للدولة والامة تبعية فكرية ولكن لا يعني سلب للارادة الفكرية الخاصة وانما الالتزام بأصول الدولة والامة في ضوء الحرية المطلقة الضامنة لبناء الركائز المساندة بالنتيجة للجميع , فالمشاريع تتدرج صعوداً من فردية الى جماعية او مناطقية او قومية او طائفية او دينية لكن مشروع الدولة هو الحاضن والأسمى والموحد لكل المشاريع والدولة جزء من امة والامة مجموعة دول ويقترن مشروعهما معاً وكلاهما مكمل للأخر والتكنلوجيا والتطور اسهمت في تقدم ورفاهية الكثير من الشعوب في حسن ادارتها وبالعكس أثرت بالسلب على شعوبنا التي لا تزال تعيش البعد بين المسؤول والمواطن وعدم شعوره بالقضايا الاساسية واصبح هدفه كيف له التمسك وتوريث الكرسي لتدفع الشعوب للتخلف والصراعات الداخلية وأستنزاف الثروات لأجل تلبية الرغبات الغير مشروعة مما يجعل الشعوب ضعيفة ولقمة سائغة بيد المتربصين وعرضة لتصادم المشاريع الاقليمة والدولية , والعراق ليس بالبعيد عن ما يدور في محيطه من خطر ويتعرض منه لخطرين , الاول داخلي متمثل من افتعال الازمات وزيادة الهوة وهشاشة ارضية بناء الدولة وابتعادها عن حالتها المؤسسية وبدل ان تساند السلطات بعضها البعض اضحت تعيش الصراع الواضح وبدل ان تحل الازمات وتعقد الاتفاقات تحت قبة البرلمان وبالعودة للدستور اصبحت اتفاقات مجهولة النوايا وابتعدت عن مشروع الدولة واتجهت للمصالح الحزبية والشخصية وتشرعن الفساد وتتغاضى عن اخطر الملفات , والثاني الخارجي من خلال تأثير ثورات الربيع وعدم ادراك التأثير والخطر وتسلق قوى الظلام لسلب ارادة الشعوب وامتصاص رحيق الثورات لتكون اجندة لتلك الصراعات الدولية وتكون الشعوب اداة وحطب لتلك النزاعات , فالقيادة لا تعني الخصوصية والتميز وانما ادراك الاخطار واليقضة والمحافظة على المكتسبات التي بالنتيجة تضمن المصالح الخاصة وليس العكس , فالامل للمظلومين والمحرومين والمضطهدين والبسطاء يتحقق من خلال العمل الجاد , فالساسة اليوم لا تزال انظارهم نحو مصالحهم بعيدين عن الواجب الذي في رقابهم تجاه المواطن فهو لم يطلب الدولة المثالية دفعة واحدة انما يعرف العقبات والصعوبات والتراكمات ولكن الاخطاء يجب ان تدل على العمل وليست مقصودة لثقب زورق النجاة للوطن او تلك الطبقة من الساسة الباحثين عن اقتناص الفرص والايقاع بالاخر الشريك ليدفع المواطن الضريبة , فالقوة من التفهم والادراك والقراءة الواقعية لأجل اعلاء سيادة المواطن وهنا تنتهي الخصوصيات حينما يتعرض مشروع الدولة للخطر من التفرقة والتناحر في خنادق متصارعة مما يضعف الجميع ويفتح الباب بمصراعية لقوى الشر للاستفراد والعبث بالمقدرات والمقدسات , فالارادة الحقيقية للشعوب في التغيير محل تقدير واعجاب ومخاض عسير ومعبر عن معاناة حقيقية لذات الشعوب , وبعد ان انتهى شهر رمضان الخير والبركة والعطاء والتسامح كانت الفرصة سانحة للسياسيين للاصلاحات والمصالحات والابتعاد عن الحقد الشخصي ولا تكون المشاريع متقاطعة بالمصالح الفئوية فالمواطنين جفت حناجرهم من حرارة الصيف وغياب الخدمات والكهرباء وانشغال الساسة بالازمات اليوم في العيد لا يطلب المستحيل ولا ان تحول ميزانية الدولة او مخصصاتهم له وانما عيديته ان يكونوا صادقين مع انفسهم والعيد عودة لله وان المواطن هو مصدر السلطات وكذلك العودة لقضايا المواطن دون اغراضهم الشخصية وان تصدق النوايا بالسعي الجاد للاصلاحات وبالحلول الجذرية فلا كرامة لوطن دون سيادة ولا سيادة دون حرية وحقوق المواطن ..