لقد اقترن اسم عائلة ال الحكيم بتاريخ العراق المعاصر منذ ظهور اسم السيد مهدي الحكيم والد المرجع الديني الكبير السيد محسن الحكيم (قدس) وهذه العائلة العلمائية التي تمتلك مساحة واسعة في قلوب العراقيين لما لها من مواقف وطنية وفضل كبير على اتباع مذهب اهل البيت (ع) بشكل خاص, وعلى العراقيين بكافة طوائفهم وقومياتهم, فمع كونها عائلة الفقه والعلم والحكمة تمتاز ايضاً انها عائلة التضحية والشهادة والجهاد ضد الظلم والطغيان وضد العصابات الفاسدة التي تعاقبت على حكم العراق ، وتمتاز المدرسة الحكيمية بالأصالة والمبدئية والانفتاح على الجميع بمختلف توجهاتهم وأطيافهم وألوانهم, والوضوح في الرؤيا والثبات عليها, والامة هي ركيزة مهمة في هذه المدرسة, وتعتمد المدرسة الحكيمية على الواقعية حيث استطاعت, ان تنزل الى الناس وتحدثهم على مستوى عقولهم وتحاول ترسيخ الفكر الاسلامي في اوساط المجتمع المختلفة بعيداً عن الطبقية المعاشية او الثقافية.
لقد مارس شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم (قدس) دوراً سياسياَ مهماً في تاريخ العراق المعاصر، حيث تصدى بنفسه للعمل السياسي رغم ان هذا العمل يعتبر محضوراً على العلماء وعوائل العلماء, شهيد المحراب (قدس) استطاع ان يكون قيادةً سياسية شرعية دعت الى ان يكون هناك وجود حقيقي لرجل الدين في الوسط السياسي, وان يوظف السياسة من اجل الدين، واني يكون هناك دوراً مهماً لرجل الدين في التغيير والتطوير.
وعندما استشهد شهيد المحراب الخالد (رض) اخذ عزيز العراق دورا سياسياً مهماً لافتاً للانتباه ، وقد طبق المنهج السياسي لشهيد المحراب (قدس) ولهذا التيار، وكان لمواقفه في ادارة الوضع السياسي المعقد في العراق بعد السقوط النظام دوراً مهماً واستطاع ضبط حركة الاحداث وإيجاد حالة من الانسجام والتوافق في وسط الكيانات السياسية رغم اختلاف توجهاتها وانتماءاتها المذهبية والعرقية, وكان القائد السياسي الاول في العراق بشهادة مواقفه المشرفة في توحيد خطاب السياسي لما يخدم مصلحة العراق الجديد، حيث شهد الكثير من السياسيين انه كان رجل المرحلة بحق.
وعندما رحل عزيز العراق (قدس) وظهرة السيد عمارالحكيم, لم نتفاجأ بظهور هذه القيادة الشابة التي استطاعت لفت انظار الكثيرين من الداخل والخارج، و في هذه المرحلة استطاعت هذه القيادة شابة, ان تفرض نفسها في "الوسط الشعبي والإقليمي والدولي", وهذه القيادة كانت لها تقديرات وتحليلات للموقف دقيقة ومهمة.
المتابع لحركة السيد عمارالحكيم يجد انه يسعى الى اقامة حكومة المواطن ومعالجة سلبيات المرحلة الماضية واستثمار الفرصة والحرية التي ينعم بها العراقيين بعد زوال كابوس النظام المقبور واستثمار الطاقات والتخلص من المحسوبية والفئوية والتفكير الحزبي الضيق، واليوم السيد الحكيم اثبت للجميع انه ملتزم بهذا النهج القويم وكان خطابه السياسي موزون ومعتدل وفق رؤيا للأمور من زواياها الدقيقة وكانت مواقفه ثابتة في المطالبة بحقوق العراقيين واستحقاقهم وتعويضهم سنين الحرمان التي عاشوها ابان حكم السلاسل والتعذيب وقطع الرؤس والايدي, ان مواقف السيد عمار الحكيم اعطت للشارع العراقي صورة واضحة عن مشروع تيار شهيد المحراب الاصلاحي في العراق والذي يضمن للمواطن حرية التعبير عن الرأي وتوفير الخدمات وتوفير الامن والاستقرار وفرص العمل للعاطلين لإعادة بناء البنى التحتية وتوفير فرصة عمل للشباب العاطل، والثبات على النهج الذي خطه شهيد المحراب بنفسه والوضوح في الرؤيا والثبات عليها.