المتتبع لشأن العراق يعرف جيدا أن سياسة المجلس الأعلى متمثلة بقيادته الحكيمة سعت ومنذ الأيام الأولى الى تخفيف حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران, وترطيب الأجواء ودفع عملية المفاوضات الى الأمام حرصا على دفع تأثير هذا التوتر السلبي على العراق وما يترتب على ذلك من أضرار سياسية واقتصادية وامنية وربما عسكرية اذا تطورت الازمة.
ان عقد اجتماع ٥+١ في بغداد يعد تتويجا لتلك الجهود التي بذلها عزيز العراق(قدس) والسيد عمار الحكيم في تطويق الازمة المشتعلة منذ سنوات حول الملف النووي الإيراني, يضاف الى جملة النجاحات والانجازات الأخرى التي تحققت بفضل جهود الخيرين من أبناء هذا الوطن، ولعل تمخض هذا الاجتماع عن نتائج ايجابية لهو كفيل بان يضع العراق في المقدمة ويدفع بعجلته السياسية الى الأمام أذا ما عرفنا ان الكثير من المفاوضات والمبادرات كانت قد طرحت لكنها لم تثمر عن شيء يذكر، وهذا أن دل على شيء فإنما يدل على أن العراق بدأ يأخذ موقعه الإقليمي والدولي الذي يستحقه ومكانته بين دول المنطقة بعد سنوات عجاف من الانزواء والانقطاع عن العالم الخارجي, نتيجة السياسات الحمقاء للنظام البائد وما تلى ذلك من اوضاع داخلية متردية حالت دون الانفتاح على العالم ورسم سياسية خارجية تليق بوضع البلد الجديد .
لا شك أن نجاح الاجتماع يعد نقطة ايجابية ورسالة واضحة للمحيط الدولي بان العراق ليس محورا ومنطقة للازمات, بل هو نقطة توافق وهو جزء كبير من الحل للكثير من المشكلات والأزمات التي تعج بها منطقة الشرق الأوسط, وخصوصا بعد عقد القمة العربية التي استضافها العراق وراهن على إنجاحها برغم التحديات الكبيرة التي كانت تواجه عقدها في بغداد عاصمة العرب.