في زيارة لوزير النقل هادي العامري إلى محافظة ذي قار زارَ المقر الرئيسي لمنظمة بدر باعتباره أمينها العام في الوقت الراهن، واجتمع مع البقية الباقية في الكوادر وإعدادهم لا تتجاوز عدد الأصابع حيث بلغ نسبة مجموعة الكوادر التي رفضت الانفصال أكثر من ٩٥%, وعندما سُألَ العامري عن سبب تغيب الكادر ذكر له مسؤول الفرع السيّد أبو عقيل الحسيني أنهم يعملون في المجلس الأعلى ورفضوا البقاء في المنظمة رغم محاولاتنا العديدة واستخدامنا الترهيب والترغيب إلاّ أنّهم أصروا على ترك العمل في المنظمة, وواجه العامري تساؤلات عن سبب الانفصال ولم يكن له جواب سوى انه يعمل بتكليفه وان عمليّة الانفصال أمر من (الولاية) واشتدت عصبيته عندما قال له احد الحضور هل خرج السيّد عمّار الحكيم عن الولاية؟ فأجابه بدون تركيز لا لم يخرج إلاّ إننا نعمل بتكليفنا الشرعي وهو يعمل بتكليفه الشرعي وأثار حفيظته احد الحضور عندما قال له لماذا قطعتم رواتب البدريين الذين قرروا العمل مع تيار شهيد المحراب ؟؟ أجاب العامري هذه الأمور ليست بأيدينا وهي بيد من يعطي الرواتب ولو تركنا كل من يذهب إلى السيّد عمّار بدون عقاب سوف لن نجد في المنظمة حتّى أنت سيدي المتحدث, وقال له متحدث آخر ما هي مشاريعنا في المستقبل ومع من سوف تتحالف...؟، أجابه العامري مشاريعنا في المستقبل إعادة تنظيم بدر وتشكيل خلايا نائمة تعمل على تحريك وزعزعة الوضع الأمني عند الحاجة، وإما تحالفاتنا فستكون مع الأقوى والمالكي اقرب لنا من غيره, وسأله احد الحضور كيف ترى المستقبل؟ أجابه العامري لا أخفيك هناك غموض يشوب نظرتنا إلى المستقبل واكتفى بهذا الجواب.
إنّ عمليّة انفصال منظمة بدر عن تيار شهيد المحراب ومن خلال قراءة لخطاب أبو حسن العامري يبدو أنها عمليّة قسرية لم يؤخذ بها رأي عقلاء القوم في المنظمة وخبرائها، وخلفيات هذا القرار ستجعل المنظمة أداة بيد المخابرات الإيرانية لتستخدمها ورقة ضغط في المستقبل ولعلّها تنظم إلى بقية ما يسمى بقوى المقاومة في العراق وينظم إليها التيار الصدري ومن خلال الوقائع وحجم القاعدة الجماهيرية، ويبدوا إن التيار الصدري سيقود هذه القوى والمدعو أبو مهدي المهندس المرشح الأوفر حظاً لقيادة جناحها العسكري وهو المقرب من قائد الحرس الإيراني سليماني.
إنّ رفض السيّد عمّار الحكيم الانصياع إلى الأجندة الخارجية كانت سبب في عزل الإيرانيين له وتشديد الحصار عليه وفصل منظمة بدر عن قيادته إلاّ انه مصر على الاعتماد على نفسه وعلى قاعدته الجماهيرية الواسطة التي تؤمن برمزية آل الحكيم وما يمتلكه من كاريزما ومحبّة في قلوب جميع شرائح المجتمع العراقي وهذا ما لمسناه في تشكيله (تجمع فرسان الأمل) وانتماء عدد كبير من النخب العراقية لهذا التنظيم الفتي, إنّ الخطاب السياسي الذي تبناه المجلس الأعلى والذي ينسجم مع ما يعيشه العراق من أزمات سياسية بسببها التكالب على السلطة من اجل السلطة لا من اجل خدمة المواطن وهو الخطاب الذي يُداعب فكر وتوجهات الذين يطالبون بالتغيير.