لعل ما يحصل في العراق جعل العقول تتوقف عن التفكير في إيجاد تحليل لما ستؤول إليه الأوضاع السياسية وما هو مصير السلطتين التشريعية والتنفيذية بعد إن وصلت حدة التوتر بين الكتل السياسية المتنازعة إلى طريق مسدود وبات كل طرف يتربص بالطرف الثاني كي يوقع به وهذا هو الحال ولا يوجد أي طريق إلى حل الأزمة فكيف السبيل إلى الحل ؟ واياً كانت التائج التي تتمخض عن الخلافات الدائرة على الساحة السياسية بين ابرز القيادات العراقية , إن كانت سحب الثقة أو الاستجواب أو تنازلت كل الاطراف عن مطالببها أو تبقى الأمور كما هي إلى الانتخابات البرلمانية فان السبيل الأمثل للحل هو وعي الشعب العراقي ودقته في الاختيار الصحيح في منازلة الانتخابات النيابية القادمة فإذا لم يعي الشعب العراقي خلفية ما جناه من القوى السياسية التي تصدت للحكم ووقع في خطأ الاختيار الغير محسوب فإن هذه المأساة سوف لن تنتهي وسوف يبقى الشعب يرزح تحت أهواء ومصالح القوى و الشخصيات السياسية والتي لا تريد للعراق الخير بل تعمل من اجل مكاسبها الحزبية والفئوية .
ان مواقف ومشاريع القوى السياسية باتت واضحة وعملية التمييز بين القوى الوطنية والقوى الغير وطنية اصبحت سهلة والكل مالت كفته في ميزان الوحدة الوطنية والمصلحة العامة وماسيكتبه التاريخ عن استخفافهم بالمواطن العراقي وجريهم وراء مصالحهم الفئوية والحزبية في صحيفة اعمالهم السوداء وستنجلي الغبرة عن عين الحقيقة ليرى العراقيين من يخرجهم من الظلمات الى النور ومن بنى مشروعه السياسي على اساس خدمة المواطن وامنه ورفاهيته واستقرارالوضع السياسي وبناء واعمار البلاد وتنظيم العلاقات الافليمية والدولية لمايخدم مصلحة العراق العليا ووحدة اراضيه وسيادته على ارضه ومنابعه الطبيعية وهذا هو السبيل الى الحل .