض الآخر يقع المنهج الوسط الذي يحاول ان يوفر الشروط الموضوعيّة ومع كلّ ذلك فإن الحق يُقال بأن الجميع متفقون على أهميّة الإسراع بعقد المؤتمر الوطني، لأن المتفائلون من القوى السياسيّة يتوقعون عودة العافية الى العمليّة السياسيّة والمتشائمون منهم يرون انعقاد المؤتمر تأكيداّ لوجهة نظرهم تلك، اما الفئة الثالثة أيضاً فانه ترى الاسراع بعقده وصولاً لكلّ الأهداف المتوقعة، وبالتالي الانتقال بالعراق الى طورٍ آخر من أطوار النمو باتجاه تحقيق الأهداف السياسيّة والذي يقتضي بدوره الإسراع بعقد المؤتمر الوطني.
لكنّ الموضوعيّة تجبرنا على طرح التساؤل التالي، وهو هل يجب الاسراع بعقد المؤتمر لمجرد الإسراع ثم الخروج من الغرف المغلقة للتباكي واتهام بقية الأطراف بأنها السبب في فشل المؤتمر والاستمرار بقراءة نعيه على شاشات التلفزة ووسائل الإعلام الأخرى، أم أن الإسراع يجب أن يترافق مع الاعداد الجيد والدخول في مفاوضات تمهيدية وصولا الى قراءة الآراء والمواقف لتلمس القواسم المشتركة ومساحات اللقاء والخلاف وبالتالي دائرة الحركة وأماكن التشدد.
وهنا أيضاً نجد أن من المنصف التساؤل حول ان البعض ممن يحاولون التريث هل هم كما افترضنا اي انهم في حال الاعداد لمقدمات النجاح ام انهم في وادٍ آخر، ونفس السؤال يطرح بالنسبة للرأي المخالف ويحين نريد الانحياز الى أيّ من الآراء فعلينا قبل ذلك التأكيد على خطأ المراهنة على المغالطة واللف والدوران لإيهام الجماهير العراقية بشيء مجانب للحقيقة والواقع لان التجربة اثبتت وبما لا يدع لأي مجال للشك انها واعية وإنها تتفوق بوعيها أحياناً على بعض النخب يضاف الى ذلك
فأن ذلك الزمان قد ولى إلى غير رجعة بل إننا نزعم إنه لم يوجد أزمنة أصلاً لأن الجماهير في القحط كانت تمتلك الوعي لكنها كانت ممنوعة من حق التعبير فلماذا يصر البعض على استصحاب الحالة السابقة كعبدة الأصنام الذين هدمت معابدهم على رؤوس أوثانهم فحملوها أوثاناً في الوعي والقلب فساءت لهم حملاً.