لا شك إن الإصلاح ليست كلمة تقال في الهواء وليست عبارة تستخدم للتسلية واللهو وضياع الوقت وكثير ما تكون تلك الكلمة وسيلة تستخدم من قبل العناصر الفاسدة للتسلية واللهو والتضليل والخداع ليزدادوا في فسادهم وطغيانهم لهذا ترى أصواتهم من أعلى الأصوات وكثير ما تطغى على الأصوات التي تنشد القضاء على الفساد والفاسدين لو دققنا في حقيقة من يدعي الإصلاح لاتضح لنا إنهم من العناصر الفاسدة والغريب كلما زاد فسادا زادت عبارات الإصلاح التي يطلقها وهذه مشكلة عويصة لا يمكن حلها وخاصة في العراق فرضها الطاغية معاوية على المسلمين وخاصة على أهل العراق فأنه لم يعين واليا إلا سافل ومنحط لا يملك شرف ولا كرامة من العبيد الأراذل الذين هدفهم ومهمتهم إذلال الشرفاء الأحرار وقهرهم ومثل هؤلاء الولاة كثيرون منهم الحجاج وصدام وما بينهما الكثير ومن هذا يمكننا القول لم يحكم العراق في تاريخه الطويل إلا اثنان هما الإمام علي والزعيم عبد الكريم قاسم والعجيب نفس المجموعات التي ذبحت الإمام علي ذبحت الزعيم عبد الكريم قاسم ولنفس الأسباب لأنهما أحرار وملتزمون بالشرف وهذا يعني إنهم يقربون الأحرار الشرفاء ويبعدون العبيد الأراذل وهذا ما جعل أعداء الحياة والإنسان أي العناصر الفاسدة يعلنون الحرب على كل إنسان حر وشريف وهكذا ابعدوا كل إنسان حر صادق وشريف.
وهذه العادة أصبحت سنة يجب تطبيقها وتنفيذها في العراق فهناك جهات خارجية وبمساعدة عبيدها خونة العراق في العراق تمكنت من تحقيقها طيلة هذه الفترة الزمنية الطويلة وبقسوة ووحشية وإلا كيف تتحكم أقلية فاسدة لا شرف لها ولا قيم إنسانية بأكثرية حرة وشريفة لها قيم إنسانية حضارية.
فالعراق الذي خضع لقيم وأخلاق الدكتاتورية والاستبداد والعبودية والرأي الواحد والحاكم الواحد العائلة الواحدة طيلة أكثر من ١٤٠٠ عام لا شك إنه تخلق بأخلاق العبودية والذل والخضوع وأصبحت جزء من طبيعته ومن قيمه وأخلاقه نعم هناك عراقيون رفضوا تلك العبودية وذلك الذل وتحدوا الحكام بكلمة الحق ولكن ذلك لم يغير من الواقع شي
لا شك ان التغيير الذي حدث في العراق في ٩-٤-٢٠٠٣ كان تحرير للعراق والعراقيين لأول مرة شعر العراقيون إنهم عراقيون أحرار وإن العراق عراقهم فكانوا يشعرون إنهم عبيد للحاكم لعائلة الحاكم لزمرة الحاكم فكانوا لا رأي لهم ولا موقف ولا كرامة ولا شرف فالعراقي فقد شرفه في زمن الطاغية المقبور صدام حسين وفي زمن كل الطغاة الذين حكموا العراق إلا في زمن الإمام علي وزمن الزعيم عبد الكريم قاسم وفي زمن ما بعد التحرير أي بعد ٩ نيسان ٢٠٠٣ لكن المؤلم والمؤسف إننا غيرمهيئين للحرية للتعددية الفكرية والسياسية للديمقراطية لحكم الشعب لحكم الدستور والمؤسسات الدستورية لحكم القانون والمؤسسات القانونية لا زالت قيم وأخلاق الاستبداد والدكتاتورية والعبودية والأعراف العشائرية المتخلفة هي المسيطرة وهي التي تتحكم بنا.
لا شك ان بعد تحرير العراق وإلغاء عراق الباطل الذي تأسس في عام ١٩٢١ لأنهم وضعوا الحكم بيد فئة جهة واحدة أقلية وتجاهلوا الأكثرية ليس هذا فحسب بل طعنوهم في عراقيتهم في شرفهم في أخلاقهم في دينهم في إنسانيتهم في أصلهم رغم إن نسبتهم أكثر من ٧٥ بالمائة من نفوس العراق كما إنها أنشأت عراق الحق التي جعلت الحكم في كل العراقيين أي حكم الشعب ضمن لكل العراقيين المساواة في الحقوق والواجبات وضمن لهم حرية الرأي والعقيدة رغم ان العراقيين غير مهيئين لهذه الحالة الراقية لكنها سهلت الأمر للمصلحين الذين يريدون الخير للعراق إذا ما توحدوا وفق خطة واحدة وبرنامج واحد وتحركوا وفق تلك الخطة وذلك البرنامج بصدق وإخلاص ونزاهة أي ينطلقوا من مصلحة العراق والعراقيين لا من مصلحتهم الخاصة بل يجب ان لا يفكروا بمصالحهم الخاصة أبدا ويجب ان يكون التنافس بينهم من أكثر خدمة وتضحية ونكران ذات للشعب والوطن وأن يكون عراقي أولا وأخيرا فوحدة العراق والعراقيين خط أحمرلا يجوز التجاوز عليها مهما كانت التضحيات والتحديات ويجب طرد وإبعاد كل من يقول إنا لست عراقي فمن كان مسؤولا في الدولة يجب إعدامه ومصادرة أمواله المنقولة وغير المنقول أما إذا كان غير مسؤولا في الدولة يجب طرده من العراق واعتباره من أعداء العراق.
ومع ذلك فأن الإصلاح ليس سهل بل يتطلب من الذي يدعوا الى الإخلاص التضحية ونكران الذات وأن يكون صادقا في دعوته ومخلصا لها وعليه أن يبدأ بنفسه عمليا وأن يكون عراقي المنطلق اي أن يكون كما قال الإمام علي (أن يأكل يلبس يسكن أبسط ما يأكله يلبسه يسكنه أبسط الناس)