تميَّز شهيد المحراب السيد محمّد باقر الحكيم (قدّس سرّه) بفكر سياسي يختلف عن كثير من الشخصيات العراقية والعربية، لأنه كان يحمل مواصفات دينية سياسيّة قلّ جمعها في شخصية واحدة من القيادات السياسية الدينية.
للسيد محمد باقر الحكيم (قدّس سرّه) حضور دائم في المؤتمرات والاجتماعات التي عقدت في شتى أنحاء العالم، وغايتها توحيد المقاومة ضد النظام.
توصل الباحث إلى أنّ السيد محمد باقر الحكيم (قدّس سرّه) كان قيادياً إسلاميّاً مؤمناً، إذ استطاع أن يقود المقاومة المسلحة منذ آذار ١٩٩١ إلى استشهاده عام ٢٠٠٣.
وبعد سقوط النظام في نيسان عام ٢٠٠٣، من قبل القوات الأمريكية والمتحالفة معها دعا السيّد محمّد باقر الحكيم (قدّس سرّه) في جميع خطاباته السياسية إلى عدم استخدام أسلوب المقاومة المسلحة ضد الاحتلال لأنها تؤدي إلى رد فعل معاكس، وهذا مكنه من توحيد المعارضة وقياداتها من خارج العراق، وبعد عودته في ١٠ / ٥ / ٢٠٠٣ إلى أرض الوطن استطاع أنّ يؤكد للشعب العراقي في جميع خطاباته ابتداءً من البصرة إلى كربلاء أنه يحمل مشروع وطني يضم العراقيين جميعاً تحت خيمة دستورية واحدة ودستور إسلامي دون تهميش أيّة طائفة أو فئة معينة.
تعد عودته انعطافة جديدة في تأريخ العراق، إذ أصبح إماماً لصلاة الجمعة في صحن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) إلى أن استشهد في ٢٩ / ٨ / ٢٠٠٣، وخلال هذه المدة استطاع أنّ يقيم صلاة الجمعة أربع عشرة مرة لخص فيها جميع المشاكل والفتن التي تدور في العراق، وسببها وطريقه علاجها والقضاء عليها.
ومن أبرز النتائج التي توصل إليها البحث أنّ جميع الرؤى التي ذكرها السيّد محمّد باقر الحكيم (قدّس سرّه) في جميع خطاباته مستوحاة من الواقع الذي يعيشه العراقيون وجاءت نتيجة لرؤية ثاقبة ومبصرة في الميدان مما دفع أمريكا والصهيونية وبعض العملاء المأجورين من أزلام النظام السابق لتدبير جريمة اغتياله، فالسَّلام عليك أبا صادق يوم ولدت ويوم جاهدت وصبرت ويوم استشهدت ويوم تبعث حياً، وإنا إن شاء الله على دربك سائرون، وسنبقى دائماً نردد مقولة جده ألإمام الحسين (عليه السلام): ((هيهات منا الذلة)) والتي قالها في مناسبات وخطابات كثيرة.