ان ماحصلت عليه القائمة العراقية من مقاعد برلمانية بلغت الحد الذي تقدمت به على جميع منافسيها السياسيين وبالخصوص المكون الشيعي الذي يمثل الاغلبية العددية وكذلك المكون الكردي الذي يتخندق جميع ناخبيه في خندق القومية الكردية .
ورغم ان القوائم الشيعية لم تحصل على الصدارة في الانتخابات إلا انها استطاعت ان تشكل تحالفاً شيعياً وقف بوجه حصول القائمة العراقية السنية على موقع رئاسة الوزراء . رئيس الوزراء نوري المالكي لعب لعبته وهو يرأس ثاني اكبر قائمة من حيث المقاعد البرلمانية وكعادته تمسك بالسلطة ورفض الانصياع الى الاصوات المنادية بعدم اهليته للتصدي للحكومة دورة ثانية وقد وقف بوجهه بقوة حلفائه في التحالف الوطني كالمجلس الاعلى الاسلامي العراقي في محاولة يائسة لتقديم مرشحهم الدكتور عادل عبد المهدي لشغل موقع رئيس الوزراء إلا ان تدخل ايران ساعد المالكي على البقاء في منصب رئيس الوزراء. وبدأت مواقف القائمة العراقية تتباين ومواجهتهم مع خصمهم ومنافسهم المالكي تضعف بسبب عدم وجود ثوابت سياسية لدى قيادات القائمة وبالخصوص رئيسها اياد علاوي وارتباط اغلب اعضائها بالأجندات الخارجية وبالخصوص اجندات الدول العربية التي تسعى الى اعادة هيمنة السنة العرب على مقاليد الحكم في العراق . ويبدو ان المالكي كان يبيت لهم امراً بليل حيث كانت صفعته موجعة عندما كشف عن ارتباط احد ابرز قيادات القائمة ونائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي مع الارهاب وورود اسمه في اعترافات مجرمين قتلوا الابرياء من ابناء الشعب العراقي . وصفعة اخرى وجهها المالكي عندما اقصى نائبه صالح المصلك على اثر تصريحات ادلى بها الاخير الى وسائل الاعلام وصف فيها المالكي بالدكتاتور وترحم على الحكم في عهد صدام .
ان غياب التنسيق واختلاف الرؤية والارتباط بالأجندات الخارجية والانقسامات والسعي وراء المصالح الشخصية اسباب ادت الى ضعف موقف القائمة العراقية وعدم قدرتها الحصول على مكاسب سياسية وأصبحت متهمة امام جماهيرها. وتعتبر هذه المرحلة مرحلة سقوط سياسي للشخصيات التي تقود القائمة وسوف تكون حظوظها ضعيفة في المستقبل وسوف لن تستطيع الوقوف بوجه امتداد المالكي وتفرده بالسلطة وقد ضيعت حقوق السنة الذين وضعوا ثقتهم بشخصياتها وليعترف اياد علاوي ان المالكي انتصر عليه وان عودته الى الواجهة مرّة اخرى اصبحت مستحيلة .