أربيل تعني مسعود بارزاني وتعني القرار الكردي والحكومة الكردية بكل جبروتها وقوتها وقبليتها، بينما يذهب التصور إلى تقييم النجف بأنها عاصمة العراق الدينية وبالتالي وان كانت هي مدينة ومستقر مراجع الدين إلاّ أنّ المعني بالتنظير في هذا المقام هو زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وما يمثله من تأثير في العملية السياسية حتى وان جاء هذا التأثير بقوة أصوات الآخرين وحسن التدبير والإدارة بينما لم تكن السليمانية في يوم من الأيام حاضرة في دائرة الصراع السياسي بين المركز والإقليم واكتفت بدائرة الصراع الحزبي الذي اظهر تقدم حركة التغيير على حزب جناب رئيس الجمهورية مام جلال.
وإقحام السليمانية بهذه الطريقة المخجلة يبدو وكان العملية برمتها تهدف إلى استعراض العضلات وتطييب خواطر ورد اعتبار شخصي، والأمر الأدهى ان إشراك السليمانية في لعبة المتناقضات يجعلها تخرج من حياديتها إلى البحث عن مصالحها والخضوع للإرادات الأخرى، ثم ان اجتماع السليمانية سيكون رصاصة الرحمة التي يطلقها طالباني على الاجتماع الوطني وعلى مبادرته التي يتمسك بها البعض للخلاص من المأزق الذي تعاني منه العملية السياسية في البلاد.
اعتقد إن الأنبار أو الموصل ستكون المحطة المقبلة بعد السليمانية للم شمل الكتل السياسية الراغبة بالإطاحة بحكومة المالكي لان أربيل تعني الأكراد وان النجف تعني الشيعة وان اختلفوا في مسعى سحب الثقة عن المالكي وحكومته وتبقى الأنبار أو الموصل لتمثل العنوان التالي للمكون العراقي الآخر وهم السنة، وقد تبرز كركوك كمدينة مشتركة وان كانت اقرب إلى التركمان كمكون أساسي وقد تكون فرص الايزيدية في إقناع المتأربلين بالذهاب إلى سنجار أمر شبه مستحيل، وهذا الأمر ينسحب على الصابئة بصعوبة موقفهم في إقناع أصحاب الجلالة بالذهاب إلى مناطق السلام أو الميمونة حيث يقام التعميد على اجراف دجلة الخير في محافظة ميسان.
رُبّما يكون المتأربلين قد اخطئوا الهدف كثيراً وبدل الذهاب المباشر إلى حل المشكلة ساروا باتجاه شخصنة وتجزئة المشكلة بصورة طائفية ليست لها علاقة بالمشكلة الحقيقية وربّما تكون صعوبة مهمة سحب الثقة والخوف من اللحظات الأخيرة وعدم وجود ضمانات حقيقية بين أصحاب القضية جعلهم يتخذون طريق المرور بجميع المحافظات حتى تكون الخسارة واحدة بدل خسارة بعضهم البعض.
إن عقد الاجتماعات في أربيل او النجف او السليمانية وربما الموصل كما صرح النجيفي بذلك ليس هو الحل إنما الحل يكمن في بغداد ومن خلال الجلوس إلى طاولة الحوار وبقلوب صادقة للعمل المخلص ووفق الدستور والاتفاقيات التي لا تتعارض مع الدستور وان كنت احسد المتأسلمين أيّ الذين سيجتمعون في السليمانية لأن الأجواء جميلة والضيافة تليق بالمقام وليس مهماً نتائج الاجتماع المهم هو كلّ المدن دائرة التنافس حتى ولو كان الطريق إلى المجهول.