واذا كان الجامع المشترك العلني للمجتمعين هو التخلص من ديكتاتورية المالكي وتفرده هو المحور والالتقاء, ألا أن التوجهات والنوايا الخفية تقول عكس ما تعلن, لان وراء كل فريق أجندات ومشروع وان اختلف هذا المشروع تبعا للجهة المنفذة والجهة الممولة وربما يكون من بين المجتمعين من سقط ضحية نزقه وسطحيته وسرعة اندفاعه.
وقد يكون دليلي على ذلك أن نوايا وخلفيات كل فريق تختلف عن الفريق الأخر, فمنهم من يريد الإصلاح ومنهم من يريد الأموال ومنهم من يريد العراق الذي يعود الى نهايات القرن الماضي وليس عراق اليوم, وهاكم الدليل الذي يؤكد صحة ما ادعيه من الطرف الثالث، ففي لقاء صحفي لم يكشف عنه لأحد الذين شاركوا في اجتماع النجف قبل اشهر قال وبالحرف الواحد" ان جميع من في الحكومة الحالية لا يعادلون [فردة من حذاء صدام]" أجلكم الله..ومؤكد ان الحكومة التي عناها ألبعثي المنافق هي حكومة السيد المالكي كانتماء عقائدي وليس كحكومة شراكة وطنية, والشيء المؤكد أن في هذه الحكومة ثمانية وزراء من التيار الصدري أي أنهم مشمولين بما عناه الضيف ألبعثي من توصيف فج ووقح, وبالتالي فان المرور من النجف صوب إسقاط الحكومة بهذه السرعة وبهذه الطريقة الغامضة دون دراسة النتائج والبحث عن البدائل من قبيل الانتظار الى ما بعد الاجتماع الوطني, غاية تبررها كل الوسائل لبعض الذي تأربلوا في النجف.
ان اجتماع النجف شخص ما تم تشخيصه مسبقا, لكنه لم يضع الحلول المطلوبة وبدى وكانه فزعة عشائر أو رد اعتبار لطرف مع أطراف متعددة على طرف اخر مع ما شابه من تعالي وتكبر من قبل بعض الرئاسات السياسية في عدم حضورها الى النجف, وهذا بحد ذاته يمثل رسالة لا تختلف عن ذلك الذي يعتقد ان الجميع تراب يجب سحقه دون رحمة .