(أخلاقيّاً) كان الأحرى بكم أنّ تذهبوا إلى الحوار كونه الحل الذي يوجد حلاً آخر يخدم تطلعات (ضحايا الخلاف) ويذهب بالوطن إلى بر الأمان، فقد مُزقَ هذا الوطن وهو يئنُ تحت وطأة الفقر والموت والذل والجوع والخوف والحرمان، فما الضير بأن تتحاوروا وأنتم ولله الحمد قد عُهدَ عنكم بأنكم لا تتوانون بأن تذهبوا بالوطن إلى الجحيم وتبيعوه برمته إزاء صفقة تخدم أطماعكم الدنيئة ومآربكم المليئة بالخسة والجشع والطمع والسحت والمال الحرام.
الغريب أنّ الحوار فيما بينكم هو لغة موحدة مشتركة في قواميسكم ولا يتطلب وقتاً ونفوذ وتدخل دول الجوار وصراع الإرادات (ودولة آخرينا)، فقط جلوسكم على تلك الطاولة وترتيب حساباتكم لتقسيم (الكعكة)، والكعكة هو العراق وأنتم أكثر من يعرف كيف كنتم ومازلتم تستخدمون هذا الاصطلاح حين جلوسكم وتقاسمكم للعراق وخيراته وثرواته.
اجلسوا رعاكم الله، ولمرة واحدة اتخذوا من الحوار خياراً تفرضه طبيعة المرحلة وظروفها الضاغطة، ومحوراً من الممكن وضع البوصلة باتجاه إيجاده والعمل بمضامينه وخياراته وما ينبثق عنه وما يتمخض عنه من نتائج ومعطيات، فالحوار هو الطريق الذي ينبغي أنّ يُسلك فيما بينكم منذ نشوء تلك المحنة ونشوب الخلافات من أجل (السرقة)، وبالتالي سيوجد حلول ننتظر أنّ نرى بارقتها وضوئها في نهاية النفق المظلم والمعتم.
مرةً سُئلَ فيلسوف فقيل له من الحكيم؟، قال: الحكيم من يُوجد الحوار ويعمل على إنجاحه لا أن ينتظر أنّ يُفرض ويُقره الآخرون.
قطعاً نأمل أنّ نراكم وانتم تتوشحون برداء الحكمة، وتتجلببون بجلباب العقل كي نقول عنكم لمرة واحدة بأنكم حكماء، مع أني اشك بذلك و(الحليم تكفيهِ الإشارة).
نقطة ضوء:
عَـلَى قَـدْرِ أَهـلِ العَـزمِ تَأتِي العَزائِمُ وتَــأتِي عَـلَى قَـدْرِ الكِـرامِ المَكـارِمُ
قيثارة الدهر (المتنبي).