الظواهر الجماعيه تنشأ من ظواهر فرديه التي لا تكون من تلقاء نفسها سواء كانت ايجابيه او سليبه وهي نتاج لمرحله اجتماعيه بفعل افعال سياسيه , وكما ان في داخل كل انسان نزعة الخير والشر ولكن الخير قد تمنعه الامكانيات والمعوقات التي تكون بفعل العوامل الطبيعيه والاصطناعيه او من صنع الانسان الأخر واما الشر فيمنعه الدين والقانون والضمير والان...سانيه ,فالقانون يحتاج في تطبيقه للقوه والسلطه لكن استخدامه بتوجيه معين يغير من مساره الصحيح وهذا ما يحجر الوعي بهذا الاتجاه وخاصه اذا كانت معها السخاء في اموال الغير او التحكم برزق الفرد وهذا ما قد يقود جيوش من المثقفين والنافذين الى الهاويه والانحراف لصناعة الاصنام واناشيد ( البزخ والردح ) ففي كل زمان هناك شعب محروم وطبقه تريد الابديه والسرمديه ومثقفون وبسطاء متملقون ومتطفلون , فالسياسه اخذت بالطغيان على حياتنا العامه وانحسر التفكير في الشؤون الخدميه والثقافيه والعلميه والتربويه والصحيه ,,,,الخ فتحول المثقفون والبسطاء والنافذين والحواشي الى سياسيين تاركين تلك المجالات التي تصب في الجانب الانساني لخدمة المجتمع ومثلما انتزعت النزعه الفكريه الانسانيه فأن دوافعها وألياتها تتحرك بدأت باتجاه مصالحها لترفع من مصالحها السياسيه فوق مفاهيم الدين والقانون والانسانيه وبذلك خضعت التفسيرات لهذه المفاهيم وتحويل فضائلها لرذائل السياسيين وتحول معها الاعلامي والمثقف والسياسي الى رجل مصلحي يبحث عن انتقائيه وتحريف للقانون والقول وبوق للمتصارعين على حجز الكراسي والمنافع بدل دوره ورسالته الانسانيه و تحول الى ادات للازمات ويشعل النار في الهشيم وذراع للشر والفرقه وتحول من يفهم او لا يفهم القانون الى مفسرين لرغباتهم او رغبات من باعوا دينهم وضمائرهم وانسانيتهم وغير مبالين بما يتكلمون وليشتعل العراق بالنار لا يهمهم سوى الحفاظ على منافعهم وامتيازاتهم وتحولت طبقه من المثقفين والسياسيين الى اسباب للازمات وليس اسباب للحلول وقد اختلط الحابل بالنابل على المواطن ولا يعرف اين يجد رأس الخيط الذي يسير فيه للحلول بعد ان غيبت لغة الحوار وكسرت القواسم المشتركه بمعاول مصالح المتطفلين الطارئين , فبناء الدوله تحتاج الى تجذير مفاهيم العداله الاجتماعيه وحسن التخطيط والتدبير والرفق بالتعامل والمحافظه على الكرامه وتعميق الحقوق الفرديه والجماعيه وعدم الانفعال واتخاذ المواقف الارتجاليه والاستئثار وعدم تقديم مصالح الحزب والذوات والبطانه والحاشيه التي تضيع الاصول في الاداره والتفاهم وبعدها يكون تجاوز على القانون والمفاهيم الانسانيه وانشغال المسؤول بالقضايا الجانبية والجزئية عن القضايا الكبرى وإناطة المسؤولية بغير الأكفاء وإقصاء الأكفاء عن مواقع المسؤولية لذلك فالوطن والمواطن اولا بالاهتمام وترك الجزئيات والركون للحوار هو الطريق الاصوب ويكون الدفاع عن وحدة العراق وشعبه ومشتراكة رساله للسياسيين والمثقفين وعموم المجتمع ليقوموا بشرها واشاعة ثقافتها ..