ومن الصعوبة التاكد من حقيقة ما اذا كان المتأربلين قادرين على حشد نوابهم والوصول الى الرقم المطلوب للذهاب الى البرلمان وهم يحملون نعش الاطاحة بحكومة المالكي , ومرد ذلك هو التناقض في التصريحات للنواب والمسؤولين بين من يؤكد قدرة تحالفه في الوصول الى العتبة المطلوبة وبين من يشكك بهذه الارقام, بل ان البعض ذهب الى ابعد من ذلك وطالب باحالة الموقعين الى محكمة مختصة بالايمو للكشف عن عذرية تواقيع النواب بالاضافة الى مطلب مقتدى الصدر وهو لاعب اساسي في عملية الاطاحة بالمالكي, عندما شكك بمصداقية المتاربلين واكد انه اذا ما تمكن اصحاب اجتماع اربيل من جمع العدد المطلوب فانه عند ذلك سيكفيهم مؤونة هدر ماء الوجه ويأتيهم بنبأ عرش بلقيس.
كما ان هناك مشكلة قد تواجه الساعين الى سحب الثقة عن المالكي وحكومة الوكالة التي يرأس نصف اعضائها وهي ان الفترة بين اليوم وحتى الثلاثاء المقبل المخصص لطرح سحب الثقة فترة طويلة ومن الممكن ان تتغير فيها كثير من الاراء والتوجهات, خاصة اذا ما عرفنا قدرة المالكي ودهائه في قلب الطاولة على منافسية في الاوقات الصعبة لانه يجيد فن الاغواء والشراء مع رغبة جامحة عند البعض لبيع كل شيء حتى ماء الوجه اضافة الى الضغط الذي سيسلط على بعض الاطراف من قبل الشارع ومن الخارج وهذا ما جاءت به جهينة اليوم من ان احدى الكتل طالبت بسحب تواقيعها وكما يقول المثل"اخذ فالها من اطفالها".
ومع ما تقدم فان هناك اطراف مؤثرة لا يمكن تجاهلها باي حال من الاحوال خاصة في مثل هذه الاوقات وهو طرف مشهود له بالتروي وعدم الانجرار بسرعة وراء الحدث يسير بخطوات واثقة بطريق الاعتدال ومحاولة تقليل الخسائر وايجاد الحلول المنطقية ورفض الذهاب الى المجهول مع ما لديه من تحفظات كثيرة على الطرف الاخر, هذا الطرف هو من سيغير نتيجة المعادلة في حالة اصطفافه مع أي جهة من هذه الجهات وان كانت النتائج والمعطيات تقول ان هذا الطرف سيذهب باتجاه مصلحة العراق لا باتجاه مصلحة هذا الطرف او ذاك.
ترى كيف سيكون موقف المتاربلين بعد الثلاثاء او موعد سحب الثقة اذا فشلوا في الوصول الى مسعى الاطاحة بالمالكي وبحكومته التي جل اعضائها من الصدرية ومن القائمة الكردية والقائمة العراقية..الجواب ننتظره من اصحاب الشأن وان كان الافضل نسيان الموضوع لانهم عند ذلك سيجدون المبرر لبقائهم في حكومة اوجدوها ثم انكروا وجودها.