بغداد عاصمة الثقافة العربية لسنة ٢٠١٣ ، تحدث وكيل وزارة الثقافة الاستاذ فوزي الاتروشي لمدراء الفضائيات العراقية حول المشروع ، قال ان وزارته تتولى تهيئة بغداد لهذا التتويج الثقافي العالمي الذي ترعاه منظمة اليونسكو وتدعمه المجموعة العربية في المنظمة ، تأخرت موازنة هذه السنة فأثرت سلبا على المشروع الذي خصصت له الحكومة ٦٠٠ مليار دينار ، اعماله تنقسم الى شقين استثماري وثقافي ، يجب ان يدخل الزائر لمهرجان الثقافة العربية في بغداد بعد ٧ اشهر من الآن ليرى المدينة وقد برزت بكامل حلتها الجديدة ، ٧ اشهر يفترض ان يجري فيها ترميم المباني التأريخية والآثار والمتاحف و ٤٠ مسرحا منها المسرح الوطني ، وتجديد مبنى القشلة التأريخي ، وشارع الرشيد ، وساحة الاحتفالات الكبرى ، وبناء المدينة الثقافية الممتدة من ساحة الميدان الى نهاية شارع المتنبي ، وترميم وافتتاح دور السينما التأريخية في العاصمة ، وبناء دار الاوبرا ، ودار الطفل الثقافية ، وترميم وتجديد النصب والتماثيل الرئيسية ، وانتاج ثلاثة افلام روائية وعدة افلام وثائقية وعدة مسرحيات ، وطبع ٢٥ كتابا عن بغداد و١٠ كتب أخرى لكتاب غير عراقيين عن المدينة ، وترميم بيوت شعراء وفنانين ومفكرين معاصرين ، ولم نسمع ضمن المشروع شيئا حول العتبات المقدسة في بغداد وابرزها مرقد الامام الكاظم (ع) وبعض مراقد ابناء الائمة التي تعد تحفا معمارية فريدة ، ومرقد الامام ابو حنيفة النعمان والشيخ عبد القادر الجيلاني ، والمساجد السلجوقية وقبابها المميزة ، وغيرها من المعالم العباسية والبويهية والعثمانية التي مازالت ماثلة ، وبيوت العلماء والمراجع ، والمكتبات التأريخية . ولم نسمع شيئا عن سجون صدام التأريخية في بغداد وطريقة حفظها ، وقصر النهاية والنزانات والمكان الذي شنق فيه الطاغية كمعالم بغدادية . هناك قلق حقيقي من عدم اكتمال هذه الاعمال في المدة المتبقية ، وهناك من يخاف من الفساد المالي المحتمل ، ومخاوف من عقود الاعمار والترميم وما يرافقها من تدليس وغش واختلاس ، ومخاوف من نقص الملاكات المتخصصة للتنفيذ . مشروع طموح يريد اعادة تعريف بغداد على انها عاصمة للثقافة العصرية وليس عاصمة للقمع العربي الاشتراكي والسجن والتشريد والتسفير والمشانق والسجون ، ولا عاصمة للتفجيرات الارهابية والحواجز الاسمنتية ومصفحات المسؤولين وحماياتهم المتوحشة ، ولا عاصمة للنفايات والجفاف والتصحر والشحاذين . العرب بحاجة الى اعادة تعريف الثقافة نفسها ماذا تعني وكيف تنمو ، من يريد ان يعرف ثقافة العرب راهنا فلينظر الى المثقف العربي من هو واين يقف ؟ وما هي منجزاته وما هو موقعه في البلد ، وهل صحيح انه يداس تحت حوافر خيل العسكر والتجار والساسة وهم الثلاثي الذي يحكم دائما ؟ ربما ستظهر بغداد بثوب جديد ولكن يجب ان يقترن الشكل الجميل بمضمون فكري واخلاقي متقدم يستهوي العرب ويبلغهم رسالة عن ربيع التغيير كيف يكون .