الوسط :
صدرت التحذيرات من وقوع هجمات إرهابية متزامنة مع ذكرى استشهاد الامام الكاظم عليه السلام، من كافة الأطراف تقريباً، وزادت وتيرة التحذيرات عندما تم ربطها بالأزمة السياسية وإمكانية ان يستغل الإرهابيون ذلك في القيام باعمالهم التخريبية. ولأن التحذيرات كانت هذه المرة أكثر كثافة من المرات السابقة، فقد بادرت القيادات الأمنية الى التأكيد بأن الإجراءات الضرورية قد تم إتخاذها، وأن خطط السيطرة على الوضع الأمني والإجراءات الإحترازية المشددة هي في أعلى مستوى. لكن العمليات الإرهابية وقعت في بغداد ومدن أخرى وسقط الضحايا الأبرياء بالتفجيرات والمفخخات التي تجاوزت نقاط السيطرة والحواجز الأمنية وفجرها الإرهابيون في الأماكن التي يريدون.
ما جدوى التحذيرات الصادرة من السياسيين والمسؤولين والمراقبين والمواطنين؟ وما قيمة التطمينات والخطط التي يؤكد القادة الأمنيون على إتخاذها؟. طالما أن النتيجة هي وقوع الأعمال الإرهابية وسقوط ضحايا بين قتلى وجرحى في عدة مدن عراقية.
سيخرج المسؤولون الأمنيون يعلنون أن (ما حدث رسالة من القاعدة والجماعات الإرهابية، لكن ذلك لن يؤثر على الإنجازات الأمنية).. وسيتحدث أحد القادة العسكريين بقوله: (أن أعداد الضحايا قليل، وعليه فان هذه الرسالة من القاعدة هي رسالة فاشلة)، كما حدث من قبل، وكأن الدم العراقي لن يكون مؤثراً إلا اذا تجاوز القتلى حاجز الألف ضحية.
أما نقاط الخلل الحقيقة فلا أحد يبحث عنها، وأبرزها أجهزة كشف المتفجرات التي تستخدم حتى الان في السيطرات رغم إجماع العالم على فشلها. لقد تم غلق ملف الأجهزة هذه بسجن شخص واحد لمدة اربع سنوات، لينجو كبار المسؤولين من المتورطين بهذا الملف الضخم من الفساد، أما المواطن فدمه رخيص لا قيمة له مثل أجهزة كشف المتفجرات الفاشلة بل أرخص منها.