يختلف القائد في المفهوم الشيعي عن غيره من المدارس ولا اريد ان ادخل في التفاصيل،
فالقائد الشيعي سواء كان في الجانب الروحي او الديني او العسكري وغيره مختلف تماما عن القائد العلماني الذي تصنعه الموسسات، وعن القائد السني الذي يطاع بحكم الفهم السني الفقهي لاي قائد مهما كان ورعه.
ويرى المعتقد السني وجوب طاعته القائد في كل حال وعلى هذا جرى الخلاف بين القيادة الشرعية لال البيت (ع) وغيرهم من بني امية والعباس .
الخلاف التاريخي في صناعة القائد في العقل الشيعي الان تم فيه استصحاب الخلاف العقدي التاريخي بين المدرسة السنية والمدرسة الشيعية؛ فمدرسة التشيع فضلا عن اشتراطها ضرورة وجود مواصفات خاصة غير عن النص الالهي فهم يتمسكون بامتهم(ع) وقيادتهم بحكم المواصفات التي لا يتصف بها غير قائدهم؛ لذا تراهم يتحدثون عن الشروط والصفات المتوفرة في علي(ع) في تفضيله على غيره من غير النص؛ كونه شجاعا ورعا وتقيا وزاهدا وعابدا ويخالط الفقراء ويلامس حاجاتهم، والى هذا اشار علي (ع) الى تلك المواصفات برسالته الى بن حنيف حينما حضر وليمة قوم من اهل البصرة بقوله ((يبن حنيف ما ظننتك تجيب وليمة قوم عائلهم مجفو وغنيهم مدعو ))، ثم قال ((ألا وإن لكل مأموم إماما يقتدي به، ويستضيئ بنور علمه ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه، ومن طعمه بقرصيه ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك، ولكن أعينوني بورع واجتهاد، فوالله ما كنزت في دنياكم تبرا، ولا ادخرت من غنائمها وفرا، ولا أعددت لبالي ثوبي طمرا)).
الخلاصة في العقل الشيعي ان القيادة فيها عاملان الاول الفيض الرباني والتوفيق والاصطفاء ((ان اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ))، والثاني الصفات الخاصة التي يتميز بها القائد.
محمد صادق الهاشمي
١٩/٣/٢٠٢٢