تتعارض التصريحات, ويدخل العراقيون ممثلين بقواهم السياسية مرحلة التشكيك والخذلان بعد مرور مرحلة سحب الثقة عن الحكومة الحالية الى مرحلة الاصلاحات ومما لا شك أن مجرد طرح فكرة إجراء إصلاحات على النظام السياسي هي بحد ذاتها تشكل مخرجاً مناسباً للوصول إلى التفاهمات والتوافقات حول مواد ورقة الإصلاحات التي ستعدها باقي الكتل السياسية إلى جانب ورقة التحالف الوطني، لكن هذا الطرح رغم أهميته إلاّ أنه سيبقى جامداً ما لم تتوفر الثقة المتبادلة بين الأطراف السياسية ومنها توفر حسن الظن بالآخر، ووقف الحملات الإعلامية التي تقف ورائها بكل تاكيد مآرب سياسية يراد لها ان تنتهي بمكاسب لمطلقيها من قبيل التقليل من اهمية النقاط الثمانية التي اصدرها التحالف الوطني والتي تحث على تشريع القوانين وحسم الملفات الامنية, حيث يرى البعض ان هذه النقاط تنفذ ماتم الاتفاق عليه في اربيل ولاتوجد ورقة اصلاحات بل مجرد مماطلة ومحاولة للوصول الى نهاية الدورة البرلمانية.
وفي الحقيقة ان مثل هذا الطرح لابد من ان يرد على المروجين له في هذه المرحلة على الاقل وان كان مطلقيه طرفا في التحالف الوطني اوغيره لان نجاح ورقة الاصلاحات واهميتها يعتمد بالدرجة الاولى على صدق نوايا الكتل المشتركة بالعملية السياسية تجاه حركة الاصلاحات كونها ان تحققت بتظافر جهود الجميع على حد سواء فانها ستسهم في حل جزء كبير من المشاكل العالقة بين الكتل السياسية وبين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم من جهة وبين الحكومة الاتحادية والمحافظات من جهة اخرى.لكن لابد من الدفع بأتجاه ضمان النجاح عبر التطبيق بوضع اليات وسقوف زمنية لكل مشكلة.
ان اهم الامور المراد العمل عليها خلال هذه المرحلة تحديدا كما اسلفت ومن قبل الجميع هو الابتعاد عن الإثارات والحساسيات ومعالجة ما يستجد بروح وطنية عالية بجدية ومصداقية لحل الأزمات وطنياً بعيداً عن أي تأثير خارجي, فتوفيرمقومات نجاح الإصلاحات السياسية ضمن الاطر الدستورية لمن يمتلك النية الصادقة ممن يريد ويعمل من أجل سلامة العملية السياسية التي لا تغبط حق مكونات الشعب العراقي لانها سوف تحل الأزمة وستغلق الأبواب بوجه التدخلات الخارجية في الشأن العراقي وستوفر الأمن والاستقرار لأبناء الشعب العراقي.
لذلك فان على القادة السياسيين العمل على عرض ورقة الاصلاحات واليات تنفيذها على الشعب وقبل ذلك العمل على انهاء حالة الصراعات وأن ينظروا لمصالح الشعب عبر الاهتمام بالشأن العام وبالمصلحة الوطنية العليا ويغلبوها على أية مصالح اخرى, فهذا هو المنطلق الاساس بعد توافر النوايا الصادقة والعزيمة على انفاذ الحل بدل ابقاء المشاكل وتوسيع نطاق التراشق الذي جربوه ولم يؤتي استمراره بأي نتيجة بل انه ابقى الجميع في حالة من التوتر وادى الى تراجع شعبيتهم الى درجة كبيرة وهذا ما لايرجونه ولايريدونه خصوصا انهم يعدون العدة لدخول دورة من التنافس الانتخابي المحموم ...