في ذكرى ولادة الأمام علي بن أبي طالب (ع) ان المتتبع للتأريخ الأسلامي والمتفحص لحوادثه وتقلباته يجد ان ألأمام علي بن أبي طالب (ع) لم تختلف أمة في رجل من رجالها بمثل ما أختلفت فيه.وقد شكل ذلك الأمر الكبير بما يشبه أهم ظاهرة أجتماعية وتأريخية ودينية وسياسية ملفتة للنظر(وعاظ السلاطين- علي الوردي ) .فعليا هو الشخصية الفذة التي كسبت احترام جميع المسلمين وفي مقدمتهم كبار الصحابة والخلفاء.وهو الذي لم يختلف فيه أحد كونه افضلهم..فلماذا لم يكن هو الخليفة ألأول ؟؟ لقد صرح ابا بكر(رض) الخليفة الأول معترفا بوجود من هو افضل منه ليصلح لخلافة الأسلام. عندما قال في خطبته التي افتتح فيها خلافته اذ قال((أما بعد ايها الناس فأني قد وليت عليكم ولست بخيركم)).أما عمر (رض) فقد اكد علنا أولوية عليا بأمر الخلافة ولكنه كان (يخشى) ان لاتجتمع عليه العرب وقريش لما قد وترها ثم أن عليا كان يرى انه أحق بالخلافة من غيره ولكنه حين رأى الناس يبايعون ابا بكر بايع معهم.م على مصلحته الخاصة. ترى لماذا بايع عليا ابا بكر؟ هل كان يخشى السلطة وفاقدا لسمات القائد السياسي؟ هل كان ضعيف الشخصية؟ كان عليا نزيه القصد .ولم يبغ من وراء السلطة شيئا دنيويا.وكان يفضل مصلحة الأسلام على مصلحته الخاصة.والدليل انه عندما جاء ه خالد بن الوليد وأبو سفيان يحرضانه على الثورة على ابي بكر طردهما,ونظر بعيدا لمصير الأسلام والمسلمين.بل ان عليا كان مخلصا لأبي بكر ولعمروكذلك لعثمان.ولم يتحسس من فوات فرصة الخلافة . اننا عندما نقرأ وبتمعن تلك الحوادث التأريخية نجد ان عليا هو المثل الصحيح للأسلام بعد محمد(ص) فهو الذي عكس سياسة الأسلام بكل دقة وروعة وأستيعاب بعد الرسول الكريم(ص).وكانت سياسته خير درس للقادة المسلمين(السياسة من واقع ألأسلام..صادق الشيرازي – ٢٠٠٥) في تطبيق حياتهم العملية السياسية.ففي الوقت الذي كانت فيه السياسة والسلطة تتحفز للذهاب الى علي كان يبتعد عنها ويستغفلها.ولكنها تأتي اليه صاغرة مطيعة.فهي قد وجدت فيه وعائا للحكمة والتعقل والتدبر والنموذج السياسي والقائد المحنك.ذلك لأن تلك العناوين كانت بحاجة الى تلك السمات القيادية لاسيما والأسلام في بداية نشوءه.فلم تشغله الدنيا من خلال ملذات الحكم والسلطان. كان حرص الأمام علي على الأسلام كفكرة جديدة لتنظيم الحياة أكثر من الحفاظ عليه كمركز سلطة وجلوس على العرش.وكان حفاظه على دماء المسلمين اهم من العبادات والفرائض.فالمال والحكم والسلطة والفرش واللباس والقصور والأكل والشرب وافواج الحمايات كلها لم تكن ذات شأن عنده.الا بمقدار الحاجة الضرورية ومتطلبات الظرف المعين.وهكذا فقد تجسدت فيه معالم العمق المعنوي والبعد الروحي ونكران الذات والتفاني في الله .تلك كلها صفات اجتمعت في شخصية علي بن أبي طالب (ع).ليكون نبراسا للأنسانية جمعاء ولأصحاب السلطة كي يتعلموا منه في كيفية قيادة اممهم وشعوبهم.